فعاليات أمازيغية تستعد لملاقاة رئيس الحكومة ومناقشة “تعثرات” ترسيم اللغة.. ‬

تستعد فعاليات أمازيغية للقاء رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، من أجل التشاور بخصوص الوضعية الراهنة التي تعيشها ملفات عديدة متراكمة تتعلق أساسا بتعليم الأمازيغية، وحضورها في مختلف مناحي الحياة الأساسية، من القضاء والإعلام وغيرهما.

وكان من المرتقب أن يبرمج اللقاء يوم أمس الأربعاء، لكن أجندة المجلس الوزاري حتمت تأجيله، وفق إفادات مصادر مدعوة للحضور، مشيرة إلى أن الموعد الجديد لم يتم تحديده بعد، كما لم تحدد أجندة التداول بخصوص الموضوع.

أحمد عصيد، الكاتب والفاعل الأمازيغي، اعتبر أن من بين أهم المواضيع المطروحة للنقاش التعليم والتكوين أولا، ثم الإعلام والقضاء والإدارة، مؤكدا أن “التعليم هو الورش الأكبر الذي يسمح بتكوين الأطر الكفأة، وبدونه ستعاني الأمازيغية داخل دواليب الدولة من خصاص مهول في الموارد البشرية”.

وأضاف عصيد، في تصريح لهسبريس، أن “نتيجة ضعف التعليم ستكون عدم تطبيق القانون التنظيمي الذي يضع جدولة زمنية محددة لتفعيل الطابع الرسمي”، مشيرا إلى أن تخصيص 400 منصب مالي فقط في السنة “لن يمكن الحكومة من تعميم الأمازيغية في التعليم وفق ما سطره القانون التنظيمي، ولا بد من 1000 منصب على الأقل”.

وسجل المتحدث ذاته أن “الإعلام هو الواجهة الأبرز لإظهار أمازيغية الدولة”، وأنه “لا بد من معالجة مشكلة القنوات التلفزية والإذاعية التي تخرق باستمرار دفاتر تحملاتها دون محاسبة، حيث لا تنتج ولو نسبا ضئيلة من تعهداتها”.

واعتبر عصيد أن “الإعلام هو المجال الصارخ لاستمرار التمييز ضد الأمازيغية، فيما مازال المنتجون في هذا المجال ينتظرون الفرصة ليقدموا إنتاجاتهم للجمهور عبر وسائل الإعلام”، مسجلا أن “المحاكم هي الأخرى تشكو من نقص الأطر الناطقة بالأمازيغية، التي بدونها لا يمكن توفير شروط المحاكمة العادلة للجميع”“

أما الإدارة فخصصت لها الحكومة ميزانية قدرها 200 مليون درهم في السنة الجارية، لكن لا أحد يعرف ما تحقق في هذا الورش، وكيف تم صرف هذه الميزانية، وكم عدد الأطر الإدارية التي تم إعدادها لتحقيق التواصل الشفوي والمكتوب داخل دواليب الإدارة”، يورد عصيد.

عبد الله حيتوس، الفاعل الأمازيغي، أشار إلى أن “عزيز أخنوش ومنذ توليه رئاسة حزب التجمع الوطني للأحرار ظل مواظبا على عقد لقاءات مع فعاليات من مختلف المشارب تنتمي إلى الحركة الأمازيغية، بل عمل على مأسسة هذه اللقاءات في إطار منتدى حمل اسم ‘ءازا فوروم’؛ وبالتالي فأي لقاء بينه وبين فعاليات من الحركة الأمازيغية لن يكون سوى استمرارا لدينامية بدأت قبل خمس سنوات، لكن من موقع آخر يحتله أخنوش”، وفق تعبيره.

وأكد المتحدث ذاته أن لقاءات “ءازا فوروم” أسفرت عن سلسلة من المقترحات، وجد الكثير منها طريقه إلى برنامج حزب التجمع الوطني للأحرار، ثم بعد ذلك إلى البرنامج الحكومي.

واعتبر حيتوس أنه بعد تنصيب الحكومة الحالية ساد في أوساط فعاليات الحركة الأمازيغية، التي ساهمت في بلورة النقاط البرنامجية الخاصة بالأمازيغية، وضمنها صندوق تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية واللجنة الوطنية واللجان الجهوية كآليات للحكامة تواكب صرف اعتمادات الصندوق، (ساد) “اعتقاد بأن زمن التمكين للأمازيغية حان، وأنه بالإمكان تدارك ما ضاع من الزمن الدستوري ذي الصلة برسمية الأمازيغية”.

وبعد مرور سنة من عمر الولاية الحكومية الحالية، سجل المصرح لهسبريس تخوفه من الابتعاد عن الروح الإيجابية التي سادت خلال لقاءات “ءازا فوروم”، وأثناء الحملة الانتخابية وفي الشهرين الأولين من عمر الحكومة؛ “فالاستفهامات تلاحق صندوق تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، ولا حديث عن اللجنة الوطنية واللجان الجهوية، وليس هناك وضوح على مستوى السياسات العمومية والقطاعية ذات الصلة بتفعيل رسمية الأمازيغية”.

وأوضح المتحدث أنه “من خلال لقاء رئيس الحكومة، يوم 10 شتنبر الماضي، مع فعاليات أمازيغية شاركت في الجامعة الشبابية لحزب الأحرار، فإن عزيز أخنوش واع بحجم الانتظارات وأهمية تدارك الزمن الذي ضاع”.

وبخصوص مكامن الخلل الراهنة، أشار حيتوس إلى “ضبابية السياسات العمومية والسياسات القطاعية ذات الصلة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية؛ وكذا غياب التواصل الحكومي بشأن مآلات المخطط الحكومي المندمج لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، الذي بلورته الحكومة السابقة في الشهور الأخيرة من ولايتها”.

كما نبه حيتوس إلى “غياب التواصل بشأن صندوق تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، خصوصا أن الخلط بين هذا الصندوق وصندوق آخر يهم تحديث الإدارة العمومية (FOMAP) أحدث تشويشا كبيرا لدى الرأي العام”.

واستحضر المتحدث كذلك “المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها ورش إدماج الأمازيغية في المنظومة التعليمية، ولعل أهمها غياب وحدة إدارية خاصة بالورش في هيكلة الوزارة، واقتصار الأخيرة على خلية للتتبع، وغياب أي تتبع للورش على مستوى الإدارة اللامركزية؛ إضافة إلى إضعاف موقع أساتذة اللغة الأمازيغية وعدم تمكينهم من الإمكانيات المادية والمعنوية التي تتطلبها عملية التدريس”

عن هسبريس – نورالدين إكجان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد