بسبب تشعب بنيات المجتمعات الحديثة ومؤسساتها وتشعبات الثقافة والتعبير اللغوي الحديث ظهرت أشكال وتقنيات تعبيرية هدفها اختصار المعلومات وترميز المفاهيم المركبة من بينها تقنية الاصطلاح بحروف الاختصار في المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية. ونجد ذلك في كل اللغات وكل أنواع الحروف ولكن بشكل أقوى في اللغات الأوروبية ذات الحروف اللاتينية. وتستعمل اللغة الروسية مثلا حروف الاختصار بالحرف السيريلي (الروسي) بنفس الطريقة التي نجدها في الحرف اللاتيني، ولكن محدودية شيوع الحرف السيريلي الروسي يجعل تأثير حروف الاختصار الروسية خارج بلدانها شبه منعدم بالمقارنة مع الإنجليزية واللغات الأوروبية الأخرى. 1) حروف الاصطلاح والاختصار: مرآة لحيوية اللغة ومستعمليها تتربع اللغة الإنجليزية على صدارة التأثير العالمي في هذا المجال الاصطلاحي المهم وبفارق شاسع عن بقية العالم. اقتحمت حروف الاصطلاح والاختصار الإنجليزية كل بلدان العالم حتى تلك التي لا تعرف الإنجليزية كثيرا كالمغرب والجزائر. أصبحت حروف الـ acronyms وinitialisms (عبارات وحروف الاختصار) الإنجليزية مثل UNESCO وUNICEF وLASER وRADAR وCIA وFBI وNATO وRPG وGPS وSMS وPIN وDNA وAIDS وCD وDVD وADSL وUSB وPDF وPC وLCD وFM وHDTV موجودة في كل بيت به كتاب أو جريدة أو تلفزة، ومعروفة لدى كل متعلم. FB Twitter G+ مبارك بلقاسم تعتبر كثرة إنتاج واستخدام حروف الاختصار والاصطلاح في لغة معينة مؤشرا قويا على حيويتها الوظيفية. وهي تستخدم في الإنجليزية بكثافة عالية. وتوجد كل اللغات الأوروبية الأخرى كالألمانية والإيطالية والفرنسية والإسبانية أيضا في حالة حيوية جدا وتحرص هي أيضا على إنتاج اصطلاحاتها العلمية والأدبية وحروفها الاختصارية الخاصة بها في مجالاتها بكثافة عالية. ونجد أيضا اللغة التركية غنية ونشيطة في هذا المجال حيث تستخدم الدولة التركية اللغة التركية فقط وحروف الاختصار التركية فقط في كل المجالات الإعلامية والإدارية والتعليمية. بالنسبة للقارئ التركي، فهو حينما ينظر إلى حروف اختصار لاتينية فهو يفكر أولا وقبل كل شيء في معناها التركي. أما المغربي أو الجزائري فبمجرد أن يرى أمامه حروف اختصار لاتينية فهو يفكر مباشرة في معناها الفرنسي. وفي اللغة الكردية المكتوبة بالحرف اللاتيني في سوريا وتركيا شاعت في الإعلام حروف اختصار الحركات السياسية والمسلحة الكردية مثل PKK (حزب العمال الكردستاني: Partiya Karkerên Kurdistanê) وYPG (وحدات حماية الشعب: Yekîneyên Parastina Gel) وPŞK (الحزب الثوري الكردستاني: Partiya Şoreşa Kurdistan) وKCK (اتحاد جماعات كردستان: Koma Civakên Kurdistan) وTAK (صقور كردستان الحرة: Teyrênbazê Azadiya Kurdistan) وPJAK (حزب الحياة الحرة الكردستاني: Partiya Jiyana Azad a Kurdistanê). وكلها حروف اختصار كردية من عبارات كردية صرفة. 2) كيف يستخدم المغاربة والجزائريون الاصطلاح الحرفي؟ رغم تمتع العربية بالتعميم والرعاية الرسمية والتمويل لا يستخدم المغاربة والجزائريون الحروف العربية للاصطلاح والترميز والاختصار إلا نادرا، ويفضلون دائما استخدام حروف الاختصار الفرنسية في أسماء المؤسسات والأحزاب والشركات المحلية ومجالات الاصطلاح الإداري والاقتصادي والأكاديمي. فمثلا يستخدم المغاربة اختصارات RAM (الخطوط الملكية المغربية) وMAP (المغرب العربي للأنباء) وONCF (المكتب الوطني للسكك الحديدية) وCTM (شركة النقل في المغرب) وOCP (المكتب الشريف للفوسفاط) وPJD (حزب العدالة والتنمية) وPAM (حزب الأصالة والمعاصرة) وCNSS (الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي) وDGST (المخابرات المغربية) وFAR (القوات المسلحة الملكية) وIRCAM (المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية) وHACA (الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري) وSNRT (الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة) وDEUG (دبلوم الدراسات الجامعية العامة). كل هذه الحروف الترميزية مبنية على اللغة الفرنسية. ومن الجزائر لدينا حروف الاختصار الفرنسية مثل: SoNaTraCH (سوناطراك، شركة المحروقات الجزائرية الحكومية) وFFS (جبهة القوى الاشتراكية) وGIA (الجماعة الإسلامية المسلحة) وFIS (الجبهة الإسلامية للإنقاذ) وFLN (جبهة التحرير الوطني) وDRS (المخابرات الجزائرية) وANP (الجيش الوطني الشعبي) وHCA (المفوضية السامية للأمازيغية) وCNPLET (المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتدريس الأمازيغية). كل هذه الحروف الترميزية مبنية على اللغة الفرنسية. لحروف الاختصار أهمية رمزية قوية جدا لأنها تحيل فورا على اللغة – المنبع، وتربط المتكلم أو الكاتب بتلك اللغة وبشكل مستمر. حينما يستخدم المغاربة والجزائريون بكثافة حروف الاختصار الفرنسية في الكلام اليومي والإعلام والتعليم وفي أسماء المؤسسات المحلية المغربية والجزائرية وفي بقية المجالات فإنهم بذلك يرسخون عمليا نفوذ الفرنسية شعبيا وإعلاميا وأكاديميا ويستبعدون لغاتهم المحلية. رغم انتشار العربية إداريا وإعلاميا بشكل واسع بفضل حصول العربية على الترسيم والرعاية في 25 دولة (بما فيها إسرائيل) تعترف بها كلغة رسمية وحيدة أو مع لغة أخرى وتدرسها عبر مدارسها وجامعاتها وتنفق الملايين على القنوات التلفزية والجرائد العربية، فإن الإنتاج الاصطلاحي الترميزي بالعربية ضعيف حتى في البلدان العربية الحقيقية ذات الإمكانيات المالية الكبيرة كالسعودية. ويأتي ذلك ربما لأسباب متعلقة بالنظام الإملائي العربي الناقص وانعدام حروف majuscule في الحرف العربي. والإنتاج بالأمازيغية أضعف لأن الأمازيغية مُنِعَت وسُحِقت طيلة القرن العشرين. وحرف تيفيناغ لا يملك حروف majuscule هو الآخر (رغم أن الإيركام أنتج مؤخرا بعض الخطوط التجريبية التي تقترح حروف miniscule تيفيناغية مبتكرة لا نعرف مدى عمليتها ونجاحها المستقبلي). وبالنسبة للإنتاج الأمازيغي الترميزي بالحرف اللاتيني فهو منعدم في المغرب لأن كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني دخلت إلى مجال اللامفكر فيه لدى كثير من المهتمين بالأمازيغية. أما في الجزائر فالترميز الأمازيغي بالحرف اللاتيني مستعمل لدى بعض الكتاب والصحفيين ولكن بشكل محدود لحد الآن بسبب محدودية انتشار تعليم الأمازيغية. بما أن العربية والفرنسية استفادتا من رعاية الدولتين المغربية والجزائرية في التعليم والإدارة بطريقة متساوية تقريبا (مع منح الامتياز للعربية في الإعلام ومنح الامتياز للفرنسية في التعليم العالي) فلابد أن تفضيل المغاربة والجزائريين لاستخدام حروف الاصطلاح والاختصار الفرنسية على استخدام الحروف العربية يرجع جزئيا على الأقل إلى أسباب أخرى، منها سببان: – النظام الإملائي orthographic الفرنسي (والأوروبي) الأدق الذي يكتب كل الصوائت (vowels / les voyelles) بخلاف النظام الإملائي العربي الأقل دقة والذي يكتب فقط 3 صوائت طويلة (ا ، و، ي) ويهمل 3 صوائت عربية قصيرة لها نفس الأهمية (صوت الفتحة وصوت الضمة وصوت الكسرة). وغالبا ما لا تُستعمَل علامات الفتحة والضمة والكسرة بسبب الصغر المفرط لحجمها وكونها بالتالي غير عملية. – ومن جانب آخر يملك الحرف اللاتيني حروف majuscule التي تنعدم في العربية وتنعدم في تيفيناغ (بصرف النظر عن الخطوط التجريبية والكاليغرافيات التزيينية). ازدواجية majuscule / miniscule تسمح لقارئ أي نص مكتوب بالحرف اللاتيني بأن يميز بسرعة وسهولة بين الاصطلاح والكلمة اللغوية العادية، ويساعد القارئ على الانتباه بسرعة لحروف الاصطلاح والاختصار وما يعني ذلك من تسهيل للقراءة والفهم والتواصل وكسب للوقت. حروف الاختصار العربية غير عملية كثيرا (بشكلها التقليدي على الأقل) وصعبة النطق والدمج في الكلام والكتابة بالمقارنة مع حروف الاختصار الفرنسية (واللاتينية عموما). ولكن العربية ككل اللغات المكتوبة الأخرى تملك طبعا إمكانيات وقدرات إبداعية تنتظر من يطورها وينشطها. كما أن النظام الإملائي العربي يحتاج إلى إصلاح هيكلي. إذن فالإعاقة الموجودة في النظام الإملائي العربي (وليس في العربية ذاتها) وافتقاره لحروف majuscule يفسران جزئيا على الأقل عدم شيوع حروف الاختصار والاصطلاح في العربية، وبالتالي تفضيل المغاربة والجزائريين لاستعمال حروف الاختصار الفرنسية وما ينتج عن ذلك من تقوية لنفوذ الفرنسية في المجتمع والمؤسسات والإعلام. هذا لا يعني أن العربية لا تنتج حروف الاختصار. فهي موجودة في بعض المؤسسات المغربية مثلا وفي بعض الاستخدامات السطحية. فنجد مثلا “ص.ب.” (“صندوق البريد”) و”ق.م.” (“قبل الميلاد”)، ونجد “و.ت.و.” (“وزارة التربية الوطنية”) بجانب الاختصار الفرنسي MEN. و”المكتب الشريف للفوسفاط” يستخدم الاختصار “م.ش.ف” بجانب الاختصار الفرنسي OCP. ولكن القاعدة تبقى أن غالبية المؤسسات الحكومية والمستقلة والشركات المغربية تستخدم الاصطلاحات الاختصارية الوظيفية الفرنسية بالأساس. وربما يكون أكثر مصطلح حرفي عربي رائج هو مصطلح “داعش” الذي هو اختصار لـ”الدولة الإسلامية في العراق والشام” رغم أنه في الحقيقة اختصار غير دقيق لأن الاختصار الصحيح لتلك العبارة هو “دإعش” أو “د.