شبح مايو 1968 يطفو على ذاكرة الفرنسيين فرنسا بدأت في استخدام احتياطي الوقود وقلق إزاء إنتاج الكهرباء
أ ف ب- مع ارتفاع وتيرة احتجاجات المعارضين لتعديل قانون العمل، بدأت فرنسا استخدام احتياطها من الوقود لمواجهة توّقف المصافي وهو ما ينذر بامتداد الأزمة إلى قطاع إنتاج الكهرباء.
ومع احتمال إصابة البلاد بالشلل، مع اقتراب موعد بطولة أمم اوروبا في كرة القدم 2016، وتوقّع وصول عشرات آلاف الأشخاص، أكدت الحكومة الاشتراكية عزمها على عدم التراجع أمام التحرك الاحتجاجي.
وقال رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس الأربعاء “إن نقابة سي جي تي ليست من يقيم القانون في البلاد” في إشارة إلى هذه النقابة التي صعّدت المواجهة خلال الأيام القليلة الماضية مع السلطات الفرنسية. وأكد فالس مرة جديدة أن لا مجال “لسحب” قانون العمل.
وأعلنت الحكومة استخدام ثلاثة أيام من المخزون الاحتياطي من المحروقات من أصل 115 متاحة.
وقال الرئيس فرنسوا هولاند الأربعاء الماضي “سيتم القيام بكل ما يلزم لتأمين الإمدادات” بالوقود، في حين تخشى أوساط النقل البري تراجعاً في النشاط الاقتصادي للبلاد.
وأفادت معلومات متطابقة أن نحو ثلث محطات الوقود، البالغ عددها نحو 12 ألفاً في البلاد باتت تعاني من مشاكل تموين، وشوهدت طوابير السيارات التي تنتظر التزود بالوقود في كافة أنحاء البلاد.
وباتت ست من المصافي الثماني في فرنسا متوقفة عن الإنتاج أو تشهد تباطؤاً. ورفعت قوات الأمن الحصار عن 11 مستودعاً للمحروقات، في حين حدّت بعض المناطق من توزيع الوقود، ووضعت يدها على بعض محطات التعبئة من أجل تلبية الخدمات الأهم.
ودعت منظمات أصحاب العمل الدولة إلى “اتخاذ الاجراءات التي تتيح ضمان المصلحة العامة وحرية العمل والتنقل”.
أجواء قلق/
وقالت فيفيان، المتقاعدة البالغة السادسة والستين من العمر، وهي تقف أمام محطة وقود في منطقة الييه في وسط فرنسا، “عرفت أيار/مايو 1968، وأستطيع أن أقول لكم إن النقص في الوقود يسبّب مشاكل كثيرة (…) إن الأجواء الحالية مقلقة، والأمر ليس على ما يرام على الإطلاق وأخشى قيام ثورة”.
وقال أمين عام نقابة الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) فيليب مارتينيز “ما دامت الحكومة ترفض المناقشة فإن التعبئة مرشحة للاتساع″.
من جهته، أكد الأمين العام لنقابة “القوة العاملة” (فورس اوفريير) جان كلود مايي أيضاً أنه “ليس في وارد التوقف” عن تعبئة الناشطين.
بالمقابل اعتبرت نقابة “سي اف دي تي”، المؤيدة للإصلاحات، أن تراجع الدولة عن الإصلاح سيكون “غير مقبول”.
ومن المقرر أن يشهد الخميس تظاهرات واعتصامات، هي الثامنة من نوعها منذ مطلع آذار/مارس الماضي، وهناك خوف هذه المرة من أن تؤدي هذه التحركات إلى تراجع إنتاج الكهرباء.
فقد دعت نقابة الكونفدرالية العامة للعمل إلى الإضراب في 19 محطة نووية في فرنسا. وصوّت العاملون في محطة نوغون سور سين في وسط شرق البلاد منذ الثلاثاء على المشاركة في الإضراب.
وفي قطاع السكك الحديد، اضطربت حركة المرور أيضاً الأربعاء مع ثلاثة قطارات عالية السرعة تعمل من أصل أربعة. لكن الإضراب لم يكن بمثل حدّة الأسبوع الماضي.
وتعتبر حركة القطارات أساسية لإنجاح بطولة أمم أوروبا،
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.