الطيب أمكرود//
غادرنا إيدير وقد ملأ الدنيا وشغل الناس حبا، غادرنا والعالم يردد فافاينونفا وسّْنْدُو و ءايازواو س أومانديل أوراغ وأدرار ءينو وروائع ريبرتواره الغنائي الكبير.
شغلنا، وحُبَّهُ النابعَ من قبله الكبير، يكتسح العالم، غادرنا وقد نشر الحب والسلام، وجعل العالم يتعرف على الأمازيغ، على ثقافة وهوية وحضارة شمال افريقيا، سلاحه صوته العذب وقيثارته الشجية، ووجهه البشوش دوما الذي ظل يفصح عن مكنون إنسان طيب اسمه حميد شيريت، لم لا وأجداده يرددون إلى اليوم:
Yiwi d kullu wudm kra issntl wul
وترجمته التقريبية أن المحيا غالبا يفصح عما تخفيه الصدور، خيرا كان أو شرا، فإن ارتحت من أول نظرة لإنسان فذاك الدليل، حسب القولة المأثورة، على كبر قلبه وطيبوبته، والعكس وارد، والحال أن إيدير ينفذ حالما ترمق صورته إلى قلبك.
بكى الناس إيدير في كل الربوع، بكوا من خلاله الإنسان والمثقف والفنان، واختلفت أساليب النعي من منطقة إلى أخرى، واختار أبناء الأطلس الكبير الغربي والأطلس الصغير وسوس، الناطقون بتشلحيت، أن يهدوا لروح إيدير وأسرة إيدير ومحبي إيدير رائعة من روائعه “سّْنْدُو” بلسان أهل هذه المناطق.
فكر مولاي إبراهيم الطالبي عضو مجموعة إزنزارن ومؤسس مجموعة إزنزارن تينمل في خلق جسر فني للتواصل مع باقي التنويعات الموسيقية والمناطق الأمازيغية، وظل يتداول بشأن الأمر مع حسن الوردي سنة ونصف قبل رحيل إيدير، وحرك سفر الأخير الفكرة مجددا، وأحيى النقاش بشأنها، لينقل كلماتها من تاقبايليت إلى تشلحيت الشاعر الطيب أمكرود، ويجرئها إعدادا فنيا وعزفا وأداء وتسجيلا وتوظيبا الفنان حسن الوردي.
فليستمع محبو إيدير إليه ينبعث من كلميم عبر صوت حسن الوردي الشجي وأنامله البارعة في العزف على كل الآلات الموسيقية الوترية وأداء كل أنواع الإيقاع، ليستمعوا إلى سّْنْدُو بالرباب ولوتار ولوتار تاسواسيت، إلى رباب المغرب وعموم مناطق شمال افريقيا والصحراء وهو يعزف المقامات السباعية بعد أن ظل رهين المقامات الخماسية الأمازيغية، وليستمعوا إلى تاخسايت القبائل وتاكشولت أهل جنوب المغرب تروي آهات أم أمازيغية قصيرة ذات اليد تنتظر ما ستجود به من لبن مخيض وزبدة ينتظرها صغارها، تقول الأم مناجية ممخضتها على لسان إيدير بتشلحيت (ترجمة تقريبية):
اللازمة
ssndu ssndu fk agh tudit tamllalt
امخضي، امخضي، أعطنا زبدة ناصعة البياض
ssndu ssndu fadd a nktar abuqqal
امخضي، امخضي، نريد أن نملأ الجرة لبنا
nd awa srbi a akwfay fk agh tasakayt n tmudit
يا حليب، بسرعة صر مخيضا، وأعطنا كتلة زبدة
talli s nttlli
لا ننتظر إلا إياها
المقطع الأول
takccult ngr ifassn nra km tllit gh ul inu
ممخضتي، بك تمسك يدي، وأنت الفؤاد
ur nggwd i laZ a nalla is ar nttirir igh illa
للجوع نغني، لا نجزع، كيف لا وأنت الملاذ
tizi nna ra nssndu a takccult inu tRwa
أنت دوما رهن إشارتي
aghu ra ind ad isti ra iyi tbidt a baba yuba
سيصير الحليب لبنا مخيضا بفضلك يا ابي
المقطع الثاني
kmmi a ittsllan i wul inu igh ifiss ar yalla
أنت من تفهمين لقلبي الآهات
iv fllas iZZay wawal ur asn yufi ad t inna
عندما يبكي في صمت
ka ra fllam nsmammi a takccult inu tcwa
لك النجوى والملاذ
tfk agh tudit tamllalt
فأعطنا زبدة ناصعة البياض
hati kmmi ka ira wul
أنت الحب الوحيد
المقطع الثالث
takccult yuda ghila irwas azal is illa
يكفينا مخضا صغيرتي فالنهار قد انتصف
kmmin a mu nn uznv tutra slla agh ad gim nghama
لا أحد أناجيه غيرك، فلا تخيبي ظني
ssndigh s ghiklli trit taywul tmudit nnm tcwa
وافرحتاه، زبدتي تطفو فوق اللبن
tfka tasakayt d uzgn i tmghart d warraw nns
لقد منحتني كرة ونصف من الزبدة
i tmghart d warraw nns
لي أنا الأم وأبناؤها.
للاستماع للأغنية
التعليقات مغلقة.