عمر إسرى: مشروعنا مبني على قيم “تامغربيت” وعلى “الديموقراطية الاجتماعية” والمبادئ الكونية لحقوق الإنسان، لن يقصي أحدا
قال إن الهدف الأساسي هو خلخلة المشهد السياسي وتخليق الحياة العامة ومحاربة العزوف السياسي، من خلال ممارسة سياسية جديدة، ومن خلال الاستجابة لتطلعات الشباب خصوصا والمغاربة عموما.
الحركة الأمازيغية ما زالت تحث الخطى نحو التنظيم السياسي .. بعد رحيل المعلم الاول للسياسة الامازيغية .. ماذا ينتظر الأمازيغ
أزول بريس التقى الاعلامي “عمر إسرى” وكان لنا الحوار التالي:
- بعد عدة تجارب باءت بالفشل في سبيل تأسيس حزب يجمع الأمازيغ. ما موقع التجمع من أجل التغيير الديموقراطي من هذا الحراك؟
التجمع من أجل التغيير الديموقراطي هو مشروع حزب سياسي مغربي حداثي، منفتح على كل المغاربة بدون تمييز، ندافع عن الأمازيغية لغة وثقافة وهوية بتصور أكثر تقدما، لكن في ظل مقاربة الإيمان بالوحدة في إطار التنوع، وليس على حساب أي مكون آخر.
نتوفر كذلك على برنامج متكامل وتصورات استراتيجية حول عدد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية، من خلال الارتكاز على نموذج تنموي يقوم على أربعة أسس: النمو الاقتصادي، العدالة الاجتماعية، الاستقرار الإيكولوجي والثقافة كرافعة للتنمية، كل ذلك عبر توجهنا المؤسس على “الديموقراطية الإجتماعية la social-démocratie”.
مشروعنا يجمع بين تيارات متعددة، لا شك أن أهمها الحركة الأمازيغية، لكن هناك كذلك مكونات أخرى على رأسها مناضلين من الحركة النقابية والحقوقية والنسائية، وعدد كبير ممن لم يسبق لهم أن مارسوا العمل السياسي المباشر لأنهم لم يجدوا ذواتهم وتطلعاتهم في العرض السياسي القائم.
مشروعنا يؤمن بالتراكم، يستفيد من إرث الحركة الأمازيغية الديموقراطية ويتبنى مطالبها، لكنه يستفيد أيضا مما راكمته الحركة الديموقراطية عموما من نضالات في سبيل تحقيق التغيير الديموقراطي الهادئ في إطار ما تتيحه الآليات الديموقراطية والقانونية، وفي سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية والكرامة، والدفاع عن قيم تامغربيت في شموليتها ضد الأفكار التخريبية المستوردة، مع الانفتاح على كل ما هو جميل ومفيد في الثقافات والحضارات الإنسانية، وعلى كل التجارب الناجحة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وإيكولوجيا.
- ما معنى ظهور التجمع من أجل التغيير الديموقراطي والجبهة في نفس الوقت. أليست أهدافهما مشتركة؟
التجمع من أجل التغيير الديموقراطي ظهر قبل جبهة العمل السياسي الأمازيغي، فهو امتداد لمشروع حزب التغيير الديموقراطي الذي انطلق منذ حوالي سنتين (مع تغييرات وتعديلات)، قد تكون هناك بعض الأهداف المشتركة، لكن الأمر يتعلق بتجربتين مختلفتين، نحن نريد بناء حزب جماهيري كبير مستقل، انطلاقا من فكر الحركة الأمازيغية واليسارية والحقوقية والنسائية، والحركة الديموقراطية عموما، مشروع يتماشى ويتماهى مع تطلعات الشباب، خصوصا أولئك الذين سئموا من العمل السياسي ومن سلوكات الكثير من السياسيين.
سندافع عن تكافؤ الفرص بين اللغتين الأمازيغية والعربية في جميع مناحي الحياة، مع تثمين الدارجة والحسانية والمكون العبري، والانفتاح على اللغات والثقافات العالمية، من خلال الدفاع عن مشروع مجتمعي حداثي ديموقراطي، يخدم التنمية والعدالة والوحدة بين كل مكونات الشعب المغربي من طنجة إلى الگويرة، في ظل الإختلاف.
كما نسعى إلى أن نشكل قيمة مضافة للمشهد السياسي، من خلال تجديد وتجويد الممارسة والسلوك السياسيين.
بالنسبة للانضمام إلى أحزاب موجودة بالنسبة لنا ليس حلا حاليا، وهو آخر خطوة يمكن اللجوء إليها (الفكرة طرحت في مشروع حزب التغيير الديموقراطي منذ بداية 2018، لكنها لم تلق صدى مهما وسط مناضلينا)، نحن نحترم الجبهة واختياراتها، ونحترم كل التجارب السابقة، وكل الأحزاب الموجودة، المسألة تتعلق بالاختلاف وليس بالخلاف، والاختلاف لا يفسد للود قضية.
- ما الذي يفسر امتناع قيدومي الحركة الأمازيغية من الالتحاق بالتجمع من أجل التغيير الديموقراطي. على عكس ما حصل بالنسبة للتجارب السابقة؟
في مشروع التجمع من أجل التغيير الديموقراطي تجد عددا كبيرا من أبناء الحركة الأمازيغية، من أجيال مختلفة، هناك مناضلون معروفون من أبناء الحركة الثقافية الأمازيغية ورموزها من مختلف الأقاليم والجهات، مناضلون آمنوا بضرورة الانتقال إلى العمل السياسي المباشر، في ظل ما تسمح به الآليات الديموقراطية والقانونية، وبالإضافة إلى هذا المكون هناك مكونات أخرى متعددة كما ذكرت سابقا. دون أن ننسى أننا أسسنا هيأة للخبراء تتكون من أكثر من 13 أستاذا جامعيا وخبيرا في مختلف التخصصات، لأننا نؤمن كذلك بضرورة إعادة الاعتبار للكفاءات و الاستفادة من خبراتها لصالح مشروعنا، لكن من خلاله لصالح تقدم بلدنا.
في مشروعنا تجد الناطقين بالأمازيغية والدارجة والحسانية في تناغم تام، كلهم يؤمنون بضرورة بناء مشروع مجتمعي يشكل قيمة مضافة للمشهد السياسي المترهل.
مشروعنا يتمدد بشكل كبير، ولقي استجابة كبيرة، وهذا واضح من خلال لقاءاتنا التي عقدناها بأكثر من 8 أقاليم بمختلف الجهات، وهناك لقاءات أخرى قادمة، بزخم كبير رغم جائحة كورونا، كما أننا حاضرون بعشر جهات، نحن منفتحون على جميع من يؤمن بالخطوط العريضة لمشروعنا.
نحن منفتحون على الجميع، إذا اقتنعت الجبهة بالانضمام إلينا مرحبا بها، نفس الشيء بالنسبة لكل التنظيمات الديموقراطية والحداثية، مشروعنا المبني على قيم “تامغربيت” و على “الديموقراطية الاجتماعية” و المبادئ الكونية لحقوق الإنسان، لن يقصي أحدا، الهدف الأساسي هو خلخلة المشهد السياسي وتخليق الحياة العامة ومحاربة العزوف السياسي، من خلال ممارسة سياسية جديدة، ومن خلال الاستجابة لتطلعات الشباب خصوصا والمغاربة عموما.
حاوره: الحسين أبليح
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.