قتلى وجرحى بعد زلزال جديد ضرب الحدود التركية السورية
بعد أسبوعين فقط من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف أكثر من 47 ألف قتيل، ضرب زلزال جديد المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وصل مداه إلى لبنان الذي شعر سكانه بهزة قوية أصابتهم بالهلع.
ضرب زلزالان جديدان بقوة 6,4 و5,8 درجات مساء اليوم الاثنين (19 فبراير 2023) محافظة هاتاي الواقعة في جنوب تركيا والأكثر تضررا من زلزال السادس من فبراير الذي خلّف أكثر من 41 ألف قتيل في البلاد، وفق هيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد).
وعبر تويتر دعت « أفاد » السكان إلى الابتعاد من الساحل في إجراء احترازي، محذّرة من مخاطر ارتفاع مستوى البحر. وتقع محافظة هاتاي على ضفاف البحر المتوسط على غرار مدينة انطاكية وميناء إسكندرونة.
وحددت « أفاد » مركز الزلزال الأول في بلدة دفنة، لافتة الى أنه سجل في الساعة 20,04 (17,04 ت غ). وشعرت به فرق فرانس برس بقوة في أنطاكية وأضنة على بعد مئتي كلم شمالا.
هذا الزلزال أعقبه بعد ثلاث دقائق زلزال آخر بقوة 5,8 درجات ضرب مدينة السويدية الساحلية الواقعة جنوب انطاكية، وفق « أفاد » التي حذّرت من « ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار يصل إلى 50 سنتيمترا ». وقال وزير الداخلية التركي أن زلزال هذا المساء أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 213 آخرين.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن سكان محافظة حلب الواقعة في شمال غرب سوريا شعروا بالزلزالين اللذين تسببا بحالات ذعر وخروج إلى الشوارع. وأفاد مصوّر فرانس برس بانهيار أقسام من مبان متضرّرة.
وأصيب 42 شخصا على الأقل في أعقاب الزلزال الذي ضرب شمال غربي سوريا مساء اليوم، والذي تسبب في حادث تدافع وقفز بعض الأشخاص من المباني. وقفز أشخاص من أسطح مباني وشرفات منازل بحثا عن الأمان في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، حسبما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في أعقاب الزلزال الذي بلغت قوته 6,4 درجة على مقياس ريختر. وقال المرصد إنه كان هناك أيضا إصابات جراء سقوط الطوب والأنقاض في بلدات سلقين وحريم وإدلب وخربة الجوز وريف حلب، وأوضح أنه في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، انهارت مبان مدمرة في منطقتي الميدان والجميلية في حلب.
وكتبت رولا أمين المتحدثة باسم باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في المنطقة على موقع تويتر إن العديد من الأشخاص تركوا منازلهم ويتجولون في الشوارع خوفا من حدوث مزيد من الزلازل، بما في ذلك في العاصمة دمشق.
وفي انطاكية، أثار الزلزال حالة من الذعر بين السكان، وتسبب بارتفاع سحب من الغبار في المدينة المدمرة. روى الشاب السوري علي مظلوم البالغ 18 عاما في تصريح لفرانس برس لحظات الرعب في وسط أنطاكية. وقال « كنا مع +افاد+ التي تبحث عن جثث أقربائنا عندما فاجأنا الزلزال »، مضيفا أن الإنسان « لا يدري ما العمل » في هذه الحال. وتابع « تشبّثنا بعضنا ببعض وبدأت الجدران تنهار أمامنا. بدا لنا أن الأرض تنشق لابتلاعنا ».
وعلى مقربة، كانت جرافة تعمل ليلا على رفع الأنقاض عن الطريق المغطى بالركام. وقال عامل إغاثة لفرانس برس « هذا وقع للتو »، في إشارة إلى بقايا مبنى منهار. وأفاد مراسل لفرانس برس بمشاهدة وسماع انهيار جدران مبان تضررت بشدة اصلا، وأشخاصا يستغيثون بعد إصابتهم على ما يبدو.
لبنانيون يشعرون بالرعب بعد هزة أرضية
وفي لبنان شعر السكان أيضا، مساء اليوم الاثنين، بهزة أرضية قوية أصابت العديد منهم بالهلع حيث تركوا منازلهم وتوجهوا إلى الشوارع. ففي العاصمة بيروت هرع العديد من المواطنين إلى الشوارع للابتعاد عن المباني. وبعضهم استقلوا سياراتهم مع عائلاتهم وتوقفوا في الشوارع في مناطق بعيدة عن المباني السكنية.
وشهدت الشوارع في مدينة طرابلس شمال لبنان حالة من الهلع وإطلاق رصاص كثيف لتحذير الناس للنزول من المنازل، وإخلاء المباني المرتفعة من ساكنيها. وشعر سكان منطقة صور جنوب لبنان بهزة أرضية وهرع بعض الأهالي الذين يقطنون في الطوابق العليا الى الساحات والشوارع خوفا من هزات ارتدادية أخرى. وتحدثت معطيات أن الهزة مركزها الحدود السورية التركية وبلغت قوتها 3,6 درجات على مقياس ريختر.
والإثنين تفقّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هاتاي المحاذية لسوريا، وهي إحدى المحافظات الـ11 التي تضررت من زلزال السادس من فبراير في جنوب تركيا. وقرّرت السلطات التركية وقف جهود البحث عن ناجين في غالبية المناطق باستثناء محافظتي كهرمان مرعش وهاتاي الأكثر تضررا.
وقال إردوغان من محافظة هاتاي إن زلزال السادس من فبراير دمر أو ألحق أضرارا بالغة بأكثر من 118 ألف مبنى.
وأضاف أنه « سيتم إعادة تشييد جميع المباني (…) على أرض صلبة ووفقا للمعايير الجيدة » مشيرا إلى أن بناء هذه المساكن سيبدأ في مارس.
وتابع أن هذه المساكن ستُبنى بعيدا من خطوط الصدع و »أقرب إلى الجبال للحماية من المشاكل الناجمة عن الأرضية غير المتينة ». وبحسب « افاد » سُجّلت أكثر من ستة آلاف هزّة ارتدادية منذ وقوع الكارثة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.