سنتان بعد الاحصاء العام للسكان والسكنى ..الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية بالمغرب تتهم الحليمي
وجهت الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية بالمغرب المعروفة اختصارا ب FNAA رسالة مفتوحة إلى المندوب السامي للتخطيط محمد الحليمي علمي؛ عاما فقط على إصدار ذات الهيئة لبيانها الناري ليوم 16 أكتوبر 2015 الذي هاجم المنهجية المعتمدة في الإحصاء العام للسكان والسكنى.
وهذا نص الرسالة:
السيد المندوب السامي:
بعد التحية ازول فلاك :
كما هو معلوم، ففي يوم الأربعاء 2 شتنبر 2014 وعلى امتداد 20 يوما أطلقتم عملية إحصاء للسكان والسكنى بالمغرب بميزانية تقدر ب864.7 مليون درهم، وبتعبئة 54 ألف شخص ما بين مشرف ومراقب وعون إحصاء.
سبعة أشهر بعد ذلك (يوم الاثنين 16 مارس 2015)، تم عرض النتائج الأولية لهذه العملية، وبعدها بسبعة أشهر أخرى، أي في شهر أكتوبر 2015 (بعد سنة من عملية الإحصاء)، تخرجون السيد المندوب السامي محمد الحليمي في لقاء صحفي بالرباط لتعلنوا أن عدد الناطقين بالأمازيغية انخفض من % 73 إلى نسبة 28% سنة 2004 ثم إلى نسبة 26.7 % سنة 2014. وأضفتم أن هذه النتيجة ليست نهائية بل بنيت على عينة 2 % من مجموع سكان المغرب البالغ عددهم 34 مليون نسمة، أي بلغة الاحصاء، فإن المندوبية انتقت 965 676 مغربي ومغربية من أصل 33 848 242 (34 مليون) وتم إحصاء عدد الناطقين بالأمازيغية من العينة واتضح لمندوبيتكم أنهم فقط 26.7 %؟، مما حدا بنا في الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية بالمغرب (FNAA) إلى إصدار بيان اعتبرنا فيه أن هذا اليوم يعتبر يوم نكبة الشعب الأمازيغي، ووضحنا أن ما أعلنتم عنه لدليل قاطع على أن سياسة التعريب التي تنهجها الدولة المغربية والتي تزكيها مجموعة معروفة من الأحزاب السياسية تهدد فعلا وجود الشعب الأمازيغي ككيان ثقافي ولغوي وحضاري بالمغرب الذي انخفض من نسبة 100% إلى نسبة 26.7 %. وأن المخاطر التي تنبأت بها الحركة الأمازيغية كانت في محلها.
السيد المندوب
في نفس البيان التوضيحي لمنظمتنا نبهنا إلى الخلفية السياسية وراء اعتماد مبدأ العينة عوض احتساب الكل (34 مليون) فقط فيما يخص مؤشر عدد المغاربة الذين لايزالون ناطقين بالأمازيغية! وتساءلت الفيدرالية عن سبب عدم قدرة التقنيات الحديثة التي تتوفر عليها مندوبية التخطيط على إعطاء النسبة النهائية لهذا المؤشر حتى بعد 14 شهرا من الزمن؟ في حين كانت قادرة على احتساب مؤشرات أخرى أكتر تعقيدا مثل عدد الأطفال والذكور والإناث والشيوخ والمنازل والدخل الفردي والجماعي وكل هذه المؤشرات حسب المناطق والجهات والحرف وغيرها بدقة كما يظهر ذلك موقع مندوبتيكم؟.
