طبقة الأوزون تواصل التعافي

أزول بيس -يشكل الاحتفال باليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون، الذي يصادف 16 شتنبر من كل سنة، مناسبة متجددة لتسليط الضوء على المجهودات الدولية المتواصلة الهادفة إلى تقليص والحد من انبعاثات الغازات المستنفدة لهذه الطبقة الواقية للكرة الأرضية.

وتبرز هذه المناسبة، التي اختارت منظمة الأمم المتحدة الاحتفاء بها هذه السنة تحت شعار : “الأوزون مدى الحياة: 35 عاما من حماية طبقة الأوزون”، أن الاستجابة العالمية والقرارات والإجراءات الجماعية، التي تسترشد بالعلم، تعد السبيل الوحيد والأنجع لحل الأزمات العالمية الكبرى، خاصة في سياق يعيش فيه العالم، اليوم، على إيقاع أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد.

فقد كان التجاوب العالمي مع تحذيرات العلماء الذين اكتشفوا في أواخر السبعينيات ثقبا في طبقة الأوزون، التي تعد بمثابة درع غازي يحمي الأرض من الأشعة الضارة، سريعا وفعالا، بعد أن وقعت حكومات العالم في عام 1985 على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، ليتم بعدها بسنتين (1987) صياغة بروتوكول مونتريال، الذي شكل منعطفا حاسما في التخلص من نسبة مهمة من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وعلى رأسها مركبات الكربون الهيدروفلورية.

وهكذا، وعلى مدى 35 سنة من التدابير الجماعية والالتزام العالمي، بدأت طبقة الأوزون في استعادة عافيتها بشكل تدريجي، في أفق أن تسترجع كامل عافيتها في أفق 2060، حتى تضطلع بالدور المنوط بها على أحسن وجه.

في هذا الصدد، أكد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أنه “لا توجد إلا بضع اتفاقات عالمية حققت نجاحا مثل ما حققته اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون. وفي اليوم العالمي للأوزون، نحتفل بمرور 35 عاما على هذه الاتفاقية، التي كانت الخطوة الأولى في سبيل إصلاح ثقب طبقة الأوزون”.

وأضاف، في رسالة بهذه المناسبة، أن “ثقب الأوزون نجم عن الغازات المستخدمة في رذاذ الأيروسول وأجهزة التبريد. وبموجب بروتوكول مونتريال الملحق بالاتفاقية، تعاونت الحكومات والعلماء والقطاع الصناعي المعني واستعاضوا حتى الآن عن 99 في المائة من هذه الغازات، لتتعافى الآن طبقة الأوزون، التي تحمي صحة الإنسان وصحة النظم الإيكولوجية”.

واعتبر غوتيريش أن “عمل بروتوكول مونتريال لم ينته بعد، فمن خلال التعديل الذي أُدخل عليه في كيغالي، يجد المجتمع الدولي ، حاليا، بدائل لمواد التبريد التي تسهم في تفاقم خطر اضطراب المناخ”، مشيرا إلى أنه إذا ما تم تنفيذ مضامين هذا التعديل بالكامل، فيمكنه أن يمنع 0,4 درجة مئوية من الاحترار العالمي.

وفي هذا السياق، أبرز غوتيريش أن المعاهدات المتعلقة بطبقة الأوزون باعتبارها أمثلة ملهمة، تظهر أنه حيثما تكون للإرادة السياسية الكلمة العليا، فلا يوجد حد يذكر لما يمكن أن نحققه في أي قضية مشتركة، داعيا إلى جعل طريقة معالجة قضية الأوزون مصدر إلهام والعمل بنفس الإرادة من أجل تعافي الكوكب والوصول إلى مستقبل أكثر إشراقا وإنصافا للبشرية جمعاء.

وفي سنة 1994، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفاء باليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون في 16 شتنبر من كل سنة، احتفالا بتاريخ التوقيع على بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في عام 1987، وجعلته مناسبة لتشجيع كافة الجهود الدولية والالتزام بخفض المواد المضرة بطبقة الأوزون.

والأوزون غلاف غازي هش يتمركز داخل الطبقة الثانية من الغلاف الجوي (الستراتوسفير)، مهمته امتصاص أشعة الشمس الضارة (الأشعة فوق البنفسجية) ومنعها من الوصول إلى سطح الأرض، مما يساهم في الحفاظ على الحياة على الكوكب الأزرق.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading