عبد الغني عارف: نداء للمثقفين لمساندة فيدرالية اليسار الديمقراطي

14492483_10209497207481234_2738315253896108927_n

نص النداء //
=====
أيها المثقفون.. أيتها المثقفات في المغرب: وطننا اليوم في حاجة إلى مبادراتكم ومواقفكم، معركتنا اليوم أكبر من الانتخابات وأكبر من حزب وأكبر من مقاعد.. إنها تتجاوز ذلك كله. إنها معركة أن نكون فعلا في هذا الوطن بكل مقومات الكينونة الإنسانية التي نستحقها أو ألا نكون .. إننا نمر من مرحلة دقيقة، مرحلة لها خصوصيات تميزها عن باقي المراحل السابقة. اليوم نحن لسنا فقط في صراع مع الاستبداد والفساد بالمعنى الكلاسيكي الذي خضنا فيه الصراع لعقود مضت.. اليوم هناك هجوم آخر من قوى تريد أن تجردنا من كل ما للحياة من روح وفرح ومتعة الحياة وحرية في التفكير والإبداع، قوى تريد أن تحولنا إلى ” سبايا ” العصر وعبيد الأوهام والخرافات، وترجع بنا إلى الوراء قرونا وقرونا. لقد آن الآوان لكي يخرج المثقفون من دائرة صمتهم النحبوي وأن يكونوا حاضرين في قلب معركة التغيير الهادئ، اتطلاقا من مواقعهم في التوجيه والتنوير ومن يقظة وعيهم الذي يمكنهم – قبل أي واحد آخر غيرهم – من فهم ما يجري الآن واستشراف الآتي مستقبلا.
إن المثقفين يدركون أن مصير الوطن تحته اليوم قشرات موز الأصوليات المتشددة و”المعتدلة ” وأنه قابل للانزلاق في أي لحظة نحو هاوية الظلامية والخراب.
لذلك، فأن ينتفض اليوم المثقفون بالمغرب لمساندة فيدرالية اليسار الديمقراطي لا يعني أنهم يقدمون ولاء تنظيميا مجانيا لجهة سياسية معينة أو يعلنون عن انتماء حزبي بالمعنى الضيق لكلمة.. الأمر أبعد وأعمق.. إنهم يعلنون عن الانتماء لفكرة ولحلم لا ينبغي أن يموتا: فكرة الحرية والتحرر. إنهم يطلقون نداء للتاريخ من أجل تحصين الأمل وتجديد الثقة في المستقبل، في مناخ يزرع فيه دعاة الظلام كل ممكنات الإحباط. إن هناك لحظات في التاريخ لا تحتاج إلى التردد والتقاعس، بل إلى الوضوح واتخاذ الموقف الذي تستدعيه اللحظة بكل استقلالية وجرأة… ولأن أساس كل إبداع وفن هو الحلم بما هو أجمل، فلنضع الثقة في بعضنا البعض ولنضع يدا في يد من أجل تبليغ رسالة هذا الحلم الجميل والمشترك.. فالتغيير نحن الذين سنصنعه ولن ينزل علينا هدية من السماء. لكل الحرية في أن يختار.. ولكن تذكروا جيدا أن التاريخ لن يرحمنا إذا أسأنا الاختيار أو إذا بقينا متفرجين ومحايدين …. ( ذ.عبد الغني عارف )

L’image contient peut-être : 1 personne , texte
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد