بقلم يوسف غريب//
ها هو يعبر إلى الجهة الأخرى… يصعد السماء.. ليترك لنا أضواء المسرح وصوت العصا التي تدك الخشبة
كان وقع النعي صادما لنا ، ليس فقط لأننا أحببناه ، لكنه صنع قوة وتحدي حول نفسه،أبعدت عنه وعنا حتى فكرة أنه سيغادرنا
اليوم كان لنا موعد مع الحزن، تشوبه مظاهر جراحات مبطنة بدموع الفراق،
رفاق واصدقاء بل وحتى الآخرون بدأوا بتناقل الخبر على عجل..
سرعان ما استشرى في جسد المواقع الالكترونية ..
أجل أيها الرفاق،
مات أبو الرفاق،.. مات المشاكس النبيل الكريم العظيم ،
هكذا صوره من نقلوا الخبر وهم حائرون
في رحيل من وهب الحياة لكل شخصياته الدرامية التواقة إلى نمودج يشكّل كل طموحاتهاويجعلها تدرك هذا العالم وظواهره
نعم رحل من جعل المسرح لا يمتلك إلاّ تيمة واحدة ووحيدة.. الحرية..
حرية الممثل ، حرية الإنسان، حرية المجتمع،
حرية التحرر من أشكال النظم والمهيمنات الأخرى .
رحل من كان همْه وهاجسه هو المشاهد حتى جعل من الوظيفة الأساسية للمسرح العمل على دفع الإنسان لاستيعاب ما يحيط به كذات متفاعلة نحو التغيير
ألم يصدح يوما ما وسط القاعة.. وبأعلى صوت (.. أنا بروميثوس .. النعناع) سارق النار من الجبابرة من أجل المستضعفين في الأرض كي يتمكنوا من إتقاء برد الشتاء..
وكيف تنبّأ في رحلة السيد عاشور بهذا النفق الطويل.. وكيف قارب الصراع بين الجندي والمثّال… وانتصر لهذه المقاومة العنيدة لسلطة الجبروت
هو لا يخاصم إلاّ الظلم..
لانه شديد الصدق مع نفسه و مع الاخرين … و لكن بلا عناد و لا تعصب و في مبدئية عالية و خصوبة فكرية طرية دائماً و روح الديمقراطية مفتوحة . أذ كان يقابل من يختصم – او بالاحرى ، من يختلف معه في الراي ، فهو ما كان يعرف ان يخاصم احداً – بنقاش معرفي هادئ … لين .. و لكن ، في الوقت نفسه ، صارم .. لا ينافق و لا يهادن و لا يساوم
من عرفه عن قرب أو شاهده على المسرح سيجزم أن الفقيذ لا ينتسب إلى مدينة..أو فصيلة .. لأن الرموز لا تتعكز على منطقة أو عشيرة
ولا تاريخ أسرة… أوقبيلة
ولأنك رمز
صعب رثاؤك…
فأنت شىيئ جميل في حياتنا
تعلمنا منك محبة الحياة
وقدسية الإبداع،
فكنت الأصيل والمتجذر بحب الناس
، أرحْتَ قلوبنا
وأتعبْت قلبك.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.