وعليه انتظر المكتب الفدرالي للفيدرالية FNAA إلى حدود هذا الشهر بالضبط (نونبر 2016) الذي يقفل سنتين بعد عملية الإحصاء لتسجل ما يلي:
- أنكم لم تعلنوا بعد – وبعد سنتين من عملية الإحصاء- النتائج النهائية لمؤشر عدد المغاربة الذين لايزالون ناطقين بالأمازيغية، والذي أضفتموه في استمارات الاحصاء؛
- لم ينشر هذا المؤشر حتى في الجريدة الرسمية التي نشرت نتائج الإحصاء في عددها 6354 ليوم 23 أبريل 2015؛
- مساءلتنا إياكم عن جدوى إضافة هذا المؤشر إن لم تعط نتائجه للشعب المغربي، وللمنتظم الدولي؟؛
- أن الموقع الالكتروني الرسمي لمندوبيتكم نشر هذا المؤشر ضمن اللائحة النهائية لنتائج الإحصاء دون تدقيق أو إخبار بشأن كونها نسبة نهائية أو مؤقتة من عينة 2% التي صرحتم بها للصحافة السنة الماضية. وفي الوقت الذي انتظرنا فيه الإعلان عن النسبة النهائية بعد احتساب الكل عوض العينة في لقاء صحفي كما سبق لكم، نفاجأ باكتفائكم بنشر نفس الأرقام في اللائحة النهائية وفقط بإضافة جملة مبهمة بين قوسين وهي “non exclusive” أي “غير حصري” (انظر الجدول من الموقع). التي لا ندري ما مدلولها وما تريد المندوبية أن يفهمه الشعب المغربي منها؟ مما يدل على النية المبيتة لزرع الغموض والالتباس لسبب في نفس يعقوب. الجدول:
انظر الرابط التالي : http://rgphentableaux.hcp.ma/Default1/ (انظر “Indicateurs RGPH 2014” و “Langues locales utilisées”)
وعليه، وبعد استحضارنا لكل هذه الحيثيات ومطالب بياننا ليوم 16 أكتوبر 2015 وللمنهجية المعتمدة في الإحصاء فإننا نعلن لكم ما يلي:
- استغرابنا لعدم تغير هذا المؤشر ولو تغييرا طفيفا (26 %)، – ما دام هذا المؤشر نهائي-، لما قمتم بإحصاء عدد الناطقين بالأمازيغية من عينة 965 676 مغربي ومغربية من مجموع 33 848 242 مغربي ومغربية؛
- استغرابنا لإقدام المندوبية السامية للتخطيط على تبذير ميزانية 864.7 مليون درهم وقطاع التعليم والتشغيل أولى بها، لما كانت تؤمن أن احصاء عينة 2% يعطي نفس نتائج الاحصاء العام!؛
- تساؤلنا عن مضامين الرسالة السياسية الثاوية وراء نشر هذا المؤشر المؤقت (تمثيلية العينة) مع المؤشرات النهائية الأخرى للإحصاء العام!؛
- استغرابنا لعدم تدخل أي مؤسسة وطنية أو حكومية أو حزبية أمام عجزكم عن إعطاء نسبة نهائية لمؤشر بسيط بالرغم من إضافة سؤاله الى استمارة الإحصاء بدون طلب من أي مؤسسة حكومية ولا من المجتمع المدني!؛
- استغرابنا لاستمراركم في اعتبار الأمازيغية ثلاث لغات وليست لغة واحدة (انظر الجدول) رغم ما جاء في دستور المغرب ورغم اعتراض الحركة الأمازيغية انذاك وإصداركم لرسالتكم التصحيحية المشهورة للمشرفين على الإحصاء؛
- استغرابنا لعدم اقدام الدولة والحكومة المغربيتين على مراجعة البرامج التعليمية والثقافية والسياسية التي سطرتها في إطار سياسة التعريب القسري رغم إقدام المندوبية السامية للتخطيط بالاعتراف رسميا ضمن نتائج الإحصاء النهائية أن عدد المغاربة الناطقين باللغة العربية في المغرب هو 0 % (انظر الجدول أعلاه من موقع المندوبية: انعدام العربية ضمن لائحة اللغات المحلية المستعملة)؛
- تساؤلنا عن السر وراء عدم قدرة المندوبية على التصريح للشعب المغربي بالرقم الحقيقي لعدد المغاربة الذين لايزالون ناطقين بالأمازيغية؟؛
- تساؤلنا عن موقف الدستور من مؤسسة سامية أظهرت بما لا يقبل مجالا للشك تكريسها لسياسة التمييز بين المواطنين والمواطنات المغاربة على أساس عرقي ولغوي؟؛
- مطالبتنا لكم بنشر أسماء هؤلاء 8 مليون من المواطنين المغاربة الذين يتكلمون الأمازيغية حسب مخرجات إحصائكم لكي يتسنى للمجتمع المدني والحركة الأمازيغية التأكد من صحة نسبة 26 %؛
- تذكيرنا إياكم أن النسبة المعلن عنها من قبلكم خرجت فقط في المظاهرات الشعبية الأخيرة للتضامن مع شهيد الحكرة بالحسيمة، وأن 60 سنة من سياسة الاقصاء هذه وتزوير التاريخ والحقائق هي التي جعلت المغاربة يخرجون في جميع المظاهرات كيف ما كان هدفها حاملين أعلام أمازيغية كرسالة سياسية واضحة ضد التزوير؛
- تنامي رسوخ إيماننا بأن ما أعلنتم عنه، إن كان صحيحا، يعتبر اعترافا من لدن الدولة بتنامي مؤشرات تدمبر مقومات هويتنا الوطنية في أفق القضاء عليها سنة 2030.
الرباط يوم 1 دجنبر 2016
عن المكتب الفيدرالي للفيدرالية الوطنية للجمعيات الامازيغية بالمغرب FNAA
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.