على هامش الإعلان عن لائحة الفريق الوطني الأول ما مدى وطبيعة مسؤولية المدرب عن اختياراته؟

كتب محمد نبزر

حين أعلن مدرب الفريق الوطني الأول لكرة القدم وحيد خاليلوزيتش يوم الخميس 23 دجنبر 2021 عن اللائحة الأولية للاعبين الذين اختارهم للفترة ” التدريبية” قبيل الانتقال ألى الكامرون، للمشاركة في الأدوار النهائية لكأس إفريقيا للأمم،مند ذلك الحين كانت لنا بعض ملاحظات.

لن أخوض الٱن في تقييم الأفراد والمجموعة التي استدعاها وحيد، بقدر ما أريد الوقوف عند ملاحظة أساسية، طفت على باقي الملاحظات، لأنها تؤكد سوء نية هذا الرجل تجاه اللاعبين حكيم زياش ونصير المزراوي، وعناده وإصراره على إبعادهما، بدعوى ان الأمر يتعلق بعقوبة عدم انضباط!!! وهو ما يطرح تساؤلات عديدة منها:
-لماذا لم يحدد لهذه “العقوبة” مدة زمنية؟ أذا ما سلمنا بأنهما بالفعل كسرا مبدأ وقواعد الانضباط، ماذا فعلا ليحكم عليهما بالمؤبد!؟
-هل من حق هذا المدرب أن يفوت على البلاد الاستفادة من امكانات ومواهب وطاقات هذين اللاعبين؟ للسبب المعلن، الذي لا يرقى إلى مستوى عقوبة سرمدية!
-كلما أعلن هذا المدرب الشيخ إصراره على قراره المجحف في حق اللاعبين حكيم ونصير، يعقب على ذلك بعين جاحظة، بالتأكيد على أنه يتحمل مسؤولية قراره. وهنا لابد من التساؤل عن مدى وكنه وحدود هذه المسؤولية: فعندما يقصى المغرب لا قدر الله، كيف سنسائل الأستاذ وحيد؟ الواقع وإن كان احتماليا الٱن هو أننا نحن من سنتحمل الأحزان، وسنتكبد الٱلام، أما وحيد العنيد فأقصى ما سوف “يتحمل” هو أن يتأبط حقيبة أموال بملايين الدراهم او الأوروهات، ويحمل معطفه،هو ويلوح لنا ولبلادنا باليد اليسرى، لأن اليمنى ستكون مشغولة، باي باي، ثم يأخذ وجهة أخرى يمارس فيها عناده. ويضيع منتخبنا وتخسر بلادنا، فالعاقبة لمن أهمل وأمهل بدون داع.

وبالعودة إلى المسؤولية، نقول إن وحيد ليس مسؤولا أمامنا بشكل مباشر، وإنما أمام من جلبوه ومكنوه من أعناقنا يمارس علينا ساديته وعناده السخيف. هؤلاء الجالبون والممكنون له هم المسؤولون أمامنا، أعني أمام الجماهير. وطبعا على رأس الجالبين رئيس. هو المسؤول، وهو من سيتحمل مسؤولية ما سيسفر عنه عناد وحيد. ولن يشفي ٱلام وأحزان الإقصاء إن حدث، والخيبة إن حلت سوى رأس الرئيس. وسنرى كيف سيحاسب وحيد إذا جر لنا وعلينا نتائج مخيبة.

ولمن يقول : وماذا لو حقق الفريق مع وحيد نتيجة جيدة؟ نقول، ليس بعد ذلك “ماذا”، لأنه عندها سيكون قد قام بواجبه، وأنجز مهمته بنجاح، وهذا أمر طبيعي متعاقد عليه، وهو المطلوب، لكن مع ذلك سيظل في نفوسنا شيء من وقع عناده، ومن فنيات نحن أشد ما نكون اشتياقا لها، ويمتلك بعضا منها كل من حكيم ونصير، وتمتلكها المجموعة بانصهارهما فيها، ولأن (بفتح اللام وسكون النون) يجتمع الإمتاع مع النتيجة الجيدة، خير من أن تأتي النتيجة بلا إمتاع، سيكون الإمتاع والإقناع قيمة مضافة رائعة.

يبقى التذكير بالمناسبة بأن المدرب الإيطالي السابق بيرزوت طالب المسؤولين في إيطاليا بإخراج اللاعب الكبير باولو روسي من السجن، ليشارك مع المنتخب الأزرق في الأدوار النهائية لكأس العالم باسبانيا1982.وبالفعل تجاوز الأيطاليون عن إدانة روسي وأطلقوا سراحه وشارك، وفازت إيطاليا بكأس العالم 1982, وفاز باولو روسي بلقب هداف الدورة.

أما نحن فنخسر عطاء النابغين والموهوبين وهم من الرأسمال اللامادي لبلادنا، رضوخا لنزوة أو عناد مدربين علاقتهم بالمغرب لا تتجاوز العمل المؤقت المؤدى عنه، ونذكر كأمثلة لا حصرية بيتشو، وحمد الله بالأمس، واليوم زياش والمزراوي. ولهذا نقول ونعيد القول في البداية والنهاية، إن الوقت اليوم ليس وقت البحث للائمة عن رأس لترسو عليه أو عليها، وعندما يحين وقت ذلك، سيكون الكلام مع من حكموا فينا “معنفين” أجانب ليذيقونا من عنف عنادهم اللامبرر.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading