فيديل كاسترو الأمازيغي وعلاقته بسيدي افني

useful-information-of-fidel-castro

بقلم عمر افضن//

توفي مؤخرا الرئيس الكوبي الأسبق فيديل كاسترو، ولأن هذا الإسم يبقى راسخا في ذاكرة الشعوب الطواقة إلى الحرية التي كانت تحت قبضة الإستعمار..كما أنه من جهة يبقى عند أشد خصومه، رجل ديكتاتوري ،خاصة بالنسبة للتحالف الرأسمالي الليبرالي…لكن مايهمنا في هذا المقال ، هو الحديث عن تاريخ هذا الرجل، وعلاقته بامازيغ الصحراء، وإسبانيا. …وحتى نقربكم من الصورة ،ساحاول ذكر أهم اللحظات التي لايمكن فصلها عن التاريخ لفيدل كاسترو، وتأثير افكاره على حرب إفني، التي قال عنها فرنكوا تحتاج إلى انهاءها بالديناميت :
أولا :فيديل كاسترو، ليس كما يدعي العروبيين ،فهو من أصول الكونش أمازيغي كناريوس، أبويه كانوا مهاجريين بإسبانيا، كان متشبع بأفكار “الرخو”او الشيوعية، بل ظل محاميا بإسبانيا في الخمسينات القرن الماضي، كانت امنيته الوصول إلى قبة البرلمان في كوبا، قبل أن يقع الانقلاب الذي غير مسار حياته …ولأن كاسترو، كان إلى حدود الخمسينيات، محاميا في إسبانيا، فقد واكب حرب إفني، وقرأ عن الحرب الأهلية الإسبانية، قبل أن ينتقل إلى كوبا لتنفيذ مشروعه في سنة 1958 ، ومايهمنا في هذا ، هو ارتباطه بالحرب الباردة ، وكيف استطاع كاسترو تأسيس قومية كوبية على أساس حزب شيوعي ، وهو الذي كانت له علاقة مع ” روخو” في اسبانيا التي حاربها فرنكوا باستغلال الإسلام، وتحريض رماة افني بأنهم سيقاتلون الكفار، وكان يقصد بهم الشيوعيون الإسبان … وظل كاسترو، جزء من هذا التوجه في العالم، دخل في صراع مرير مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وانها حاولت اغتياله عشرات المرات، بكل الوسائل لكنها فشلت ، كما فشلت أيضا في محاولة الانقلاب على حكمه في ما عرف بأحداث جزيرة الخنازير ، إلى أن وافته المنية اليوم..واعتبره أنصاره رمز البطولة..
ثانيا: يذكرنا توجه فيديل كاستروا ، بعلاقته مع مؤسس مدينة إفني، الجنرال كباص، وهو بالمناسبة أمازيغي ايضا من كناريا، كان له الفضل في توقيع إتفاقية امزدوغ في افني1934 ،في ظل ما عرف بالتوافق الكناري الباعمراني لايتسع المقال لذكره ، وتحت ظروف قاهرة، لها ارتباط بالأزمة العالمية آنذاك، وبالحروب المتتالية مع فرنسا، ويبقى كباص الكناري ، رمزا للتوافق الإسباني وامازيغ الصحراء بنجاح وساطته من كناريا ، بحكم أن الوصول إلى هذا المجال الجغرافي، تطلب قرونا لتحقيق هذا الحلم، فمنذ معاهدة تطوان 1860 كانت إسبانيا ترغب في الدخول إلى المنطقة، بدعوى اراث لها من التاريخ ، تحت مسمى” سانتكروز دي لامار بيكنيا” ولم يتأتى لها ذلك إلى سنة 1934. 
كباص بعد تأسيسه لمدينة إفني، كان يشتغل وفق أجندة رفاق كاسترو في إسبانيا، بحيث كان له الفضل في محاولة انقلاب عسكري على الجنرال فرانكو مستعينا برماة إفني، بحكم أنهم امازيغ لايفهم لغتهم المندسين العرب المنخرطين في صفوف الجندية الفرنكوية…دون أن ننسى أيضا استعانته بالعنصر الإفريقي. ..وهنا تغيرت استراتيجية كباص الأمازيغي من الموالات إلى فرنكوا ،إلى مناصرة تيار”الرخو” وأنصار كاسترو، وتم فضح عملياته السرية بعد قتل أحد الضباط الإسبان بافني .
ثالثا:فيديل كاسترو ، تعلم أدبيات العمل السياسي في إسبانيا، أيام كانت فيه إسبانيا تعاني من حرب إفني، لكن قبل ذلك، كان أمثال كاسترو في إسبانيا، يبحث عن بديل للاسبنة، والبحث عن موطن قدم في أمريكا اللاتينية مستعمرة إسبانيا ومنها كوبا، أمام تراجع نفوذ فرانكو في افريقيا، رأينا كاسترو ينتقل إلى المكسيك إلى جانب أخيه يبتعد اكثر عن طموحه في اسبانيا، وهي التي استغلت يوما طوابير من رماة المسلمين لتصفية حساباتها مع الشيوعيون، وشنت حربا ضروسة عليهم ، في ظل ماسمي بالحرب الأهلية الإسبانية، سخر فيها رماة إفني، دون أن يدركوا أن لا ناقة لهم ولاجمل في ذلك، غير التحريض على قتل “الكفار” الرخو…ودهب ضحيتها من خيرة رجال ايت باعمران..وساهمت إسبانيا، في خلق مجتمع يعاني من مخلفات الحرب على إفني من كثرة الأرامل واليتامى.بل وصل الأمر إلى القضاء على العائلة والقبلية والتقاليد والأعراف ..مازالت تعاني منه الأسر الباعمرانية إلى حدود اليوم ،ودون تقدير يذكر من طرف الحكومات الاسبانية السابقة والاحقة. ..
مجملا،يبقى فيديل كاسترو، رمز من رموز الثورة العالمية في الانعتاق والتحرر ، غير ان حساباته الأيديولوجية المنتمي للمعسكر الشرقي وباعتباره رئيس الحزب الشيوعي الكوبي ، جعل العروبين ينظرون اليه من زاوية العدو اللدود للجناح الرأسمالي والليبرالي …وهو ما يفسر ويلاحظ من خلال تقرب الجزائر إلى كاسترو ودعم البوليساريو البعثي. .. ، وهو السيناريوهات التي جعلت الراحل الملك الحسن الثاني،قد عزز منها ووعد إسبانيا بعدم التدخل في شؤون كناريا،مقابل الحفاظ على مصالحها في الصحراء، وهو ما استغلته الجزائر، باحتضانها لكبار زعماء الكناريوس في المنفى بالجزائر ، والذي كان له الفضل في الاستقلال الذاتي لكناريا عن إسبانيا.
موت فيديل كاسترو،نهاية مرحلة تاريخية،مقرونا بتوصية منه،و إلى شعبه دو الأصول الإفريقية، مفادها أن تحرق جثته، وهي رسالة إلى الذين كانوا يحاربون الشيوعيين بدعوى أنهم ملاحدة، وأن مصيرهم جهنم ، فاحراق جثته هدفه فند استغلال الدين، كما أنه درس إلى المتطرفون الإسلاميين، الذين يقتلون الأبرياء باسم الجنة والنار…مات كاستروا الأمازيغي، كما قتل كباص الأمازيغي أيضا، وبنفس الأيديولوجيا التحريرية، وجعلت دروس هؤلاء، كقائمةالتحولات التي عرفها العالم، تحتاج اليوم إلى قراءة التاريخ بصيغة جديدة ، في إنتظار أن يكون العجم اليوم ومنهم الأمازيغ، في جناح ليبرالي تراعى فيه مصالحهم، بعد أن احتكره العروبين والإسلاميون باستغلال الدين.

عن الزميلة تمازيغت نيوز 


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading