في الذكرى الأربعينية لوفاة المناضل الإتحادي الأصيل حسن حوس

عبد اللطيف الكامل //

– حضورمكثف لعدة هيئات سياسية وحقوقية ونقابية وجمعوية وثقافية ومنتخبة بأكَادير والجهة.– شهادات مؤثرة لإخوته الإتحاديين في النضال الحزبي والنقابي وطنيا ومحليا ولعائلته الصغيرة التي حظيت بتكريم استثنائي.

كما متوقعا،امتلأت مقاعد مدرج غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة أكادير عن كاملها،وغصت جنباته بالحاضرين والضيوف من مختلف الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية والثقافية والمنتخبة ومن كافة الإتحاديين والإتحاديات رفقاء الفقيد في درب النضال السياسي والنقابي وفي الواجهة الجماعية والبرلمانية.
وهو حضورمكثف يعكس بعمق هذه الرمزية الكبيرة التي يحظى بها فقيد المدرسة الإتحادية الأصيلة الأخ حسن حوس التي وافته المنية يوم السبت 17 غشت 2019 ،حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة أكَادير،في موكب جنائزي مهيب يليق بمكانة رجل عزيزعلى كافة الإتحاديين والإتحاديات محليا ووطنيا.
وإذا كان تنظيم هذه الذكرى الأربعينية الناجحة بكل المقاييس وبهذه الصورة اللائقة تنظيما وإخراجا وبرمجة والتي سهرعليها إخوته في الكتابة الجهوية والإقليمية للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية والفرع الحزبي بأكَادير،فإن ذلك كله يدل على أن الراحل قامة سياسية ونقابية كبيرة يشهد له بها أصدقاؤه ومعارفه،رجل شهم عرف لدى الجميع بصدقه وتواضعه وتسامحه وعفته.إنه رجل المواقف الثابتة والمبادئ الإتحادية الخالصة التي بقي وفيا لها حتى لقي ربه راضيا مرضيا.
ومهما حاولنا أن نوفي الرجل حقه في هذا الحفل التأبيني،فإن العبارات لن تسعفنا حقا في نقل عمق الإحساس الحزين الذي عبره عنه الإتحاديون والإتحاديات في شهاداتهم في حق الأخ حسن حوس وإشادتهم بمناقب الفقيد وخصاله وأخلاقه،وهي مشاعر فياضة وتعابيرحزينة تجمع كلها على أن فقدان الأخ حسن حوس،يعتبر خسارة حزبية فادحة نظرا لما كان يلعب الراحل في حياته سياسيا ونقابيا في التأطير والتنظيم والقيادة المحلية والجهوية حيث فقدوا فيه الأخ المؤطر الناجح و القيادي الحكيم نقابيا وسياسيا…
وأجمعت على أن الرجل ليس كغيره من الرجال حيث اجتمعت فيه خصال السياسي النزيه وفضائل النقابي الصامد وتضحيات المناضل اليساري الديمقراطي المؤمن بمشروع الحداثة والتقدم،كما اجتمعت فيه مكارم الأستاذ والمربي الخلوق ونعمة الإنسان المتواضع العطوف ورزانة الحكيم وعدالته وموضوعيته.
هذا وتميز حفل الذكرى الأربعينية بحضورعضوي المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الأخ محمد بنعبد القادروالأخت نزهة أباكريم،فبعد كلمة اللجنة التنظيمية التي ألقاها الأخ محمد طاسين كاتب الفرع الحزبي بأكادير.
حيث رحب بجميع الحاضرين والضيوف وشكر كل الأخوات والإخوة الذين بذلوا جهدا كبيرا في التحضير لهذا اللقاء بكل من الرباط والدار البيضاء وأكَادير،شاكرا بشكل خاص أسرة الفقيد العزيزوالمناضل الأصيل الذي عرف بصدقه ووفائه على امتداد مساره النضالي الحافل.
تم تقديم شريط موثق بالصور من تعليق متميز للأخ مصطفى حبش،عن حياة حسن حوس وسيرته ونضاله أولا في الإتحاد الوطني لطلبة المغرب في منتصف الستينيات من القرن الماضي،ثم بعدها في مهنة التعليم التي أحبها وربى خلالها أجيالا عدة.
وفي حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في الكتابة الإقليمية لأكَادير وأقاليم الجنوب وفي اللجنة المركزية ثم في نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فالفيدرالية الديمقراطية للشغل،وأيضا في تجربته الإنتخابية ممثلا للسكان في الجماعة الحضرية لأكَادير،وفي قبة البرلمان عن دائرة أكَاديرالشمالية(أنزا-إداوتنان).
شهادات بالصوت والصورة ملتقطة بالرباط والدارالبيضاء وأكاديرعن الراحل.
كما تتبع الحضور شريط فيديو مصور باحترافية بالصوت والصورة يتضمن شهادات مؤثرة عن الراحل من قبل رفاقه في درب النضال والصمود بالحزب والنقابة محليا ووطنيا،شهادات تشيد كلها بوطنية حسن حوس الخالصة وبمواقفه السياسية والنقابية الثابتة ونضاليته الدائمة في كل المعارك النقابية الكبرى و المحطات السياسية والحزبية وطنيا ومحليا وجهويا.
حيث أجمعت شهادة كل من الكاتب الأول إدريس لشكر،ورئيس المجلس الوطني للحزب الحبيب مالكي،ومحمد بنحمو،ومحمد شوقي والطيب منشد وبولكَيد لحسن ومحمد حسان وشقيقه عبداللطيف حوس وزوجة الراحل فاطمة وزوجة الراحل عبد الرحمن شناف،على هذه الخصال النبيلة والحميدة والأخلاق العالية التي وسمت حياة أخينا الراحل حسن حوس في مساره المهني والنقابي والحزبي والسياسي والأسري.
وتلت هذه الشهادات المصورة والموثقة والمقدمة في حفل الذكرى الأربعينية الذي سهر على تقديم فقراته وبشكل متميز أخونا محمد شوكري،شهادات أخرى قدمت مباشرة داخل القاعة .
محمد بنعبد القادر:”حسن حوس كان شجاعا في إعلاء مبادئ الحزب،لأنه يبغض الظلم والتسلط”.
أما كلمة المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية التي ألقاها الأخ محمد بنعبد القادر،فكانت بحق شهادة في خصال الراحل وتضحياته وتفانيه في خدمة الوطن بإخلاص وصدق.
حيث قال فيها عضوالمكتب السياسي:”برحيل فقيدنا الأعزفقدنا جميعا مناضلا استثنائيا من مناضلي اليسارالديمقراطي،فقدنا قائدا اتحاديا من خيرة القادة الصابرين الملهمين، برحيل أخينا حسن افتدقنا منارة مضيئة في معاني التضحية والوفاء والإستقامة التي ما أحوجنا إليها اليوم في زمن التحولات العاصفة”.
مضيفا بقوله:”يغمرنا في هذه اللحظة إحساس متدفق بالحزن والألم لرحيل أخ عزيز علينا،أخ جمع بشكل آسر بين الجذورالشعبية الأصيلة وريادة الصفوة الفاعلة،بين صفات الصلابة النضالية ورقة المشاعرالإنسانية،أخ عزيز علينا مزج في كيمياء استراتيجية النضال الديمقراطي بين الحزب والنقابة وبين البرلمان والجماعة بين نضال القرب ومهام القيادة الوطنية”.
وقال أيضا:”يغمرنا في هذه اللحظة إحساس مزيج من حرقة الألم ومن فسحة الأمل ،ونحن نسترجع اليوم مسارحياة حافلة بالعطاء والتضحيات،مفعمة بمعاني الشهامة والمروءة،حياة رجل ليس كالرجال،حياة مناضل اتحادي نشأ من تربة القوات الشعبية “.
“مناضل تشهد الخلايا السرية والمقرات الحزبية والساحات والمؤسسات والشوارع والمنصات انه ظل دائما حاضرا متواجدا صامدا وملتزما، يتزعم الجماهير الطلابية يؤسس الخلايا التنظيمية يؤطر الشبيبة ويمثل الساكنة ويعبئ الشغيلة ويقود قافلة النضال الديمقراطي اروع ما تكون القيادة”.
وأكد محمد بنعبد القادرأن:”حسن حوس كان شجاعا في إعلاء مبادئ الحزب،لأنه يبغض الظلم والتسلط،كان صارما في تقييد الفعل السياسي بالوازع الأخلاقي لأنه يكره المساومة والمكاسب التافهة،كان لا يغضب إلا للحق،ولايناور ولايحقد ولايستسلم… ذالكم هوأخونا حسن،إتحادي أصيل من الصامدين الصابرين الذين صرخوا بشموخ وتحد ذات طعنة غدر”الإرهاب لا يرهبنا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار”.
وختم كلمته بقوله:”نم قرين العين أيها الأخ الغالي فإننا إذ نحتفي اليوم برصيدك النضالي،فلكي نجعل من هذا الجمع المبارك لحظة وفاء وإخلاص،نعاهدك فيها على أن حزبك الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية قيادة وقواعد سيمضي قدما نحو أفق المصالحة والإنفتاح وسيمضي بخطوات ثابتة نحو تحقيق المبادئ التي ناضلت وضحيت من أجلها،مبادئ العدالة والحرية والكرامة”.
هدى حوس تؤبن والدها في كلمة رقيقة مؤثرة أسالت دموع الحاضرين”أبي معلمي،صديقي،حبيبي علمتني كل شيء ولم تعلمني العيش بدونك”.
هذا وبعد أن شكرت بإسم الأسرة الصغيرة كل من ساهم في إحياء الذكرى الأربعينية لوفاة والدها قدمت ابنة الراحل”هدى حوس”كلمة رقية مؤثرة أسالت عباراتها البلاغية دموع الحاضرين قائلة بصوت صادق شجي وحزين:
“أبي مفخرتي،لقد كنت القيادي،المناضل،النقابي والسياسي الناكر للذات المحب للوطن المحتضن لكل مطرود والملجأ لكل سائل،كنت مدرسة للصبر والأمل لكل مقهور،رجل المواقف المسؤول الذي لطالما ناضل من أجل فكرة من أجل الوردة وردة أحبها، عشقها حتى الجنون بل ضحى بالكثيرمن أجلها”.
“أبي معملي،أبي صديقي،أبي حبيبي،علمتني كل شيء ولم تعلمني العيش بدونك، علمتني أن الحياة كفاح،مثابرة،عزيمة،أخلاق،مبادئ،صدق.علمتني أن الحياة حب،قيم غرستها فينا وسقيتها بحنانك وعطفك وجميل صبرك…”
“صديقي حسن حوس،نعم كنت الصديق الوفي،الصاحب ورفيق الدرب.صداقة دامت 37 ملأتها فرحا وسرورا تقاسمنا فيها كل شيء بحلوها ومرها.كنت فيها ملجئي وسندي.كان كل شيء في وجهك يبتسم عندما تراني وهذا كفيل بأن يجعل شمسا تشرق في قلبي”.
عبد العزيز إيوي:كان الراحل عنصرا أساسيا وحيويا تمثل في الدفاع عن المبادئ التي تأسست عليها الحركة النقابية المغربية.
وذكرت كلمة عبد العزيز إيوي عضوالمكتب التنفيذي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، مناقب الفقيد وأشادت بخصاله ونضالاته الصامدة والثابتة في العمل النقابي تحديدا، وذكرت أنه كان من مؤسسي النقابة الوطنية للتعليم ومن القياديين النقابيين في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ثم في الفيدرالية الديمقراطية للشغل التي كان فيها عنصرا أساسيا وحيويا دافع فيها باستماتة عن المبادئ التي تأسست عليها الحركة النقابية المغربية.
مؤكدة أن “مواقف الأخ حوس شكلت مع مواقف إخوانه بأكادير الشرارة الأولى لتأسيس الفيدرالية الديمقراطية للشغل التي بلورت مواقف واضحة وناضلت من أجل في إيجاد الحلول للملفات الإجتماعية العالقة،بحيث كان أخونا حسن حوس يعبر عن رأيه بشجاعة نادرة دون خوف أو طمع وهي خصلة نادرة يتميز بها القادة الكبار”.
وقال”لقد فقدت الحركة التقدمية والديموقراطية بأكادير وعلى المستوى الوطني أحد قادتها المرموقين ونأمل أن تشكل هذه اللحظة فرصة لإطلاق دينامية جديدة وسط العائلة التقدمية والديمقراطية من أجل إعادة الإعتبارلقيمها التي كان فقيدنا يبوؤها المكانة المرموقة في حياته”.
مصطفى المتوكل الساحلي:”كنت أستاذنا تعلمنا منك الكثيروكنا تلامذتك في النضال والإنضباط والعمل دون خوف أوطمع”.
وجاء شهادة الأخ مصطفى المتوكل الساحلي مؤثرة نظرا للعلاقة الأخوية الصادقة التي كانت تجمع بينهما،حيث ذكرأن الأخ حسن حوس كان من طينة الرجال الكبار الذي بصموا بأعمالهم ونضالاتهم في كل المحطات التاريخية التي قطعها حزبنا وعاشتها نقابتنا .
وكان من طينة قادة الإتحاد الإشتراكي الكباربسوس أمثال الحاج عمرالساحلي المتوكل والحبيب الفرقاني.قائلا:”سلام عليك أستاذنا وصديقنا وحبيبنا،تعلمنا منك الكثير وكنا تلامذتك في النضال والإنضباط وتعلمنا منك أن كلمة الحق تعلوعلى كل شيء،وتعلمنا منك الصدق والوفاء والتواضع..”
و”تعلمنا منك النضال الحقيقي وتعلمنا منك حب الناس وسعة الصدر والحلم والعفو وتعلمنا منك ألا نحقد وألا نبغض.إنك أب وأخ لم تلده لي أمي…سلام عليك أستاذنا،كن مطمئنا،كن مطمئنا المهدي،كن مطمئنا حسن حوس.
يحيى البودراري:”كان حسن حوس مثالا في العمل والجدية والصرامة الحزبية والنقابية”.
واختار الأستاذ يحيى البودراري أن يؤبن الفقيد بقصيدة شعرية هي مرثية بكى فيها بحرقة عن رحيل أحد رجالات الحزب بسوس،وقبل أن يشرع في قراءتها على مسامع الحاضرين،أبى الأستاذ أن يقدم شهادة في حق الراحل الذي تقاسم معه هموم التنظيم الحزبي كعضوفي الكتابة الإقليمية لأكاديروالأقاليم الجنوبية في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي،حيث ذكر البودراري أن حسن حوس عملة سياسية وتنظيمية ونقابية نادرة ومثال حي ونموذج آخر في الجدية والمواظبة والصراحة بدون لف أو دوران لا يعرف المناورة .
هذا وتجدر الإشارة إلى أن حفل الإختتام لهذه الذكرى الأربعينية تميز بتكريم استثنائي وخاصة لأسرة الفقيد الصغيرة التي تسلمت زوجته فاطمة بمعية أبناء وبنات الراحل تذكارا هو عربون وفاء وعرفان وتقدير لكل ما قدمه الأخ حسن حوس في كل مساره وحياته للحزب والنقابة والمهنة والأسرة.
حيث تسلمت هذا التذكار من عضوي المكتب السياسي محمد بنعبد القادر ونزهة أبا كريم والكاتب الجهوي للحزب عبد الكريم مادون والكاتب الإقليمي للحزب بأكادير إداوتنان خنفر البشير وكاتب الفرع الحزبي بمدينة أكاديرمحمد طاسين.

عبد اللطيف الكامل


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading