الحسين أبليح //
تثمينا لمجهودات دامت عقدا من الزمن في سبيل الارتقاء بالثقافة والحضارة الأمازيغيتين، رسمت الدورة العاشرة لمهرجان اسني ن ورغ الدولي للفلم الأمازيغي مدينة أكادير عاصمةً للثقافة الأمازيغية.
في ظل صمت مطبق حول الأمازيغية ومستقبلها في المغرب خصوصا ما ترتب عن النقاش المستفيض حول القانونين التنظيميين للأمازيغية الذي أفضى إلى وضع معوج ستعاني منه الامازيغية في مستقبل الأيام، نرى خروج جمعية فتية اسمها اسني ن ورغ والتي تنظم مهرجان اسني ن ورغ الدولي للفلم الأمازيغي والذي ما زال في ريعان شبابه لفرض وترسيم أكادير – حاضرة سوس العالمة – عاصمة للثقافة الأمازيغية دون أيما التفافة رسمية إلى الموضوع كما لو أن هاته المبادرة فلتة من فلتات الجمعيات التي تملأ الصهاريج بالغث والسمين، فلا تعقيب وتعليق من لدن وزارة الثقافة – الوصي الاول على الثقافة بالبلاد دون ذكر باقي الطيف المنذور لخدمة الشأن الثقافي إن على المستوى الوطني او الجهوي او المحلي، مما يشرع البال على أسئلة حرى لا أجوبة لها.
اسني ن ورغ تحاول جاهدة تكريس تقليد ثقافي قل نظيره لا يشابه سحره إلا ما يرجع لمنظمة فارعة من قبيل اليونسكو التي رسمت مبادرة “عاصمة الثقافة العربية” والتي تعد مبادرة مستنسخة للمبادرة الام “عاصمة الثقافة الأوروبية“.
وجدير بالذكر أنه شرع في تطبيق فكرة عاصمة الثقافية العربية سنة 1996، وجاء ذلك بناءً على اقتراح للمجموعة العربية في اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية العشرية العالمية للتنمية الثقافية سنة 1995 . وتستند الفكرة إلى أن الثقافة هي عنصر مهم في حياة المجتمع ومحور من محاور التنمية الشاملة. وتهدف إلى تنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري، وذلك عبر إبراز القيمة الحضارية للمدينة المستضيفة لفعاليات تظاهرة عاصمة الثقافية وتنمية ما تقوم به من دور رئيسي في دعم الابداع الفكري والثقافي تعميقاً للحوار الثقافي والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز القيم، التفاهم والتآخي، التسامح واحترام الخصوصية الثقافية.
وتبقى أم عاصمة الثقافة العربية، عاصمة الثقافة الأوروبية (European Capitals of Culture) كإحدى المبادرات التي يضطلع بها الإتحاد الأوربي لاختيار مدينة أوروبية لمدة عام واحد لعرض الحياة الثقافية بها ومدى التنمية الثقافية. ويتم اختيار العاصمة الثقافية بعد منافسة تشمل تقديم مشروع متكامل مع موازنة جاهزة وتختار وفق الأهمية الثقافية المقدمة بغض النظر إن كانت المدينة الفائزة هي العاصمة أم لا.
محمودة هي مبادرة اسني ن ورغ لتثمين الموروث الثقافي والانساني لمدينة الانبعاث في ظل صمت رسمي، نحن وباقي المتتبعين والمكتوين بنار الثقافة، منه مريب.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.