في زيارة رئيس الحكومة لجهة سوس ماسة

في زيارة رئيس الحكومة لجهة سوس ماسة

تأتي زيارة وفد حكومي برئاسة سعدالدين العثماني لجهة سوس ماسة نهاية الأسبوع الحالي، في إطار الزيارات التي تقوم بها الحكومة لجهات المملكة وذلك بعد أن زارت هذه الأخيرة أربع جهات، زيارة تأتي في ظلّ حالة من الإحباط الجماعي الذي تعيشه الساكنة بصفة عامة والمتتبعين للشأن العام المحلي بصفة خاصة.

هذا الإحباط الجماعي الناجم عن إحساس مشروع بإقصاء مُمنهَج من طرف السلطات المركزية للجهة، يصفه البعض بالحصار مع سبق الإصرار، على ثروات المنطقة وكفاءاتها، مبررين ذلك بعدم تمكين الجهة من مداخيل ثرواتها إضافة إلى غياب شبه كلّي للإستثمار والدعم العمومين، مؤكدي ذلك بانعدام عن وجود إرادة قادرة على تنمية القطاعات الحيوية بالمنطقة كالسياحة (غياب دعم الرحلات الجوية في اتجاه مطار أگادير المسيرة…) وكذا وجود نية مُبيَّتة ترمي إلى تحويل وجهة ميناء أگادير نحو مشروع عقاري ينضاف إلى مشهد عمراني كئيب أضحت عليه المدينة، استفاد منه ولازال مجموعة محظوضة من من أنعم عليهم أصحاب القرار الإداري مركزيا ومحليا… إلى غير ذلك من المفارقات التي أضحت باقي القطاعات تإنُّ تحت وطأتها.

هي إذن مجموعة من العوامل والمؤشرات الخطيرة التي تشهد عليها أرقام رسمية وقرارات إدارية والتي كان لها آثار سلبية على واقع الحال بالمنطقة عموما وأكادير جليّا.

كل هذه الوقائع والحقائق دفعت بمجموعة من الفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية وغيرها خلال السنة المنصرمة والحالية إلى الإنخرط في العديد من المبادرات بهدف إيصال صوت/صرخة الساكنة إلى من بيدهم القرار، سواءً عبر تنظيم وقفات احتجاجية أو إصدار بلاغات تنديدية، مطالبة برفع الحيف والحصار على المنطقة وإعطائها حقّها من الثروة والدعم العمومي على غرار ما تمّ في جهات أخرى.

في ظل هذا الإحساس بالغبن والحگرة التي عبرت عنه مختلف الفعاليات بالمنطقة غيرما مرة، يبقى السؤال المطروح هو مدى قدرة التئام هذه الفعاليات حول صياغة ملف مطلبي واضح واقتراح حلول واقعية مبنية على حقائق ميدانية، كفيلة بانتشال المنطقة والمدينة من حالة البؤس والتقهقر التي باتت تتخبّط فيه على مختلف المستويات و تقريبا جميع القطاعات الإقتصادية والثقافية والإجتماعية.

تبقى إذن زيارة الوفد الحكومي للجهة، فرصة للتأكيد على مدى عمق الأزمة البنيوية و كذا التذكير بحدّة مظاهر التراجع التي أضحت المنطقة تعيشها.
الأمل إذن مشروع، رغم هذا الإحباط الجماعي المفهوم، في أن تدشّن هذه الزيارة/اللقاءات لمرحلة جديدة في علاقات المركز بالجهة بغية استرجاع المنطقة لمكانتها الريادية الطبيعية من خلال تطبيق عدالة مجالية تمكِّن جهة سوس ماسة من المساهمة في التنمية الشاملة للمملكة.

بقلم : توفيق السميدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد