فضيحة شريط وزارة الخارجية اتجاه المرأة الأمازيغية بمناسبة 8 مارس ( معه الشريط وانتقادات)

خلف مضمون الشريط ردود فعل واستنكار وانتقادات قوية على مواقع التواصل الاجتماعي  تابعنا في الموقع  البعض منها ونقلناها لعلها تكون عبرة للمسؤولين.

الحسين بويعقوبي : هذه هي صورة المرأة الأمازيغية لدى وزارة الخارجية المغربية

بعد مشاهدة الشريط أعلاه كتب الحسين بويعقوبي هو باخث انتربولوجي في تدوينة له على الفايس بوك:

“انتشر فيديو اشهاري لوزارة الخارجية المغربية يبين مكانة المرأة المغربية في السلك الديبلوماسي المغربي حيث يتحدثن لغات مختلفة ضمنها اللغتين الرسميتين للمغرب، العربية والأمازيغية ويلبسن ألبسة مختلفة باخراج أنيق وفي مكاتب جميلة. لكن الغريب في هذا الاخراج هو أن المرأة الوحيدة التي عهد لها بالحديث بالأمازيغية لا تتوفر على مكتب مكيف ولا لباس عصري ولا حتى لباس أمازيغي عصري، بل كانت عاملة نظافة حاملة لأدوات ووسائل عملها. ومع الاحترام الواجب لكل المهن الشريفة في وضعهن الطبيعي فإن الفيديو الدعائي لوزارة الخارجية لا يصور أوضاعا طبيعية لمختلف مهن المرأة المغربية بل تحكمه خلفية ايديولوجية لمخرج الفيديو والتصورات التي يملكها ويريد الترويج لها عن المرأة المغربية ومكانة المرأة الأمازيغية. فهذه الأخيرة لا يمكن أن تكون سفيرة أو قنصلا أو موظفا ساميا في إحدى إدارات وزارة الخارجية المغربية، بل أقصى مايمكن أن تصله، حسب مخرج الفيديو وضدا على الواقع، هو “عاملة نظافة”. وفي هذا تكريس لصورة نمطية عن المرأة الأمازيغية البدوية وغير المتعلمة ويعلم الجميع خطأ هذا التصور والأمثلة على ذلك كثيرة، كما أن النساء المغربيات “العربيات” اللواتي يشتغلن في أعمال النظافة كثيرات. وقد ذكرني هذا الفيديو بتجربة أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية مع أطفال صغار وضعت أمامهم صورة فيها فيلا فخمة و تركن أمامها سيارة جميلة و تقف أمامهما امرأة ذات بشرة سوداء، لا يظهر عليها أي علامات مجال اشتغالها. طرح عليهم السؤال التالي : ما علاقة المرأة بالفيلا والسيارة. كان جواب الأطفال : هي عاملة نظافة. أي لا يمكن أن تكون صاحبة الفيلا والسيارة الفارهة. يبدو أن فيديو وزارة الخارجية المغربية يكرس عن وعي أو غير وعي لنفس التصور في انتظار أن تتغير العقليات لأنه يبدو أن لا الدستور ولا القوانين التنظيمية سيغيرها.”

يوسف غريب : هذا التصور الدوني /التحقيرى الذي تقدّمه الوصلة الدّعائية مجانب للصّواب وبالمطلق

وفي نفس السياق كتب الكغونيكور يوسف غريب :

“في وصلة دعائية ترويجيةلوزارة الخارجية المغربية قدّمت فيها نمادج للمستوى الذي وصلت إليه المرأة المغربية وخاصة في مجال العلاقات الدولية وفي مختلف التخصصات وفي انسجام مع هذا التنوع والتعدّد الاثني واللغوي للنسيج الاجتماعي المغربي..
وهي مبادرة تواصلية جد إيجابية تقدمْ المغرب للشعوب والأمم الأخرى كبلد منخرط في هذه المسيرة الحقوقية بنفس المساواة بين الرجل والمرأة.. غير أن هذه الوصلة نفسها تحمل رسائل عديدة أهمها هذه الدّونية التى تمّ بها تقديم المرأة المغربية ذات اللسان الأمازيغي كمنظفة داخل الإدارة ومكاتبها مقارنة مع بقية المهن الأخرى التي جاءت بها الوصلة الدّعائية..
فإذا كنّا من حيث المبدأ نعتبر أن كلّ المهن شريفة فإن المقارنة تجعلنا نقْر بأن مهنة المنظفة عمل يدويُُّ لا يتطلب إلاْ مجهوداً عضلياً لا غير.. بل هم امتداد طبيعيّ للعمل اليومي المنزلي.. غيره بقية المهن الأخرى للسيدات المغربيات اللواتي وصلن عبر مسار أكاديمي معرفي ومستوى عالٍ جدْاً.. مما يعطى الانطباع لدى المشاهد بأن سقف الأمازيغية داخل هذا المسار الذي قطعته المرأة المغربية لا يتعدّى منظفة على أكثر تقدير.. باعتبارها أميّة جاهلة وبهشاشة اجتماعية
والحال أن هذا التصور الدوني /التحقيرى الذي تقدّمه الوصلة الدّعائية مجانب للصّواب وبالمطلق.. ويكفي لأي شخص بسيط أن يقف عن تجارب ناجحة لنساء سوسيات.. ريفيات.. أطلسيات وبمراكز جد متقدمة هنا بالبلد وخارجه.. بل هناك من وصلن إلى سلطة صناعة القرار..مما يجعل هذه الوصلة الدعائية الصادرة عن وزارة الخارجية في خانة التسويق لعقلية ما زالت سجينة أفكار وتصوارات نمطيّة بائدة لاتخرج عن ربط كل ما قرويّ بما هو أمازيغي.. وخاصة النساء..
إنّ حساسية الواجهة التى تمثلها وزراة الخارجية المغربية في علاقة البلد مع بقية بلدان العالم.. ومع استحضارنا لهذه النجاحات التى عرفتها قضيتنا الوطنية في السنوات الأخيرة بفضل هذه النشاط الدبلوماسي المكثف لوزارتنا.. فإننا في نفس الوقت لن نقبل بالمرة أن تهان المرأة المغربية ذات اللسان الأمازيغي بهذا التصنيف المهني وما يحمله من تصنيف اجتماعي تكويني مقارنة مع سياق بقية المهن الأخرى داخل الوصلة الدْعائية..
وبافتراضنا حسن النية واعتبار ما وقع زلة لم تثرْانتباه المشرفين على الوصلة.. فالمفروض والحالة هاته أن يسحب الفيديو من التسويق وتقديم اعتذار لكافة مكونات المرأة المغربية..
غير ذلك.. ففي الأمر ما يدعوا إلى الكثير من الشك والريبة..”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد