بين الريشة والاوراق وجدت عالمها، إذ ومنذ نعومة أظافرها وهي تداعب ريشتها لتخرج فنا يمزج بين الواقع والخيال، متخذة من لوحاتها عالما فريدا يحاكي حياتها التي تحاول رسمها بأسلوب تجريدي محض، والذي تعتبره بمثابة شخص تلجأ إليه في كل لحظة.
فاطمة الزهراء أبو الأنوار فنانة تشكيلية، رأت النور بمدينة الكارة، وهي مدينة صغيرة على بعد 32 كيلومتر من مدينة برشيد، ترعرعت وسط أسرة محافظة أو كما تعتبره وسط عالم صغير تغلب عليه السلطة الرجالية أكثر لكونها كانت الفتاة البكر بين أطفال العائلة، وهي في سن لم تتجاوز السادسة من عمرها عاشت ازمات عائلية تركت في نفسها صدا كبيرا، جعلها تفقد نوعا ما الثقة بنفسها، وهو ما جعلها تبحث عن متنفس لها، فلم تجد سوى دار الشباب لتجد عالمها هناك خاصة لما توفره من أنشطة ثقافية واجتماعية، ليكون بذلك مساعدا لها للخروج من ضغوط الوسط العائلي المشحون بكل ما هو سلبي، ومنه تشبعت الفن التشكيلي الذي أعاد رسم مسارها الفني والدراسي.
اتخذت من الرسم المتنفس الوحيد للتغلب على صعوبات الحياة الأسرية، محاولة المزاوجة بين موهبتها ودراستها، وهو ما جعلها تتفوق في مادة الرسم منذ المرحلة الابتدائية، وكانت بدايتها بصناعة نماذج للالبسة، فحاولت صقل موهبتها، محاول إعادة رسم الأشياء التي تراها وفق تصورها ومخيلتها لتجد نفسها مغرمة بالرسم التجريدي بالرغم من أنه كان بشكل هاوي وترسم على مستوى اوراق بيضاء عادية، إلا أنه شكل فارقا في حياتها.
كانت فاطمة الزهراء تطمح برسم أول لوحة تشكيلية بشكل احترافي، خاصة بعد حضورها لمعرض فني لطلبة بالكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، وهو ما زاد من اسرارها لصقل موهبتها بشكل جيد، وهو ما تأتى لها لتكون تلك المرحلة انطلاقتها نحو هدفها وطموحها في عالم الرسم.
عرض الفنانة الشابة لوحاتها لأول مرة بالكلية حينما كانت طالبة في معرض جماعي رفقة طلبة الكلية، لتنظم بعد ذلك أول معرض فني فردي لها بمسقط رأسها مدينة “الگارة”، والذي فضلت أن يكون هناك لما خلدته المدينة من ذكريات في نفس فاطمة الزهراء، كما تخطط لتنظيم معارض أخرى في مختلف مدن المغرب.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.