ع الباري عطوان آخر المتسوّلين باسم القومجيّة..

يوسف الغريب

 (لا تحتاج الجزائر لكيّ تُصدر بيانًا ينفي ما وصفته “بمعلوماتٍ زائفة” حول فشل جُهودها الدبلوماسيّة لعقدِ اجتماعٍ طارئ لجامعة الدول العربيّة للتّضامن معها في أزمتها الحاليّة المُتفاقمة مع إسبانيا، لعدّة أسبابٍ أبرزها أن هذه الجامعة باتت بلا أيّ قيمة، وتضامنها قد يَضُرّ أكثر ممّا يُفيد).

عبد الباري عطوان..

رأي اليوم 17 يونيو 2022 

ليس من الصدفة أن يخرج هذا الصحفيّ بالضبط بهذا النفخ الكبير في عظمة وقوة وجسارة دولة العسكر الجزائري وإبراز مواقفها السيادية جعلها فوق مؤسسة الجامعة العربية..

ليس من الصدفة ان يأتي ذلك مباشرة بعد بيان لعمامرة ضد دولة الفايس بوك.. وإذا ربطناه مع قراءة  لقناة الميادين بنَفَس الإفتخار حول ما جاء في تقرير استخباري لحلف الناتو حول الجزائر وإبراز تخوفات هذا الحلف منه..

فذلك كله يدفعنا إلى أن هذه البروباغوندا الإعلامية ذات التوجه الإيراني تحاول فكّ العزلة على حكام الجزائر الذين حشروا أنفسهم في الزاوية القاتلة داخل المربع الإقليمي بابعاده الإفريقية..

ورغم ذلك فالقول أيها الصحفي المغوار والمناضل الإفتراضي والقومجي المتأسلم بأن الجزائر لا تحتاج إلى تضامن الجامعة العربية يضرب في العمق نوايا ورغبات وتوسلات النظام العسكري الجزائري  قبل أشهر في احتضان  شرف أشغال القمة العربية..

وأن الرئيس في هذا البلد صرّح في آخر لقاء صحفي بأن كل الدول قررت المشاركة في هذه القمة شهر نونبر القادم..

فكيف يستقيم هذا التناقض بين رغبة النظام من جهة وبين عدم الحاجة إليها.. ويكفي هذا الإلتباس والغموض ان يوصلنا إلى قناعة بأنك تكتب تحت الطلب وبالدوفيز وهذا لا حرج لديك منذ عهد صدام إلى عهد آية الله..بإيران كما بالجزائر وسوريا..

يوصلنا أيضا هذا الهجوم على مؤسسة الجامعة العربية بفشل انعقاد القمة المقبلة بالجزائر.. وإلاّ فيجب  على وزارة لعمامرة الرد على ترهاتك وصراخك وهولساتك..

وعودة إلى مسألة تضامن هذه المؤسسات وغيرها فالأمر  لا يحتاج إلى كتابة طلب.. فالمسالة تلقائي وأخلاقي لدى هذه المؤسسات الدولية و القارية  مثيل ما وقع للمغرب خلال ازمته مع إسبانيا.. هناك أيضا مؤسسة التعاون الإسلامي.. منظمة الإتحاد الإفريقي.. دول الخليج.. البرلمان العربي.. دول عدم الإنحياز.. لأن موضوع التضامن يتعلق بأزمة حقيقية تضررت فيها مصالح الدولة المغربية..

فأين هي مصالح الجزائر التي تضررت حين اعترفت إسبانيا بمغربية الصحراء..

فالأمر بين دولتين.. ولا وصف لثالث بينهما إلاّ بالطفيلي.. كمقالك واصطفافك مع الجزائر طبعا ضدّ مصالح بلدنا.. وقد كنت صريحاً ومباشراً لحظة اعتزازك في المقال بقرار إغلاف أنبوب الغاز المار بالمغرب واعتبرته قراراً سياديا وحكيما بالرغم من أن ذلك يتعارض والعقيدة الوحدوية والفكر القومي الذي تتبجّح به صباح مساء.. واعتبار الجزائر آخرحصن للمقاومة ووقف زحف التطبيع الذي بدأ بالمغرب العربي كما جاء في مقالكم..

كمغربي أتفهّم حاجتك للنقود.. وأقدر ذكاءك في التقاط هذه العزلة التي يعرفها حكام الجزائر المستعدّين للدفع اللامشروط لكل من يسيء إلى المغرب..

أتفهّم كل هذا.. وأعرف أن قيمة بلدي اصبحت رقما تجاريا لكل من يريد تحسين وضعيته..

في هذه النقطة فالمغاربة كعادتهم  يتعاطفون  بشكل تلقائي مع المتسولين بأقلامهم وافواههم..

فقط عليك أن لا تنسى أبداً ان المغرب أيضا استقبل وفد حماس برئاسة هنينة وقدمّ الشكر لجلالة الملك – شفاه الله وعافاه – لموقفه القوي في إيقاف الحرب الأخيرة على غزّة.. طبعا.. مرّ ت  الطائرة فوق الأجواء الجزائرية العظمى..

وأن لا تنسى من فضلك أننا حين رفعنا شعار تازة قبل غزّة… كنّا منهمكين في بناء دولتنا وتعزيز موقعنا في المحيط والعالم..

واليوم من موقع القوّة والتأثير والمصداقية نقول الآن غزّة بعد تازة الأبية.. وهو ما يفسر التصريح الأخير  للسفير المغربي السيد هلال على أن المغرب قادر على إعادة الفلسطينيين والإسرائليين إلى طاولة المفاوضات..

وللأيام اجوبتها..

غير ذلك.. فمقالك حول الجزائر  بقدر ما يخدم أجندة العسكر الجزائري وتوظيف بوق الصراخ فوق الصراخ.. بقدر ما يحمل   إهانة للشعب الجزائري واستنزاف لخيراته وقدراته وتفقير في تلبية حاجياته في حدها الأدنى..

أمّا المغرب.. و أكادير بالضبط التي استقبلتك بداية تسعبنيات القرن وأسمعت من خلال الحضور بقاعة إبراهيم الراضي تلك الليلة كيف اننا كمغاربة قيادة وشعبا استوعبنا منذ زمان العلاقة الحيوية بين ما هو وطنيّ وقوميّ في شقّه الفلسطيني .. دون نفاق أو استغلال أو استثمار.. كبعض الأنظمة وبقايا الأقلام مثلك..

أما رفاقك حكّام الجزائر.. فيصدق فيهم قوله تعالى :

“قل من يحيى العظام وهي رميم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد