على هامش فلسطنة مدينة أكادير:الأمازيغية ملك لمن يدافع عنها.

بعد إقدام المجلس البلدي لمدينة أكادير على الموافقة على تغيير أربعين من أسماء شوارع وأزقة المدينة لتحمل أسماء فلسطينية، لا بد أن نتوقف جميعا لنسائل أنفسنا عن حيثيات وإيحاءات هذا القرار، وهنا من موقعي المتواضع وبعيدا عن كل نعرة جهوية أو تبخيس لأي مجهود، أعتقد وأكاد أكون جازما في ذلك أن:
1 المشكل الحقيقي ليس في تشكيلة المجلس البلدي لأكادير بل في العقلية المغربية التي تنتصر دائما للوافد وتبحث عن مبررات لذلك ولنا في التاريخ بقرونه الطويلة خير دليل. العقلية المغربية تحتقر نفسها، مستواها، انتماءها، خصوصيتها، وتظل تبحث لنفسها عن “شهادة” انتماء بأي ثمن ولو على حساب كرامتها وذكائها وامكاناتها، العقلية المغربية تأسست على أن تكون هامشا لمركز يجب أن يكون ولو من باب تخيله.
2 الخطوة مقصودة وذات بعد صدامي، ما قلته أعلاه لاينفي سعي بعض القوى الأيديولوجية والسياسوية إلى إعلان “فوزها الأيديولوجي” ولو على حساب المشترك التاريخي والهوياتي مع خصومها، ولما كان بعض الأصوات القليلة في الحركة الأمازيغية تقارب القضية الفلسطينية بشكل مغاير للطرح المألوف، تأبى هذه القوى الأيديولوجية والسياسوية إلا أن تنتقم من المقاربة الأمازيغية بتكريس الطرح التقليداني بشكل لا يخلو من فكر الصدام، والتمكين اكثر للقضية الفلسطينية على حساب كل القضايا.
3 سيادة المزاجية والتهور السياسيين، حيث أن هناك أمورا كثيرة داخل المجالس المنتخبة يجب أن تكون محل نقاش شبه عمومي ويتم إشراك المجتمع المدني بكل أطيافه في الحسم فيها. المجالس المنتخبة في بلادنا وبمجرد تنصيبها تسيرها قلة قليلة بينما يكتفي الآخرون بالتوقيع والتصويت ووضع الطربوش التركي مقابل مكافآت وإكراميات.
4 ضعف الحركة الأمازيغية وعجزها رغم كل الخطابات الرنانة التي نسمعها، فعوض أن تستفيد الأمازيغية بكل أبعادها من الدسترة، أصبحت أكثر عرضة للإقبار والطمس والإهانة، وأصبحت الحركة الأمازيغية تستقبل ذلك بسلبية قاتلة، الحركة الأمازيغية اليوم أهون من بيت العنكبوت بفعل التشرذم والصراعات المعلنة وغير المعلنة وتغليب الذات وخصوصا غياب استراتيجية ورؤية ترافعية قوية. 
5 رخاوة الفعل النضالي بمركز سوس، حيث أن الشخصية السوسية موسومة عموما بالهدوء، شخصية مسالمة، كتومة وحذرة في تصرفاتها. هذا الوضع –الذي له ما يفسره- أضحى مفهوما من بعض القوى الأيديولوجية والسياسوية التي تعبث كما تشاء في ربوع سوس دون توجس من ردود أفعال ناسفة أو انفعالية، ضف على ذلك تراجع الحس الأمازيغي داخل مدينة أكادير (المركز) لعوامل موضوعية يمكن التدقيق فيها.
6 التيه وغياب رؤية واضحة لدى الحركة الأمازيغية التي، ومهما اعتقدت أنها تعرف ماذا تريد وكيف يمكنها تحقيقه، تتخبط خبط عشواء في كثرة الملفات وتنوعها. وهنا، نعترف بتشعب القضية الأمازيغية وقوة طرحها الذي لا يمكن إلا أن يستفز فئات عريضة من مجتمع تعود على الحشو والاستهلاك بكل أشكاله.
7 سلبية الإطارات والكفاءات السوسية، لا أحد يستطيع أن ينكر دور أهل سوس في “الصحوة الأمازيغية” إلا أن شبكة العلاقات والسعي إلى الظهور في صورة الحكيم المسالم الناضج، يجعل بعض الفعاليات ذات الوزن الأكاديمي والعلمي تنأى بنفسها في مثل هذه المواقف، وتكتفي بالتنديد على كراسي المقاهي مع المقربين.
8 الجنوح إلى الاستكانة وهو من النتائج الطبيعية للمواقع الاجتماعية والعالم الافتراضي، حيث أصبحنا نكتفي بالسخط والتنديد والشجب الافتراضي، وهو ما يعني قصر ذاكرة الفرد واستعداده للنسيان، القوى الأيديولوجية والسياسوية المعنية واعية كل الوعي بذلك وتعتبر السخط مجرد موجة أجلها قصير، فتكتفي بالتجاهل في انتظار مجزرة أخرى في حق الوطن .
ختاما، أؤكد أنني لا أنتقص من قيمة أبناء سوس البررة بأي شكل من الأشكال، أوجه دعوة إلى أبناء الحركة الأمازيغية، الخصوصية الأمازيغية أمانة على رقبتكم، والدولة وإن رسمت ودسترت فهي تزن بميزان النقاش العمومي وحركية الشارع ومستعدة للرجوع إلى نقطة الصفر. لا تيأسوا ولا تهنوا، لاتصدقوا أن الأمازيغية ملك للجميع، فمن ألذ أعدائها أبناؤها المغرر بهم من الناطقين بها والذين لا يقدرونها حق قدرها، وها هم ينحرونها بسكاكينهم الصدئة. الأمازيغية ملك لمن يدافع عنها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد