فلتشربوا غازكم.. فالأنبوب لن يصدأ أبداً
بقلم يوسف الغريب
السيد الرئيس :
لم يفاجئني قرار إيقاف العمل بأنبوب الغاز المّار بالمغرب نحو إسبانيا..فقد كان الأمر منتظراً حتّى عند أبسط مواطنينا.. تبعاً لقرارات مثيلة أو أكثر..
لكن المفاجئة أن توقع القرار على بعد سويعات من انتهاء مدته القانونية – منتصف الليل – من 31 أكتوبر.. متسائلاً مع بقية المهتمّين عن هذا التأخير إلى آخر دقيقة دون أدنى احترام في حده الأدنى لبنوذ الإتفاق المؤسسة والمؤطرة لهذه الشراكة الثلاثية إسبانيا المغرب في الجهة الأخرى.. وخاصة انها جاءت بشكل واضح وصريح
(.. تبدأ مشاورات التجديد من عدمه على الأقل سنة قبل نهاية العقد)..
وإذا كانت الجزائر وإسبانيا هما المعنيان بالدرجة الأولى بهذا الاتفاق.. فمن الغرابة أن تبرر قرار الايقاف حسب ما جاء في بيان الرئاسة بالعدوان المغربي على الوحدة الوطنية الجزائرية.. فنحن بلد عبور جاء وفق اختياركم وبما يخدم مصالحكم بين البائع والشاري..
هي العملية نفسها التي تعطي لكم الصلاحية بتجديده من عدمه..
ولأن هذا الانبوب العابر هو آخر ورقة يخترق الحدود بيننا جعلكم تنتظرون فرصة التوسل والاستعطاف وتسول قطرات الغاز فوق أعتاب قصر المرادية هناك.. خوفا من العودة إلى الفحم للطهي.. والشمع للإنارة كما جاء في عناوين الصخف والجرائد..
كنتم تنتظرون هذه الفرصة إلى آخر دقيقة من عمر هذا العقد الذي لا يشكل غازكم عبره سوى 3.3 بالمائة من الإنتاج الوطني للطاقة..
لكنكم كنتم تجهلون أيضاً أنكم الجار الغير الآمن بالمرّة.. لأن من يستطيع أن يطرد 350 ألف عائلة دون مراعاة حتى أجواء العيد.. يستطيع أن يقطع عنك كل موارد الحياة..لذلك نوّعنا مصادر إنتاج الطاقة كي نصل إلى لحظة الاستغناء عنكم بالمرّة.. مستغلين بقوة القانون هذا الأنبوب الذي كلف إنجازه المئات من ملايين الدولارات وكربح إضافي صرف ومجاور لحقول الغاز بتندرارت الذي بدأ استغلال إنتاجه قبل أشهر في أفق الانتقال قريبا إلى استغلال غاز ساحل العرائش وخاصة حقل واحد بانتاج يقدر ب 40 م م مكعب آواخر سنة 2021 حسب شركة شاريو اوويل غاز البريطانية في أفق إنتاج 414م م مكعب آواخر 2024..
لكن الصّدمة الكبرى الكابرانات هي توقيع الاتفاق الثلاثي قطر إسبانيا المغرب طويل الأمد يكون بموجبه استغلال هذا الأنبوب في الاتجاه المعاكس نحو المغرب..
فالانبوب لن يترك للصدأ.. والمغرب لن يعرف الظلام.. فهو بلد الثقة والمصداقية والتفوق الأخلاقي على نظام الكابرانات الذين جعلوا من الجزائر دولة فاشلة معزولة حتى من حلفائها كما وقع بمجلس الأمن الاممي..
فالفرق شاسع بين أن يكون بجانبك أربعة دول صاحبة الفيثو وأخرى ترفض استعماله ضدك.
دول بحجم العالم تحترم قرار قيادة بلدك حين خاطبهم ( لا رجعة فيه)..
مثلنا لا يتوسل الصدقات فوق أعتاب العصابة.. ولا يعتبر قرار الايقاف حدثاً مؤثرا..
هو فقط يؤكد أن النظام الجزائري غير مسؤول ولا يحترم المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية ذات النفع المشترك ببن الشعوب..باعتبارها الأصل في العلاقات الدولية الإنسانية والامثلة عديدة.. حتى في أعز الحرب لا تقطع شرايين الحياة الا من طرف قطاع الطرق والعصابة..
هذا هو جوهر وروح هذا النظام..
الذي أضاع على بلده كل فرص التنمية..
وأضاع كل جهده وطاقته على محاربة المغرب منذ بوخروبة إلى تبون ليأتي القرار تحت رقم 6202 عنونا كبيراً لفشل هذا المشروع الخبيث دولياً في أفق تطهير المنظمة الإفريقية قريباً..
فلتشربوا غازكم..
واتركونا نستمتع بشمس العشية على طول زرقة المحيط الأطلسي حتّى الگويرة.
التعليقات مغلقة.