فاجعة منى في الميزان    

مقدمة…                                                 

الكاتب مهدي مالك الذي تحدى الاعاقة من أجل ترويض الفكر بالكلمة
الكاتب مهدي مالك الذي تحدى الاعاقة من أجل ترويض الفكر بالكلمة

اولا اقدم تعازي الحارة لأسر شهداء فاجعة منى بمختلف بقاء العالم حيث كما هو معلوم لدى الجميع فان الاسلام هو دين مليار انسان على وجه هذا العالم الواسع بمعنى ان الاسلام هو منتشر في انحاء العالم بشكل كبير بفضل الجاليات المسلمة في اوربا و امريكا و كذلك بفضل الهويات الاسلامية المختلفة و المعترفة بحق الاختلاف و التعدد داخل الدائرة الاسلامية الكبرى …

اننا يجب ان ندرك جيدا ان الاسلام يمكنه ان يكون حلا لمشاكل عالمنا الاسلامي العويصة بشرط ان يكون هذا الاسلام ذو خطاب تقدمي انساني يتماشى مع الديمقراطية الغربية و مع منظومة حقوق الانسان الكونية بشكل تام لان مشكلتنا الحالية هي  ان الاسلام بشكله الحالي ذو خطاب يعادي اي نزعة مهما كانت للديمقراطية و منظومة حقوق الانسان الكونية حيث ان العالم يتابع بشكل كبير ما يجري في اليمن و سوريا و العراق و ليبيا من الحروب بين القوى المدنية و القوى الظلامية التي تعتمد في ايديولوجيتها السياسية على المذهب الوهابي الارهابي  حسب رايي المتواضع .

ان شهداء فاجعة منى ماتوا في احب الايام عند الله الا و هو يوم النحر و ماتوا في الديار المقدسة لدى كل مسلمي العالم نعم ان مكة المكرمة و مدينة رسولنا الاكرم  صلى الله عليه و سلم هي اقدس مقدساتنا الاسلامية لكن شاءت مشيئة رب العالمين  ان يتأسس هناك في تلك البقاع الطاهرة مذهب وحشي بعيد كل البعد عن الاسلام العقلاني و قريب كل القرب من جاهلة العرب قبل الاسلام حيث يقوم هذا المذهب على خرافات ائمة السلف الرجعيين وعلى تكفير الاخر حتى اذا كان يشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله و يصلي خمس صلواته المفروضة و يزكي و يصوم رمضان و يحج الى بيت الله الحرام مرة في حياته .

و يعلم الباحثين في مجال التطرف الديني  ان الوهابية هي ايديولوجية ارهابية بصريح العبارة باعتبارها قتلت ألاف في ارجاء العالم منذ ثمانينات القرن الماضي الى الان بحكم ان كل تيارات الاسلام الجهادي تستند الى الايديولوجية الوهابية في قتل الابرياء و هتك الاعراض و تدمير معالم الحضارة الانسانية كما حدث مؤخرا في سوريا و العراق و كما حدث منذ سنوات في افغانستان تحت الحكم الطالباني وتكفير الشيعة والاخوان المسلمين بالرغم من انهم ذوي التوجه السلفي الوهابي بمعنى ان السعودية تقول عبر اعلامها الرسمي انها دولة اسلامية قامت على كتاب الله و سنة رسوله  الاكرم لكن عندما يسمع الانسان المسيحي او اليهودي او حتى الملحد ان دولة الحجاز التي تمثل الاسلام على المستوى العالمي مازالت مختلفة للغاية في الديمقراطية و في حقوق الانسان  سيعتقد هذا الانسان ان هذا الدين العظيم هو دعوة للتخلف و معاداة القيم الديمقراطية جملة  و تفصيلا.      و عندما يسمع هذا الانسان ان مملكة ال سعود الوهابية مازال خطابها الديني يعتبر ان المرأة كانسان كامل الحقوق مجرد عورة  لا يجوز لها الاختلاط مع الرجال في العمل او في المدرسة لان ائمة السلف اجتهدوا منذ 1200 عام ان المرأة تصلح فقط للبيت او ان تكون احدى الجواري لدى قصور بني امية او بني عباس الخ بمعنى ان الخطاب الديني الرسمي لدى العربية السعودية هو مشروع جاهز لبناء تنظيمات الارهاب المنتشرة في سوريا و اليمن و العراق و حتى مصر الخ مما سيعني ان السعودية هي  اكبر داعمة للإرهاب في عالمنا اليوم دون ادنى شك او مبالغة ..

ان فاجعة منى  التي حدثت في يوم عيد الاضحى الماضي خلفت العديد من الشهداء مع الاختلاف في عددهم حيث اعلنت السلطات السعودية عن وفاة 769 شهيدا  بينما اعلنت قناة العالم الايرانية عن نائب وزير الصحة السعودي عن وفاة 4173 شهيدا حيث لو صدقنا احد هذان الرقمان فالحصيلة هي كبيرة و ثقيلة للغاية بالنظر ان السعودية تقول انها تبذل كل جهودها المادية و المعنوية  من اجل خدمة الحجاج و امنهم حيث ان موسم الحج هو مؤتمر دولي لمسلمي الكرة الارضية حيث من الطبيعي ان نطرح الاسئلة من قبيل من مسؤول عن هذه الكارثة الانسانية لان المفتي العام للعربية السعودية اعتبر هذا الحادث المؤلم قضاء و قدر من  الله كأننا مازلنا نعيش في عصر يستغرق فيه وصول الخبر شهور و ربما سنة على ظهر احد الرسل المرسلين من طرف سلطان ما او مازلنا نعيش في عصر لم يتم اختراع الهواتف الذكية او الانترنت او الفضائيات الخ  ..

و  بينما الان الخبر يصل في حينه مع تحليلاته المختلفة حيث يقول احدى هذه التحليلات ان سبب هذه الفاجعة هو مرور احد الامراء مما احدث تدافعا كبيرا بين الحجاج اثناء رمي الجمرات حيث هذه الرواية منتشرة في الجرائد العالمية  و في المواقع الالكترونية كموقع اهل القران المعروف بمناهضته للوهابية و اخواتها من حركات الاسلام السياسي مما جعل المهدي مالك ينضم لهذا الموقع للدفاع عن هويته الامازيغية اولا ثم الدفاع عن الاسلام في نطاق العقلانية وهذا ممكن وليس مستحيل بحكم ان ابي ربني على قول الصراحة مهما كانت و على القراءة حتى وصلت الى هذا المستوى المتواضع من الفكر و الكتابة..

ان فاجعة منى تعد كارثة انسانية بكل المقاييس اذا صدقنا احد الرقمان و هما 769 شهيد او 4173 شهيد حيث  شاهدت على الفايسبوك صورا في غاية الخطورة للشهداء في وضعية لا تناسب مع حتى قيم الاسلام العظيم الذي اوصى بتكريم الاموات و ليس تركهم في الشارع العام كأن السعودية دولة فقيرة لا تتوفر على الامكانيات على الاطلاق ….

تحرير المهدي مالك      

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد