شكرا لغباوة قيادة البوليزاريو
تدفع الغباوة السياسية صاحبها ليؤدي ثمنا غاليا لم يكن يتوقعه. لكن الغباوة لن تكون غباوة إن لم يقابلها ذكاء، و الذكاء هو من يجعل الغباوة غباوة عارية من المساحيق.
غباوة البوليزاريو في الگرگرات/ تيگرگارين المغربية عراها الذكاء المغربي.
الذكاء المغربي يعبر عنه ثقافيا و حضاريا بالتميز المغربي الذي انتج عقلية مغربية عقلانية تبتعد عن العقلية الشرقية المندفعة و الاستعلائية…
” حُكي أنّ هارونَ الرشيد رحمه الله لمّا حضر بين يديه بعضُ أهلِ المغرب قال الرشيد: يقال: إنّ الدنيا بمَثابة طائرٍ ذَنَبُه المغربُ فقال الرجل: صدقوا يا أميرَ المؤمنين، وإنه طاووس. فضحك أمير المؤمنين الرشيد، وتعجّب من سرعة جوابِ الرّجل وانتصاره لقُطْرِه” نفح الطيب للمقرّي ج1ص243-244.
لم يجد هارون الرشيد وسيلة لاخضاع المغرب لامبراطوريته سوى الدسيسة و الاغتيال، و ان افلح في الدسائس لكنه اخفق في اخضاع المغرب و مهد لظهور الامبراطوريات الإسلامية الأمازيغية التي عرفتها شمال افريقيا و التي تحكم من عواصمها بالمغرب.
في الگرگرات، استغل الذكاء المغربي اندفاع البوليزاريو و استعلائهم فأوقعهم في أخطاء غبية: فالهدوء و التريث و الذكاء و العمل الديبلوماسي المغربي انتصر على الاندفاعية و التهور لفرض واقع يمكن ان يصير شوكة في خاصرة الوطن..
هذا التهور كان ضربة قاصمة للبوليزاريو في إمكانية استغلال الگرگرات مستقبلا للضغط السياسي، و منح للمغرب فرصة ثمينة استغلها بذكاء ليفرض الحزام الامني حول المنطقة و تحت انظار المينورسو و يغير بالتالي قواعد التعامل المعهودة. الحزام الامني الجديد جعل البوليزاريو تفقد صوابها لفقدها ورقة الگرگرات التي تضغط بها في كل فرصة للضغط على المغرب، فلم يخطر ببالها هذا العمل المغربي الذي تم إتقانه بذكاء كشف غباوة البوليزاريو و من يقف وراءهم في هذه المعركة الخاسرة.
لكن الغباوة الاكثر عريا هو رفضها لمقترح الحكم الذاتي الذي يعتبر “انتصارا” معنويا لها و انتصارا للوطن الموحد الذي ستعيش في ظله.
الحسن زهور.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.