عباس للنظام الجزائري : لا تشابه بين القضية الفلسطينية والصحراء المغربية

يوسف الغريب

(  إن جوهر دبلوماسية بلادنا في مساندتها للقضايا العادلة، كالقضية الفلسطينية والقضية الصحراوية).

طبعاً لن يكون غير لعمامرة الوجه الخارجي للنظام الجزائري الذي كرّر الاسطوانة  لصحافة بلاده بمناسبة اليوم الوطني  للدبلوماسية الجزائرية بتاريخ 9 أكتوبر 2022.

بعد 48 ساعة على هذا الخبث الدبلوماسي لجار السّوء يأتي الجواب من لجنة تصفية الإستعمار ومن فم المندوب الفلسطيني هناك السيد َحمد زياد عثمان الجعبري قائلاً.

( وجب التنبيه والتنويه إلى أن ملف الصحراء المغربية  ليس بشبيه للقضية الفلسطينية كما يروج البعض ولا تعارض بينهما ولا تشابه بينهما، وطالت حتى سرقة التمثيل السياسي الفلسطيني، وأخذوا يشبهون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجبهة البوليساريو لسكان الصحراء، وهنا لا مقارنة من حيث المرجعيات القومية والأيديولوجية التاريخية للطرفين) مضيفاً…( أنّه في إطار العلاقات المغربية الفلسطينية فإن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يضع في كل مناسبة القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية).

وقبل أسابيع صرّح الرئيس الفلسطيني من على منبر الأمم المتحدة بأنّ آخر مستعمرة في العالم هي فلسطين..

نعم الفلسطينيون اليوم وعبر مؤسساتهم الرسمية وبمختلف المنابر الدولية يقولون للنظام الجزائري وحكامه كفى من التستّر وراء قضيتنا والمتاجرة بها والزج بها في تصفية حساباتكم وعقدكم مع المملكة المغربية..

هم أصحاب القضية  اليوم والمعنيّون المباشرون بالصراع يطالبون بوضع حدّ لهذا المعادلة الخبيثة فهي إهانة قبل كل شيء للقضية الفلسطينية ولتاريخهم البطولي ومقارنتهم مع عناصر البوليزاريو الإنفصالية كما جاء في المداخلة أعلاه… وهو يقطع الطريق –  وبذكاء –  أمام أية مناورة لحكام المرادية لحظة اجتماع الفصائل الفلسطينية بالجزائر كما يشاع.. من أجل الترويج  لانتصار دبلوماسي وهميّ يدخلون بها إلى القمة العربية عبر ورقة المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

يعرفون أن ذلك لن يمرّ دون مقابل كما هو حال الرئيس الفلسطيني الذي وجد نفسه بالمنصة إلى جانب ابراهيم أثناء الاستعراض العسكري هناك وهو نفس السيناريو الذي تعرض له الشهيد ياسر عرفات خلال استضافة المجلس الوطني الفلسطيني فبراير 1988.

والفلسطينيون أكثر من غيرهم  يعرفون  من دعّم  في الماضي، جماعة صبري البنا (أبونضال) الذي انشق عن “فتح” والتي كانت  وراء اغتيال عدد لا بأس به من ممثلي منظمة التحرير و”فتح” في أوروبا ودول عربيّة معيّنة كما كانت وراء اغتيال القيادي الفتحاوي البارز صلاح خلف (أبوإياد) في تونس مع رفيقه هايل عبدالحميد (أبوالهول) في العام 1990.

هذه المداخلة والمرافعة الفلسطينية اليوم قد أسقطت القناع عن جوهر الدبلوماسية الجزائرية التي بقيت أسيرة لشعارات جوفاء وفارغة من اي تأثير يذكر على مستوى الواقع والفعل.

بل إن هذا التصريح يضرب الدبلوماسية الجزائرية في مقتل وفي جوهرها كما صرح لعمامرة نفسه فبقدر ما فرق الفلسطينيون بين الصراع العربي الإسرائيلي وبين نوايا الجزائر في تقسيم المغرب.. بقدر ما أشادوا بدور المغرب بوضع القضيتين في مرتبة واحدة بقيادة عاهل البلاد..والأمر طبيعي فالقضيتين وجهان لعملة الحق والعدل.

وإذا كان الفلسطينيون قد حسموا الأمر مع هذا النظام الشعبوي بالجزائر فإننا في المغرب لسنا في موقف الدفاع عن موقف سيادي مغربي أو تبرير لتصرف سياسي، بل نعتبر أن هيستيريا اللغط الذي دأب عليها هذا النظام هو مجرد صراخ الألم والحسرة على الانتصارات الديبلوماسية المغربية في ملف الصحراء المغربية، وسيزداد الصراخ والبكاء والألم نهاية هذا الشهر بقرار أممي جديد

لم نكن أبدا في موقع الدفاع  لأننا  لم ولن نكون أبدا في موقع إتّهام

فالصحراء  –  وإلى الأبد –  مغربية،

وفلسطين بعاصمتها القدس الشرقية اليوم وغدا.

ولا نامت أعين الخبثاء الجبناء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد