عاش كبيرا ومات أكبر
ما أصعب أن تفجع برحيل رجل بحجم الوطن ، رجل عاش ناذرا حياته للآخرين ، رجل تفانى و قدم كل جهده من أجل وطن حر عادل وكريم ، رجل خط مسيرة نضالية نقية نقاء حبه للوطن، رجل أعطى بما قدم وبما رمز له معنى فعليا وإيجابيا للنضال من أجل حقوق الإنسان، رجل أجمع الكل على شموخه وتواضعه ، رجل دخل الحكم لانقاد الوطن الذي يسكنه من سكتة قلبية ، وخرج منه هامة أكبر وأكبر.
مثل هؤلاء الرجال لا تنتهي حياتهم لمُجرَّد أنهم رحلوا، صحيح انتقلوا أبداناً، لكن تبقي أخلاقهم، ومواقفهم، وعطاءاتهم تتفاعل في دواخل كل الشرفاء، كأمانة وجب نقلها إلى الأجيال اللاحقة؛
إن مصاب فقد رجل عظيم من طينة المجاهد الكبير عبد الرحمن اليوسفي،الذي أفنى حياته ضد الاستبداد و من أجل القيم النبيلة في مسيرة طويلة وثرية بالعطاء ، دون كلل ليس بالهين ، فكيف بنا ألاّ نحزنَ، وألاّ نرتاعَ، وألا تكبرَ فينا الفجيعةُ.
لقد كان تعيينه وقبوله تحمل مسؤولية رئاسة الحكومة المغربية في ظروف خاصة و حرجة، تعبيرا صريحا على أن الكبار ممن ينبض قلبهم بحب الوطن لا يمكنهم أن يتوانوا على أن ينعشوا قلب الوطن .
إن موتَ فقيدِ كل المغاربة لن يُنْهِ تاريخَهُ، ولن يطوِ صفحَتَهُ، فمثلُ هؤلاء لا يمكنُ أن تنتهي حياتُهم برحيلِهِم، إنهم باقون بيننا ومعانا مواقفًا وأخلاقًا، وقيمةُ المرءِ بعطائِهِ،وجميلِ خصالِهِ، وطيبِ فِعالِهِ.
ألف سلام وسلام وسلام على روحك الطاهرة
عبدالله المنتاكي
أكادير – 29 ماي 2019
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.