ضرورة الإستثمار من أجل صناعة سياحة داخلية تستقطب المغربي داخل بلده
يوسف الغريب
ربما لم ينتبه بعد صنّاع السياسة السياحية بالمغرب إلى أهمية السياحة الداخلية وإعطائها ذات الأولوية التي تعطى عادة للسياحة الأجنبية بشكل عام ،وبهذا الأسلوب التقليدي في عملية تسويق المغرب كوجهة جذابة متنوعة من حيث مواردها ومناظرها الطبيعية لا غير… في الوقت الذي نجد دولا منافسة وعلي مرمى حجر أصبحت لها مصانع دون دخان كما يقال.
وانتبهت بجد فاعل إلى السياحة الداخلية ودينامية تحرك الأفراد والأسر داخل الوطن خلال العطل الصيفية وتأثير ذلك على الوقع الإقتصادي للمناطق الجاذبة واستهلاك المنتوج السياحي المحلي…
وأعتقد جازماً أن التركيز على السائح الداخلي بالمغرب فرداً أو جماعة بإعداد تصور عام يَتَفَيَّأ بالأساس في تعريف الأفراد بوطنهم ومنجزاته الحضارية الكثيرة والتي تعتبر معرفتها جزءا من الثقافة الوطنية المهمة ويترتب على هذه المعرفة بأجزاء الوطن ومنجزاته الحضارية ارتفاع نسبة الإنتماء للوطن والفخر به ومن ثم يصبح الأفراد أنفسهم وسائل إعلامية متحركة في هذا المجال…
بهذا الأفق العام سنجعل من السياحة الداخلية ليست فقط رافعة تنموية اقتصادية و اجتماعية فحسب. بل وأيضا أفقا ثقافيا وتربويا يجعل من العطلة الصيفية برنامجا مفتوحا على خلفية استكشافية لرموز وقامات ومآثر محليّة بين مختلف أرجاء الوطن…
سنخلق بذلك سياحة داخلية توجيهية تمزج بين الإسترخاء والترفيه والإستكشاف بالأبعاد الثقافية والحضارية..
ونستحضر هنا إمكانية استثمار مواسم دينية بهذه المنطقة وأعلام ثقافية بمنطقة أخرى… ومناطق للسياحة الطبية… دون أن ننسى المظاهر الطبيعية بين مختلف جهات المملكة من البحر إلى الجبل نحو الصحراء هذا الأفق أيضا يتطلب سياسة إستثمارية شجاعة نحو تهيئ فضاءات الإستقبال تراعى أساسا الدخل الفردي لأسر والعائلات كفنادق بمواصفات إستقطابية مقبولة ومتناولة… وبفتح إقامات جامعية عبر الشراكة مع الوزارة الوصية… نفس الشيء بالنسبة للنقل العمومي كالقطارات وغيرها…
بدعم كل الجمعيات المهنية وفق دافتر تحملات مدققة… وإطلاق حملة إعلامية محلية للتعريف بالمنتوج الثقافي والطبيعي للمنطقة والجهة كل ذلك من أجل صناعة سياحة داخلية تستقطب المغربي داخل بلده والتعريف أكثر بمنجزات وطنه.
التعليقات مغلقة.