عالم ما بعد 11سبتمبر 2001

صدر عن الدار العربية للعلوم كتاب للدكتور السيد ولد أباه، الموسوم بعنوان: عالم ما بعد 11سبتمبر 2001: “الإشكالات الفكرية والاستراتيجية“؛ في حجم متوسط عدد صفحاته 176ص.

وقد جاءت بنية الكتاب مقسمة على ست فصول كبرى، كل فصل له قضية وهدف خاص، فاستهل المؤلف كتابه بمدخل أساسي لتحديد مفهوم حدث 11 سبتمبرومصطلحاته، وذلك بضبط مفاهيمه ومدى تأثير هذا الحدث على منحى العلاقات الدولية، خصوصا بين الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوربية، وباقي الدول الصاعدة.

في حين عالج في الفصل الثاني” مسألة الإرهاب والمشروعية بعد أحداث 11 سبتمبر” شارحا فيه مفهوم الحرب العادلة، والخلفية الفلسفية والاستراتيجية لمحاربة الإرهاب.

لينتقل في الفصل الرابع الى “النظام العربي بعد 11 سبتمبر”، وضرورة الإصلاح بين ديناميكية التحول الداخلي والتدخل الخارجي،  في حين قارب في الفصل الخامس، “الإسلام في الخطاب الغربي بعد أحداث 11 سبتمبر2001م”، محللا وناقدا لأوهام الصورة والخطر من الدين الإسلامي(الفوبيا)، مستحضر النماذج الثلاثة لهذا التوهم (التقليدي الكتابي-الحداثي-الاستراتيجي)

أما الفصل الأخير من الكتاب، فقد تناول فيه بالتدقيق “أزمة الحوار الحضاري بعد 11سبتمبر 2001م”، مستحضرا في ذلك المخزون القيمي بين مقتضيات الكونية، وضمان حق الاختلاف، حفاظا للتعددية الثقافية واحتراما للخصوصية لكل بلد، مبينا أن هذه الكونية التواصلية الحوارية لا تتحقق إلا عبر ثلاث مستويات:

·         العلاقة بالإطار النظري للحداثة.

·         منزلة المقدس في المجتمعات المعاصرة.

·         الإشكالات التي أفرزتها الثورة التقنية على البعد الأنطولوجي والقيمي والخلقي.

وهكذا يمضي الدكتور السيّد ولد أباه في تحليلاته المنهجية لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في محاولة منه لاستقراء الإشكالات الفكرية والاستراتيجية لعالم ما بعد تلك المحطة التاريخية الممتدة عبر الزمان، مستحضرين السياق الحالي، وأننا في حاجة الى مؤلف جديد موسوم بعنوان” عالم ما بعد الجائحة”، لمعرفة المنطلقات والأسس، والنظريات السياسية والاقتصادية لعالم الغد.

فهد  العيساوي: باحث في الخطاب الديني.