إ.ع.ش.” بالهمزة التحتية المكسورة إذا تتبعنا العبارة العربية الأصلية. وعموما لا يستخدم العرب الحقيقيون في الشرق حروف الاختصار العربية إلا بشكل جد محدود. فدولة “الإمارات العربية المتحدة” مثلا لا تستخدم اختصار اسمها بالعربية “إ.ع.م.” بينما تستخدم الاختصار الإنجليزي UAE. وكذلك “المملكة العربية السعودية” لا تستخدم اختصار اسمها العربي “م.ع.س.” بينما تستخدم الاختصار الإنجليزي KSA. أما الأمازيغية فلم تدرّس في بعض مدارس المغرب والجزائر إلا منذ عقد أو عقدين وبالتالي فقد كانت مقصية من المنافسة في هذا المجال. وزيادة على ذلك، فإنه لا يبدو حاليا أن حرف تيفيناغ قادر على الوقوف أمام الحرف اللاتيني ومنافسته. تشبه حالة حرف تيفيناغ حالة الحرف العربي كثيرا بسبب انعدام حروف majuscule فيهما. مع الحرف العربي وتيفيناغ يمكن طبعا أن نكتب حروف الاختصار دائما، ولكن مع ضرورة الفصل بين الحروف بنقط أو شرطات أو شيء من ذلك القبيل حتى لا تتحول إلى كلمة واحدة ملتصقة. فمثلا يمكن اختصار عبارة “القوات المسلحة الملكية” هكذا: “ق.م.م.” ولكن ليس من العملي كتابتها هكذا: “قمم” لأن الحروف تلتصق وكأنها كلمة حقيقية مما يتسبب في الخلط وتنعدم المنفعة العملية. وكذلك يمكن اختصار “الجيش الوطني الشعبي” إلى “ج.و.ش.” ولكن ليس هكذا “جوش”. ونفس الشيء الذي نجده في الحرف العربي نجده في تيفيناغ. فحينما نترجم عبارة “القوات المسلحة الملكية” إلى الأمازيغية ونكتبها بتيفيناغ: ⵉⴷⵡⴰⵙⴻⵏ ⵓⵔⴱⵉⴱⴻⵏ ⵉⴳⴻⵍⴷⴰⵏⴻⵏ فسنصوغ حروف الاختصار بتيفيناغ هكذا: ⴷ.ⵔ.ⴳ. (بنقط تفصل بين الحروف) وليس ⴷⵔⴳ وذلك لتفادي تشكل كلمة جديدة بتيفيناغ الذي لا يملك حروف majuscule، وخصوصا أن المنهج الإملائي للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (الإيركام) لا يكتب الصائت القصير e (مثلا، الإيركام يكتب عبارة “اُدخلْ!” هكذا: ⴽⵛⵎ وليس هكذا: Kcem). ولكن مع الحرف اللاتيني نكتب “القوات المسلحة الملكية” بالأمازيغية هكذا: Idwasen Urbiben Igeldanen ونكتب حروف الاختصار الأمازيغية هكذا: DRG. ونكتب “الجيش الوطني الشعبي” بالأمازيغية هكذا: Adefrir Amuran Aɣerfan ونختصره هكذا بالأمازيغية: DMƔ. فبفضل ميزة حروف majuscule الموجودة في الحرف اللاتيني يتمكن القارئ حينما يقرأ DRG أو DMƔ من أن يعرف فورا أن الأمر يتعلق بحروف اختصار وليس بكلمة عادية. كما أن وجود الـmajuscule والـminiscule في الحرف اللاتيني يساعدنا على الإبداع أكثر عبر المزج بينهما. حيث يمكن أيضا أن نختصر “القوات المسلحة الملكية” بالأمازيغية هكذا: DaRiG، وكذلك نختصر “الجيش الوطني الشعبي” بالأمازيغية هكذا: DeMuƔ، وهما اختصاران يسهل نطقهما وحفظهما. كما أنه من الأسهل مع الحرف الذي يملك majuscule وminiscule أن نعبر عن حروف الاختصار بصيغة الجمع. فمثلا في الإنجليزية لدينا مصطلح WMD (“سلاح الدمار الشامل”) وصيغة جمعه هي WMDs (“أسلحة الدمار الشامل”). في الأمازيغية يمكن محاكاة ما هو موجود في