في حرق العلم بباريس
عبد الله صبري //
اول مرة أرى فيها مثل هكذا فعل كان في اوائل تسعينيات القرن الماضي في الجامعة حيث الفصائل الإسلامية و بعض اليساريين، يحرقون في الحلقيات اعلام أمريكا و إسرائيل… استهجنت الأمر منذ ذلك الوقت، فهم يشبهون لي بعض اعراب الجاهلية الذين يصنعون آلهتهم و حين لا تستجيب لدعواتهم ياكلونها او يخربونها، فهم ياخذون قماش ابيض، يرسمون عليه علم أمريكا ثم يحرقونه جماهيريا….
العلم المغربي حرق من قبل عدة مرات، يحرقه انفصاليوا الجنوب في العديد من المناسبات، حرقه من يسمون أنفسهم بالجمهوريين عدة مرات، حرق في تظاهرات عربية في الشرق عدة مرات، بل حرق بعض الشباب امام البرلمان في الرباط أعلاما أخرى،
لكن بالنسبة لمن حرقوه اول امس بباريس، نقول :_ان هذا الفعل لا يمثل حراك الريف و معتقليه الذين نطالب بإطلاق سراحهم، فهم أناس آمنوا بالنضال داخل الوطن و تحملوا كل التضحيات و التبعات، هذه رسالة لمن يعتقدون انهم قد يستعملون نضالات الريف كحطب جهنم لتحقيق مآربهم. كونوا رجالا و نساء واعرين ادخلوا ناضلوا معانا ف التيران فالبلاد.
_ ان التي التحفت العلم الثقافي الأمازيغي بشكل مقلوب رأسا على عقب وأضرمت النار لا تمثل الحركة الامازيغية في شيء، فحرق الأعلام ليس من نضالاتنا وغير موجود في ادبياتنا و الذين لهم تاريخ وسوابق في حرق الأعلام معلومون.
_ ان من يستعمل الحدث لاتهام الأمازيغ و الأمازيغية هم على ضلال و خبثهم لن ينفع البلد في شيء، منهم من لم يندد بأحداث ذبح السائحتين و أحداث تفجير مقهى مراكش بل بعضهم يبارك هذه الأفعال الإرهابية… ، و تجده يكتب “إلا العلم الوطني”، “العلم الوطني خط أحمر” إلخ …الأخ راه المواطنة ما فيهاش انتقائية وتمييز، هاذي خدامة ليا هاذي لا….
– ثم إن العلم الثقافي الأمازيغي أصبح انتشاره واسعا جدا وتملكته الكثير من الحركات الاحتجاجية في العالم بأسره وهو لا يعوض علم المغرب بقدر ما يميز مطالب ونضالات الحركة الأمازيغية وهذه هي الغاية من حمله في تظاهراتنا، أما من تملكوه خارج الحركة الأمازيغية فلهم دوافعهم منهم من يؤمن أنه رمز ثقافي ومنهم من يعتبره رمزا للاحتجاج ومنهم أيضا من يوظفه في أمور سلبية مقصودة كما حصل أمس لتجييش العواطف و اقحام البلاد في المجهول إذا لم يتم استحضار البصيرة والتعقل.
يقول المثل الأمازيغي: Ad chin tiskrt s imawn n wiyad ما مفاده أن هؤلاء يريدون اكل الثوم بافواه الآخرين، وهذا ما يقع فيه من يوظف العاطفة بدل العقل، يمارس بالوكالة ما لا يستطيع الآخرون فعله. هنا سيظهر العقلاء من الاغبياء
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.