المثير للاهتمام هو أن هذا التوقف الهائل للإنترنت لم يكن محلياً لبلد أو منطقة ما، بل كان عالمياً تقريباً. وذلك دون أن تكون خوادم أي من المواقع أو المنصات المتأثرة قد تضررت حتى ودون مشاكل في شبكات الإنترنت. بل أن كامل المشكلة كانت ناتجة عن خطأ في شركة أمريكية وحيدة باسم Fastly. وإن كنت كما معظم مستخدمي الإنترنت، فالأرجح أنك تسأل نفسك: ما هي هذه الشرك أصلاً؟ وكيف يمكن لشركة وحيدة أن توقف الإنترنت عن العالم بأكمله.

الجواب بسيط من حيث المبدأ بمجرد معرفة طبيعة عمل شركة Fastly وكونها واحدة من الأكبر في مجالها. حيث أن الشركة تعد مزود خدمات CDN، والتي هي اختصار لعبارة Content Distribution Network، أو شبكة توزيع محتوى. حيث أن مهمة الشركة هي امتلاك عدد هائل من الخوادم المنتشرة في كل مكان حول العالم. وضمن هذه الخوادم العالمية يتم توزيع نسخ من المواقع المشهورة وكثيرة الاستخدام.

الغاية هنا هي تقليل الحمل على الخوادم الرئيسية من جهة، وبشكل أهم جعل الوصول إلى المواقع أسرع بكثير. حيث أن المستخدم لا يحتاج للاتصال بالخادم الأصلي للموقع والذي قد يبعد آلاف الكيلومترات عنه. بل يمكن الاتصال بخادم محلي قريب نسبياً للوصول إلى المواقع بسرعة أكبر مع الحد الأدنى من المشاكل على الطريق.

شركة Fastly هي واحدة من الشركات التي تقدم خدمات شبكات توزيع المحتوى إلى جانب شركات أخرى مثل Cloudflare وAkamai. لذا فقد أدى الخطأ الذي جرى اليوم ضمنها إلى شلل عدد كبير من المواقع ومنصات الإنترنت الكبرى التي تستخدمها. واختلف التأثير من شلل كلي لبعض المواقع والمنصات إلى توقف جزئي فقط. حيث كان هناك تأثير أوسع من حيث فشل تحميل الصور والفيديو بالأخص نتيجة المشكلة.

بالمحصلة وطوال عدة ساعات كانت العديد من أكبر مواقع الإنترنت متوقفة تماماً لمعظم المستخدمين حول العالم. والسبب محصور بشركة واحدة مما يعد تذكيراً هاماً بهشاشة أنظمة الاتصالات الحديثة رغم كل ميزاتها. حيث من المفرض أن يكون هناك آلية احتياطية لهذا النوع من المشاكل. حيث أن هذا التوقف ومع أنه من الأطول فهو ليس الوحيد، إذ سبقه عدة حالات توقف كبرى في السنوات الأخيرة. ومع الوقت من الممكن أن تصبح شبكات توزيع المحتوى هدفاً للقراصنة الراغبين بنشر الفوضى وذلك مشكلة كبرى.