في الحاجة إلى معارضة قوية تقطع الطريق على دخلاء البؤس

لحسن السعدي

 

وطننا في حاجة إلى حكومة قوية وأيضا إلى معارضة قوية كي تنجح رهاناتنا الديموقراطية. فعمل الحكومة لن يكون ناجحا، وناجعا دون معارضة يقظة قادرة على لعب دور المنبه والجرس والمقوم عند الانحراف عن سكة الالتزام بالوعود والعهود. فلا ديموقراطية بدون نقاش وحوار وإبداء الرأي والرأي الآخر.

والحال اليوم في مغربنا العزيز هو أن الأغلبية التي تدبر الشأن العام تسير في درب الإنسجام والإنجاز بخطوات قل مثيلها، في حين أن المعارضة ما تزال بعيدة كل البعد عن لعب أدوارها الدستورية المأمولة.

وإذا كنا نجحنا في بناء تحالف ثلاثي لأحزاب تمثل إرادة أزيد من 5 ملايين مغربي من أصل 8 ملايين أقبلوا على صناديق الإقتراع فإننا لحد اليوم لم نكسب رهان تقوية دور أحزاب المعارضة ونحن في أمس الحاجة لذلك وينبغي أن نقوم به بشكل مستعجل لكي لا تختل موازين الديموقراطية التي نريدها لوطننا.

فضعف الآداء وتدني خطاب المعارضة وعجزها عن التحول نحو معارضة بناءة وقوة اقتراحية ذات مصداقية يفتح اليوم مجالا خطيرا لانسلال أطراف دخيلة على ساحة مشهدنا السياسي.

فإذا كان مقبولا جدا أن يعبر المواطن المغربي عن أمله في الخروج من أزمة الكوفيد، وتطلعه لعودة الاقتصاد للانتعاش، والحد من الارتفاع المتسارع للأسعار، فإنه ليس من المقبول بتاثا أن نسمح لجيران السوء ولذباب العسكر بأن ينفثوا السموم بيننا.

سنتقبل آراء بعضنا البعض ونتناقش ونتحاور ونعبر بكل أريحية كمغاربة غيورين على وطنهم، لكننا لن نسمح بإثارة الفتنة بيننا من قبل خصوم وحدتنا ومستخدمي جنرالات السوء.

لنستمر في ترافعنا الجماعي، أغلبية ومعارضة، شبابا ونساء من أجل تحقيق العيش الكريم. لن نكف عن دعوة الحكومة للعمل من أجل تحسين الأوضاع وحماية خبز وقفة المغاربة من لهيب الأسعار، فهذا دورها ولنحافظ جميعا على خطاب الوطنية والأمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد