شجرة الاركان بسوس، هبة الطبيعة…

شجرة الأركان ( أركانيا سبينوزا). هي نوع متوطن من الأشجار الغابة يوجد في محمية في جنوب غرب المغرب، و تنمو هذه الشجرة في المناطق القاحلة أو شبه القاحلة. و شجرة الأركان هي النوع المحدد للنظام البيئي للغابات الغني بالنباتات المستوطنة الذي يعرف بارقانيري وهذا النظام قادر على الصمود في بيئة قاسية في ظل ندرة المياه وخطر التعرية والتربة الفقيرة.

كما أن هذا النظام البيئي ذي الجمال الاستثنائي مهم لصون التنوع البيولوجي و البحث والتنمية الاجتماعية والاقتصادية نظرا لتأثيره في الغابات والزراعة وتربية الماشية ولغابات شجر الأركان منتجات وفواكه وأعلاف وأوراقها وثمارها صالحة للأكل وذات قيمة عالية، كما أنها تشكل احتياطي علف حيوي للقطعان حتى في فترات الجفاف. وفضلا عن ذلك، تستخدم هذه الأشجار حطبا ووقودا للطبخ والتدفئة.
ويستخرج زيت الأركان المشهور عالميا من بذور هذه الشجرة، ولهذا الزيت استخدامات متعددة، وخاصة في الطب التقليدي والتكميلي وفي صناعات الأغذية ومستحضرات التجميل.

ما هو زيت أركان:
يعتبر زيت أركان من أندر الزيوت في العالم، ويشتهر ب” الذهب السائل” للمغرب وله عدة استخدامات
في الطبخ والأدوية ومستحضرات التجميل، ويعرف عن هذا الزيت علميا قدرته الوقائية من أمراض القلب والاوعية الدموية وفوائده للبشرة، وتتصدر المرأة الريفية عملية استخراج الزيت كاملة من خلال المعرفة المنقولة عبر الاجيال.

اليوم العالمي لشجرة الأركان:
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بالاجماع على القرار الذي قدم بمبادرة من المغرب، والذي يعلن العاشر من ماي من كل سنة، يوما عالميا لشجرة الاركان. وقد حظي هذا القرار الأممي بدعم واسع من قبل 115 دولة عضو في الأمم المتحدة وهكذا سيتم الاحتفاء بشجرة الاركان، الشجرة المستوطنة في المغرب، التي تعد ثراتا ثقافيا لا ماديا للبشرية ومصدرا عريقا للتنمية المستدامة في العاشر من ماي من كل عام على الصعيدين الوطني والدولي وتاريخ 10 ماي من مستوى من دورة نضج ثمرة الاركان.

شجرة الاركان بوصفها ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة:

لشجرة الاركان أهمية كبرى نظرا لتعدد استخداماتها وسيلة من وسائل الكسب، فضلا عن دورها في زيادة المرونة وتحسين التكثيف مع المناخ وتحقيق الابعاد الثلاثة للتنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المستوى المحلي.
الممارسات المتعلقة بالأركان وقطاع الانتاج المستدام للأركان يسهمان في التمكين الاقتصادي والادماج المالي للمجتمعات المحلية. ولاسيما النساء اللواتي يعشن في المناطق الريفية وغيرها من المنظمات الزراعية المدعومة من المجتمعات المحلية والعاملة في مجال الأركان. ولقرون طويلة، كانت شجرة الأركان هي الدعامة الأساسية للمجتمعات الريفية الأصلية، والتي طورت ثقافة وهوية محددة. وتقاسمت المعارف والمهارات التقليدية بالتعليم غير الرسمي، ولاسيما المعرفة الفريدة المرتبطة بعمل النساء في الانتاج التقليدي لزيت الأركان.
ولايستخدم النظام الفريد القائم على زراعة الغابات والمراعي إلا الانواع المتكيفة محليا وانشطة الرعي ويعتمد على إدارة التقليدية للمياه بطريق خزانات مياه الأمطار الاحفورية في الصخور.

حقائق وأرقام:

تتحمل شجرة الأركان درجات حرارة تصل إللى 50 درجة مئوية.
تعتبر أشجار الأركان معقلا حقيقيا ضد التصحر، حيث يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، ويمكن أن تعيش لمدة 200 عام.
لشجرة الأركان التي تعد رمزا للخلود والمقاومة، قيمة رمزية عاطفية قوية لدى المجتمعات المحلية
يقدم زيت الاركان كهدية زفاف، ويستخدم بكثرة في تحضير أطباق الأعياد.
فييلزم 150 كجم من الفاكهة لإنتاج 3 لترات من زيت الأركان.

