شعر الروايس وقضيتنا الوطنية : نموذج الرايس حماد بيزماون

في حوار تيليفوني مع الشاعر المغربي محمد زوطي من مدينة ورزازات، أخذنا الحديث الى ما يعيشه الفنان الأمازيغي وخاصة شعراء الروايس منهم كحالة احد عمالقة الشعر الغنائي الرايس احمد بيزماون الذي يرقد حاليا بإحدى المصحات بأكادير، والذي اظهرته وسائل التواصل الاجتماعي في وضعية صعبه بسبب مرضه ويبدو فيها هذا الفنان الأمازيغي ضائعا لولا اياد رحيمة انتشلته. وهي حالة اغلب الروايس، حين يسقطون فريسة المرض فيجدون انفسهم أمام خيارات لا يتحملونها ولن يستطيعوا تحملها: خيار الصمت والتجاهل الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا، او خيار العطف من محسن ما او من جهة محسنة ما…
اأولا نشكر كل المبادرات الفردية والجمعوية والجماعية، ومن كان وراء الحملة التي قام بها الغيورون على الفن الامازيغي في وسائل التواصل الاجتماعي، كما نحيي مبادرات بعض الصحفيين في مواقعهم الالكترونية الذين وقفوا مع هذا الفنان الكبير، كما نحيي مبادرة بعض النائبات البرلمانيات الحاملات للوعي الثقافي الامازيغي في مراسلتها للسيد وزير الثقافة لرعاية هذا الفنان الكبير…لكل هؤلاء الشكر الجزيل على مبادراتهم لاحتضان هذا العملاق الفني الامازيغي والوقوف معه اثناء مرضه، لكن السؤال هو: هل سيبقى الفنان الأمازيغي دوما ينتظر المبادرات المتعاطفة اوالشبيهة بالمنة؟
لنعد الى الفكرة الهامة التي ذكرني بها الشاعر محمد زوطي وهي الوطنية الجياشة للفنان حماد بيزماون ومشاركته في تشجيع الشباب المغربي على المشاركة في استرجاع أرضه الصحراوية.
وباعتبار ان الرايس حماد بيزماون شاعر متعلم نال شهادة الدروس الابتدائية في أوائل الستينات من القرن الماضي كما صرح لي الشاعر محمد زوطي، فإن وعيه الوطني الذي صقلته اسفاره البحرية واطلاعه على الكثير من المناطق بالصحراء, فإن شعره الوطني الذي واكب فيها مراحل القضية الوطنية وإشادته بانتصارات الجيش المغربي في المعارك الحاسمة منها معركة ” گلتة زمور” التي ذكرها في بعض قصائده حين قال فيها مخاطبا الجيش الجزائري المهزوم في گلتة زمور:
أفوغ دارنغي، ؤري س داروني
گلتات زمور أغ ئلا لجيش نغ.
أي:
أخرج من ارضنا، وارجع الى بلدك
گلتة زمور ، يتواجد فيها جيشنا
فأمام هذه القامة الشعرية التي اشتهرت بقوة شعرها العاطفي الذي طغى على شعره الوطني ( كما قال الشاعر محمد زوطي في حوارنا)، أجدني راجعا الى قصيدته التي غناها آنذاك للمسيرة الخضراء وللصحراء المغربية.
اوبمناسبة عيدي المسيرة الخضراء والاستقلال اللذين نحتفل بهما، فالقليل منا من يعرف الفنان الرايس حماد بيزماون بأنه فنان قضيتنا الوطنية بقصائده. فما زالت أغنيته الوطنية الخالدة التي نظمها حول الصحراء وحول المسيرة الخضراء تهز مشاعرها الوطنية، تلك القصيدة التي بدأها بصرخة عاطفية يعلن فيها بأنه ترك عاطفته المتأججة التي تجمعه بأمه وبأبيه مفضلا عليهما القيام بواجبه الوطني وهو المشاركة في المسيرة الخضراء لاسترجاع الجزء الباقي من وطنه.
تبدأ القصيدة هكذا:
نفل ألحباب. – تركنا الاحبة
وايمي، وا بابا. – أمي وأبي
نفل تاگمات – تركنا الاخوة
واحينو نگا اغريبي – آه، أصبحنا غرباء
ماني ريغ؟ ما ني ريغ؟ – الى اين؟ الى أين؟
نرى أسيف ن داهابي. – إلى وادي الذهب
اد گيس نتلعابي – لنلعب فيه
نرا صحراء. – الصحراء صحراؤنا
نرى صحراء. – الصحراء صحراؤنا
أكال نغ اياني. – هي أرضن
أهيا يا شبابي. – هيا يا شباب
فغات س لجيهادي. – الى الجهاد اخرجوا
ئنا لماليك نغ. – ملكنا قال
أدت كولو تگم ياما – لتكونوا يدا واحدة
ئلا لجيش ؤلا سلاح – جيشنا بسلاحه
زعمات نيت كا. – معنا فتشجعوا
اؤللاه ثوما واللاه. – تالله ثم تالله
ؤر نتگاوا. – لن نتقاعس
مقار راد نماغ – وسنقاتل
أر كيغ نگز أكالي. – الى ان نوارى في التراب
لم يقف الشاعر حماد بيزماون في حدود الإشادة بالمسيرة الخضراء واسترجاع الصحراء بل واكب اهم التطورات التي عرفتها قضيتنا الوطنية بإشادته بالعاهل الراحل راعي المسيرة الخضراء وبالجيش المغربي في انتصاراته الكبرى في هذه القصيدة وفي قصائده الوطنية الاخرى، وهو بذلك ساهم بشعر المنتشر بين الناس على التحاق الشباب بالجيش للدفاع عن الوحدة الترابية لوطنهم.
الشعر الوطني لشعر الروايس متمثلا في الرايس حماد بيزماون هو شعر نابع من الروح الوطنية التي لا ترجو من ورائها منفعة ما، لأن هذا النوع الشعري نابع من احساس وطني، لذلك لا غرو ان نجد الرايس حماد بيزماون في هذه القصيدة يحمس الشباب المغربي للمشاركة في المسيرة الخضراء والتضحية في سبيل الوحدة الترابية للمغرب، وهو – اي بيزماون- يعطي لهم المثال بمشاركته الفعلية فيها.
الرايس بيزماون نموذج الشعراء الروايس الذين اعطوا لهذا الوطن الكثير من خلال شعرهم، فماذا أعطى لهم الوطن؟؟
ذ. الحسن زهور