الإنجليزية بدون مشاكل وبالحرف اللاتيني حيث نكتب بالأمازيغية: arbab n ureddej ummid (“سلاح الدمار الشامل”) ونختصره بـ: RRM. ونكتب irbaben n ureddej ummid (“أسلحة الدمار الشامل”) ونختصرها بـ: RRMen أو RRM’en. مثل معظم المنظمات المدنية المغربية، لا تستخدم الجمعيات والمنظمات الأمازيغية الاختصارات والاصطلاحات بالأمازيغية وتستخدم عادة الاختصارات الفرنسية وأحيانا العربية. ومنها مثلا “الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي” التي تفضل اختصار اسمها بـAMREC (بالفرنسية). ونفس الشيء ينطبق على “المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية” الذي يفضل اختصار اسمه بـIRCAM (بالفرنسية). وكذلك “المفوضية السامية للأمازيغية” بالجزائر تفضل استخدام الاختصار الفرنسي HCA ولا تستخدم أي اختصار أمازيغي. أما الدارجة فلا يُتوقع أن تُكتب أو تُدرّس في أي وقت قريب لا في المغرب ولا في الجزائر لأن معارضي كتابتها وتدريسها يشكلون الأغلبية الساحقة من الناطقين بها كما لاحظنا في الإعلام. وبالتالي فلن يكون لها أي دور أو حضور في المجال الترميزي والاصطلاحي المكتوب في المدى المنظور. الناطقون بالدارجة يفكرون بالدارجة ولكن يكتبون بالفرنسية أو بالعربية الفصحى. 3) كيفية صياغة حروف الاختصار الأمازيغية بالحرف اللاتيني: في النظام الإملائي الأمازيغي تلتصق أداة التعريف بالكلمة نفسها دائما: كلمة tamurt (“الأرض”) تتكون أولا من ta (أداة تعريف)، وثانيا من جوهر الكلمة نفسها: murt. إذن ففي Tamurt حرف الاختصار هو M. كلمة amaziɣ تتكون من a (أداة تعريف) وجوهر الكلمة: maziɣ. وكذلك tamaziɣt تتكون من ta (أداة تعريف) وجوهر الكلمة: maziɣt. وكلمة imaziɣen تتكون من i (أداة تعريف) وجوهر الكلمة: maziɣen. وكلمة timaziɣin تتكون من ti (أداة تعريف) وجوهر الكلمة: maziɣin. إذن بالنسبة للكلمات Amaziɣ وTamaziɣt وImaziɣen وTimaziɣin فكلها تختصر بحرف واحد: M. وكذلك كلمة agadaz (“السوق”) تتكون من a (أداة تعريف) وجوهر الكلمة نفسها: gadaz. إذن ففي agadaz حرف الاختصار هو G. وفي كلمة ufuɣ (“الخروج”) حرف الاختصار هو F. وفي كلمة toggoẓt (“الحراسة”) حرف الاختصار هو G. وفي كلمة oṭṭon (“العدد”) حرف الاختصار هو Ṭ. وفي كلمة aselway (“الرئيس”) حرف الاختصار هو S. وفي كلمة ayla (“الممتلكات”) حرف الاختصار هو Y. وفي كلمة awal أو awař (“الكلام”) حرف الاختصار هو W. وهذا يشبه ما يوجد في العربية. حيث أنه مثلا في كلمة “القانون” لدينا “ال” (أداة التعريف) + “قانون” (جوهر الكلمة). إذن حرف “ق” هو حرف الاختصار لكلمة “القانون”. نكتب حروف الاختصار الأمازيغية بالحرف اللاتيني بطريقتين: – الطريقة الأولى: DRG وهي طريقة بسيطة تتمثل في استعمال الحرف الأول فقط من “جوهر الكلمة الأمازيغية” (أي: الكلمة الأمازيغية بدون أداة التعريف المذكرة أو المؤنثة). إذن فمن عبارة Idwasen Urbiben Igeldanen (“القوات المسلحة الملكية”) نصوغ الاختصار: DRG. – الطريقة الثانية: DaRiG وهي طريقة الأحرف الأولى كما رأينا سابقا ولكن مع تزويد الحرف الاختصاري بأول صائت (a، e، i، o، u) يأتي بعده في الكلمة المعينة. والهدف من استعمال الصوائت (a، e، i، o، u) مع حروف الاختصار الأمازيغية هو إنتاج كلمة اختصارية (acronym) سهلة النطق والحفظ على منوال ما نجده في الكلمات الاختصارية المشهورة UNESCO وUNICEF وSoNaTraCH وSoNaSid على سبيل المثال. من أجل مزيد من التوضيح: لنأخذ مثلا عبارة Idwasen Urbiben Igeldanen (“القوات المسلحة الملكية”). في الكلمة الأولى idwasen سنلاحظ أن أول صائت يأتي بعد حرف D الأمازيغي هو الصائت الأمازيغي a. إذن نكتب Da. وفي الكلمة الثانية urbiben نلاحظ أن أول صائت يأتي بعد حرف R الأمازيغي هو الصائت الأمازيغي i. إذن نكتب Ri. أما في الكلمة الأخيرة igeldanen فنكتفي بالحرف G فقط لأنه موجود في الكلمة الأخيرة. فيكون لدينا DaRiG. وفي الاصطلاحات الأمازيغية المتكونة من كلمتين أساسيتين فقط مثل Tageldit n Murakuc (“تاگلديت ن موراكوش” أي: “المملكة المغربية”) يمكن صياغة الاختصار الأمازيغي بإحدى هذه الطرق: GM أو GeMu أو GelMur. وفي عبارة Tagduda n Dzayer (“الجمهورية الجزائرية”) نختصر هكذا: GD أو GuDa أو GduDza. ونحرص على كتابة حروف الاختصار الأساسية بـ majuscule بينما نكتب الصوائت المصاحبة لها بـ miniscule. 4) ترجمات واختصارات أسماء الأحزاب السياسية بالأمازيغية: سنرى معا بعض التطبيقات العملية لصياغة حروف الاختصار الأمازيغية بالحرف اللاتيني لأسماء بعض الأحزاب السياسية: “حزب العدالة والتنمية”، بالأمازيغية: Akabar n Tnezzarfut d Tneflit، ونختصره بالأمازيغية: KNN أو هكذا: KaNeN “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، بالأمازيغية: Tamunt Tanemlayt n Yidwasen Iɣerfanen، ونختصره بالأمازيغية: MNDƔ. وكذلك يمكن اختصاره بشكل سهل القراءة أيضا هكذا: MuNeDaƔ “حزب الاستقلال”، بالأمازيغية: Akabar n Uzarug، ونختصره بالأمازيغية: KZ وأيضا يمكن اختصاره هكذا: KaZa “حزب الأصالة والمعاصرة”، بالأمازيغية: Akabar n Tsentit d Umtuta، نختصره بالأمازيغية: KSM أو: KaSeM “الحركة الشعبية”: Amussu Aɣerfan، واختصارها: MƔ أو هكذا: MusƔer “التجمع الوطني للأحرار”: Agraw Amuran n ilelliyen، واختصاره الأمازيغي: GML أو: GaMuL “حزب التقدم والاشتراكية”: Akabar n Wattas d Tnemla، اختصاره الأمازيغي: KTN أو: KaTaN “الاتحاد الدستوري”: Tamunt Tamenḍawant، واختصاره الأمازيغي: MM أو MunMen “الحزب الاشتراكي الموحد”: Akabar Anemlay Imunen، واختصاره الأمازيغي: KNM أو KaNeM “جبهة التحرير الوطني (حزب جزائري)”: Tanyirt n Uslelli Amuran، واختصارا بالأمازيغية: NSM أو NiSeM “حركة نداء تونس”: Amussu n Oɣoṛi n Tunes، نختصره بالأمازيغية: MƔT أو MuƔoT “الاتحاد من أجل الوطن (حزب ليبي)”: Tamunt i Tamurt، واختصاره: MM أو MunMur أو MiM “الحزب الموريتاني للوحدة والتغيير”: Akabar Amuritanyan i Tayunt d Usenfel، واختصاره الأمازيغي: KMYS أو KaMuYuS 5) ترجمة واختصارات أسماء بعض المؤسسات والمنظمات بالأمازيغية: “الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”، بالأمازيغية: Afniq Amuran n Oḍakal Amunay، واختصاره الأمازيغي: FMḌM ويمكن أيضا اختصاره هكذا: FiMuḌaM “القوات المسلحة الملكية”: Idwasen Urbiben Igeldanen، ونختصرها بالأمازيغية: DRG أو DaRiG “الجيش الوطني الشعبي”: Adefrir Amuran Aɣerfan واختصاره الأمازيغي: DMƔ أو DeMuƔ “المديرية العامة للأمن الوطني”: Tabdadt Tamatayt n Tɣellist Tamurant، واختصارها الأمازيغي: BMƔM أو BaMaƔeM “المديرية العامة لمراقبة التراب (الديستي)”: Tabdadt Tamatayt n Usfuru n Wakal، ونختصرها بالأمازيغية: BMSK أو BaMaSuK “المديرية العامة للدراسات والتوثيق (الدجيد)”: Tabdadt Tamatayt n Tezrawin d Usentem، واختصارها الأمازيغي: BMZS أو BaMaZaS “الخطوط الملكية المغربية”: Timɣalin Tigeldanin Timurakuciyin واختصارها: MGM أو MaGeM “المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية”: Asinag Ageldan n Tussna Tamaziɣt، واختصاره: SGSM أو SiGeSaM “المفوضية السامية للأمازيغية (الجزائر)”: Aseqqamu Unnig n Timmuzɣa، واختصارا: SNM أو SeNiM “الشبكة الأمازيغية من أجل المواطَنة”: Aẓeṭṭa Amaziɣ i Tmuri، واختصارها: ẒMM أو ẒeMaM “الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي”: Tamesmunt Tamurakucant n Trezzut d Wemsenfal Adelsan، واختصارها: MMRMD أو MeMuReMeD “وزارة التربية الوطنية”: Aɣlif n Usegmi Amuran، اختصارا: ƔSM أو ƔiSeM “وزارة التعليم العالي”: Aɣlif n Uselmed Afellay، اختصارا: ƔSF أو ƔiSeF “المكتب الوطني للسكك الحديدية”: Asira Amuran n Yibriden n Wuzzal، واختصاره الأمازيغي: SMBZ أو SiMuBiZ “المكتب الشريف للفوسفاط (م.ش.ف.)”: Asira Acrif n Ofosfaṭ واختصاره: SCF أو SiCiF “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”: Tafullut Tagramurt n Tẓeṭṭart Tabelkamt، واختصارها: FGẒB أو FuGaẒeB “صندوق النقد الدولي”: Afniq Oẓrif Agramur، واختصاره: FẒG أو FiẒiG “منظمة الصحة العالمية”: Tuddsa Tamaḍlant n Tdawsa، واختصارها: DMD أو DaMaD “الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)”: Aseqqamu Afellay n Omyawaḍ Asliẓir، واختصارا بالأمازيغية: SFMS أو SeFeMaS “الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (بالفرنسية: SNRT)”، بالأمازيغية: Tadrawt Tamurant n Osoḍrer d Utilifizyun واختصارها بالأمازيغية: DMST أو DaMuSoT 6) بعض الاصطلاحات السياسية والإعلامية والعلمية بالأمازيغية: المغرب: Murakuc الجزائر: Dzayer تونس: Tunes “المملكة المغربية”: Tageldit n Murakuc “الشعب المغربي”: Aɣref Amurakuci “الشعب الجزائري”: Aɣref Adzayri “الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ج.ج.د.ش.)”: Tagduda Tadzayrit Tadimoqṛatit Taɣerfant، واختصارها: GDDƔ أو أيضا: GuDaDiƔ “الولايات المتحدة الأمريكية”، بالأمازيغية: Iwanaken Imunen n Amirika، واختصارها الأمازيغي: WMA أو WaMA “دولة ليبيا”: Awanak n Libya “حكومة وحدة وطنية”: Anabaḍ n tayunt tamurant “وطني” (منسوب إلى الوطن): Amuran “وطنية” (منسوبة إلى الوطن): Tamurant “المُواطِن”: Anamur “المواطِنة”: Tanamurt “المواطَنة (الانتماء للوطن)”: Tamuri أو Tiɣeṛmi “الوزارة”: Tassayt أو Aɣlif “الوزير”: Amasay أو Aneɣlaf “رئيس الحكومة”: Aselway Onabaḍ “وزير الداخلية”: Aneɣlaf Ugensu “شهادة الدراسات الجامعية العامة (DEUG بالفرنسية)”، بالأمازيغية: Aselkin n Tezrawin Tisdawanin Timatayin واختصارها الأمازيغي: SZSM أو SeZaSaM “مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز/السيدا)”: Aṭṭan Unusru Yettwasin n Waffal ، واختصاره الأمازيغي: ṬNSF أو ṬaNuSiF “المستشفى الجامعي”: Asganfu asdawan “المستوصف القروي”: Asemnamal adciran “الإعلام المستقل”: Asissen amezzarug “الصحافة الحرة”: Taɣamsa tilellit “حرية الصحافة”: Tilelli n tɣamsa “العمل الصحفي”: Tawuri taɣamsant “الحاكم المستبد”: Anebbaḍ ameddenkay “الدولة الاستبدادية”: Awanak adenkay “الدولة الحرة”: Awanak ilelli 7) ضرورة التطبيق العملي للاصطلاح الحرفي الأمازيغي في السياسة والإعلام: من خلال الأمثلة التطبيقية التي رأيناها نلاحظ أن الأمازيغية، كغيرها من اللغات، قادرة على التعبير عن جميع المفاهيم والاصطلاحات السياسية والإعلامية والأدبية وغيرها، وأنها أيضا قادرة على الترميز الاصطلاحي بحروف الاختصار كأية لغة أخرى. إن درجة استخدام حروف اللغة في الترميز الاصطلاحي السياسي والاقتصادي والإعلامي تخبرنا بالكثير عن اللغة ومكانتها الحقيقية لدى الدولة والشعب ومدى أخذهم لها بجدية بل ومدى احترامهم لها. لابد للأمازيغية أن تدخل مجال الاصطلاح السياسي والتقني والإداري والإعلامي لكي تكون لغة ذات معنى مجتمعي حقيقي ووظيفة اجتماعية نافعة في المجتمع الحديث وفي التحديات السياسية والاقتصادية الحديثة، لا مجرد لغة فولكلورية تراثية طقوسية احتفالية. وإن استسلام المغاربة والجزائريين للاصطلاحات والاختصارات الفرنسية هو نتيجة طبيعية لغياب بديل محلي عملي محترم ومتماسك. والناس في النهاية يتبعون ما هو عملي سهل شائع موجود في المتناول ولو كان أجنبيا (فرنسيا). لذلك يجب جعل اللغة الشعبية في متناول الناس كتابيا وترميزيا أيضا، حتى يتمكنوا فعلا من “تناولها” واستخدامها كأداة نافعة في حياتهم اليومية ومعاركهم المعيشية. مبارك بلقاسم
كل الحقوق محفوظة لموقع البوابة الثقافية الشاوية www.facebook.com/Inumiden . إقرأ المزيد على : http://www.inumiden.com/ar/%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b5%d8%b7%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%8a-abc-%d8%a8%d8%ad%d9%8a%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d9%88/ .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.