زيت الأركان واستقلالية المرأة:

يقال أن نساء البربر في شمال افريقيا كن منذ القرن 13م يستخدمن زيت الأركان لأغراض الطهي ومستحضرات التجميل، وفي السنوات الأخيرة تزايد الطلب العالمي على زيت الأركان وعلى الرغم من هذه الزيادة، لم تتغير طريقة إعداد زيت الأركان كثيرا.

نموذج من غابات افسفاسن بمنطقة اداوتنان:

اليوم سنسلط الضوء على حياة ” لالة ماماس” اليومية بشكل عام، ومصدر قوتها بشكل خاص فلالة ماماس ككل نساء الدوار مع حلول الصيف النشاط الموحد لديهن هو جني ثمار شجر الأركان في الغابات المجاورة، فبعد إطلاق صيحة انتهاء تقنين غابة الاركان، تتسابق النساء مع اطلالة الصباح، فالكل يجمع الاكياس وسطلا وقارورات ماء ملفوفة الثياب، تفوح منه رائحة القطران. أما لالة ماماس فقد استعملت كل المستلزمات ووضعتها بجوانب الدابة وترافق طريقها مجموعة من النساء وأملهن العودة إلى المنزل بثمار وفيرة. وعند وصولهن إلى الغابة تقوم لالة ماماس بجولة خاطفة عند الأشجار ذات الحمولة الكبيرة للثمار وذات الجودة العالية.
و بعدها يبدأ الجني بالثمار الجافة والتي تكون خفيفة الوزن، غير مكلفة الجهد والتعب. وما إن تمتلئ السلة إلا وتفرغها في الكيس وتستمر العملية إلى أن تمتلئ الأكياس، بعدها تروي عطشها وتستريح، قبل حزم الأكياس، إيذانا بالعودة إلى الديار.
و بعد هذه العملية يتم وضع المحصول بسطوح المنزل، لأسابيع قصد التجفيف والتيبيس، و تقوم بقلب الثمار كي تجف من الجهة الأخرى. و بعدها تقشر ثمار الأركان. ويحتفظ بقشورها الماشية قصد التلف.
فيما يتم كسر الباقي من الحبات. حيث يظهر اللب الأبيض يميل إلى الأصفر، ثم تفرز البذور البيضاء من جهة و مخلفات الحبات جنبا لاستعمالها لطهي الخبز.

تتحدث لالة ماماس، و هي لا تزال تكافح لأجل لقمة العيش ” بالنسبة لي هذا العمل أقوم به بشكل يومي، اكتسبته من عائلتي، فهو مصدر عيشنا، فقد أنعم الله علينا دونا عن غير عباده بربوع العالم بهاته الشجرة المباركة، فنحن السوسيات محظوظات بهاته الشجرة في كل شيء هي: التدفئة، هي الطهي، هي العلف و مصدر عيشنا. باختصار إنها الامل والحياة”.

المخاطر والتهديدات:

وتعرضت غابات الأركان على مر السنين لاستغلال مفرط و خطير سواء من طرف الماشية او منتجي حطب الوقود والفحم الخشبي.
حيث اتضح أن تأهيل هذه الشجرة في المغرب وحمايتها يستوجب تظافرا فعليا وحقيقيا لجهود العديد من الجهات من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر مراكز البحث العلمي في المغرب وإدارة المياه والغابات المغربية.

تطبيق القوانين المتعلقة بحماية الأشجار:

يجب على الأشخاص تطبيق القوانين المحلية الخاصة بكل مدينة، حيث ان القانون في بعض الدول يحمي الأشجار النادرة. وعلى مؤسسات الدولة الضرب بيد من حديد على كل من يهدد وجود واستمرار هذه الشجرة.

المشاركة في الحفاظ على الأشجار:

عندما يرى الشخص شجرة تقطع ينبغي معرفة سبب القطع، ففي بعض الاحيان يكون الشجر مريضا او تالفا لذا ينبغي إزالته والتخلص منه، كما يجب معرفة ان كان قطع الشجر يتم بشكل قانوني أم لا.

إنقاذ الأشجار:

يتم ذلك عن طريق مشاركة عدد معين من الذين يهتمون بالأشجار والمحافظة عليها، وقد يكون ذلك مثالا للتغيير. كما يجب العمل على تغيير السياسات بالمشاركة مع أهل المنطقة بحماية الأشجار.

من إعداد: التلميذ محمد فاكيري
تأطــــــــــــير: الأستاذ أنيس الأدوزي