في تامغرابيت أو الحضن الأمازيغي للتنوع والاختلاف

أزول بريس-اوسي موح لحسن//

ان تامغرابيت هي ما يجمع المغرب المتعدد والمتنوع، انها تلك المكونات التي أوردتها ديباجة دستور 2011 و التي تؤكد أن ” المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.

إن تامغرابيت  بها المفهوم يجب ان تعيد التوازن إلى العقل المغربي بالمصالحة مع الذات الأمازيغية التي تعرضت للتهميش والاقصاء والحيف لعقود قبل أن يعاد لها الاعتبار بعد الخطاب الملكي باجدير 2001 وبعدها دستور 2011 باعترافه بالأمازيغية كلغة رسمية وفرض الحماية القانونية لها وادماجها في الإدارة والحياة العامة وفي كل مناحي الحياة،  وهو ما يتوجب مواصلة الترافع عليه لتفعيل مضامين الدستور والقانون التنظيمي المتعلق بها.

فالحركة الأمازيغية كان لها الفضل في الدعوة منذ سنوات الأولى للاستقلال إلى العودة للذات المغربية ، ودافع مثقفون ثمن النضال في سبيل تبني مفهوم جديد لهويتنا المغربية من بينهم الراحل علي صدقي ازايكو، كما ساهم آخرون ومنهم العميد محمد شفيق بأعمال جليلة في سبيل إخراج مفهوم تامغرابيت من النظرة الاختزالية لمفكرين تأثروا بالايديولوجيا المشرقية،  قبل أن تتغير الأمور بالعودة للجدور الإفريقية للمغرب وإعادة الاعتبار للبعد الأمازيغي دون التفريط في كل المكونات الأخرى للهوية المغربية كالبعد العربي والاندلسي والحساني والعبري والمتوسطي.

إن تامغرابيت لا يمكن اختزالها في المشترك القيمي والثقافي واللغوية والديني والعقدي ، بل إنها ذلك المختلف فيه والذي لا يتعارض مع وحدة الأمة انطلاقا من مبدأ أساس يقوي اللحمة الوطنية وهو “الوحدة في التنوع” كما تؤكد ذلك ديباجة الدستور التي تؤكد  “حظر ومكافحة كل أشكال التمييز، بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو الانتماء الاجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو الإعاقة أو أي وضع شخصي، مهما كان”.
لكل ذلك فإن تمثل تامغرابيت يؤمن بقيم الحداثة والديمقراطية ، ويصر على نشر قيم التسامح والتعايش بين كل مكونات الشعب المغربي بعيدا عن ثقافة الحقذ والكراهية أو الغلو التطرف ، وسيعمل على توطيد قيم الوطنية المواطنة في إطار الاختلاف والتعدد  بين بنات وابناء الوطن الواحد والموحد  بشكل تغدو معها المواطنة هي إرادة العيش المشترك بين كل مكونات الشعب المغربي.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading