غير بعيد عن الدائرة الخامسة للشرطة تنتشر عشرات المقاهي بساحة الود التي أنشئت لتكون متنفسا لساكنة حي الداخلة وطلبة جامعة ابن زهر. كانت كذلك في بدايتها، غير أنها تحولت مع مرور الوقت إلى سوق يغري مروجي المخدرات على اعتبار أن الساحة يرتادها مئات الطلبة يوميا وطيلة فترات اليوم، وهو ما يراه مروجو المخدرات فرصة سانحة لتوسيع نشاطهم وسط شريحة شبابية مقبلة على الحياة يسهل إغرائها واستقطابها لاكتشاف عالم استهلاك المخدرات والاستمتاع بلدة لحظية.
مقاهي طبعت مع استهلاك الشيرا
أغلب مرتادي الساحة الفسيحة التي تمتد قبالة المقاهي المبثوثة هناك، يعرفون جيدا تلك المقاهي التي يتركز فيها استهلاك المخدرات. وقال مالك مقهى بالساحة المذكورة، أنه في البداية حاول منع استهلاك المخدرات في فضاء المقهى الذي يملكه ودخل في صراع مع شبان كثر، مضيفا أنه تقدم بشكايات في الموضوع إلى مصالح الشرطة، دون جدوى، وأضاف محدث ” الأخبار” أن استمرار هذا الوضع جعله يشفق على هؤلاء الشباب والوضع الذي وصلوه إليه. ويؤكد المصدر ذاته، أن ما تعيشه المقاهي من انتشار ظاهرة استهلاك المخدرات بهذه الساحة، دفعه إلى البحث عن مشتر يفكه من المشاكل التي بات مفروضا عليه أن يفكها كل يوم.
شكايات متكررة
أكثر من شكاية تلقتها مصالح الأمن بشأن تجارة واستهلاك المخدرات في فضاءات الساحة، غير أن تدخلاتها اللحظية لم تحد من المشاكل والمتاعب التي يخلقها هذا النشاط لأصحاب المقاهي ومسيريها.
ففي كثير من المرات تعرضت مقاه لخسائر مادية من كسر للكراسي والزجاج وغيرها من المعدات، دون أن تسترد تكلفة إصلاحها، في غياب حزم أمني يضع نهاية لنشاط استهلاك وترويج المخدرات.
يروي صاحب مقهى بساحة الود، أنه تقدم أكثر من بشكايات إلى مصالح الأمن، مشيرا إلى أن الموضوع أثير في العديد من المرات في الإعلام المحلي، غير أن تدخلات الأمن تبقى لحظية دون أن تنهي المشكل الذي يؤرق أصحاب هذه المقاهي.
اعتقالات مناسباتية
وبحسب مصادر الأخبار فإن تدخلات الشرطة ومصالح الأمن التي تمت في مراحل سابقة، تبقى تدخلات شكلية، على اعتبار أن مروجي المخدرات الذين يتم اعتقالهم سرعان ما يتم الافراج عنهم، وهو ما يضع المبلغين وخاصة بعض أصحاب المقاهي في مواجهة مباشرة مع هؤلاء المروجين.
إذ هم من يؤدون ثمن التبليغ، الأمر الذي يجعل ترويج واستهلاك المخدرات أمر واقعا ومفروضا عليهم وما عليهم إلا أن يسايروا هذا الوضع.
ترويج منظم
كشفت مصادر تحدثت إليها الأخبار، أن الوضع بهذا المكان أكبر من مجرد ابتلاء واستجابة لنزوة شباب في مقتبل الحياة، بل الأمر يتجاوز، بالنظر إلى كون نشاط ترويج المخدرات بهذه الساحة القريبة من كليات جامعة ابن زهر، أصبح نشاطا تتحكم فيه عصابات منظمة. وغير ما مرة ينشب الصراع حول الترويج بين طرفي العصابتين حول أحقية الاستحواذ على النشاط في وسط أغلبه طلبة شباب. وذهبت مصادر أخرى إلى ترك المروجين يعملون بكل حرية قد تكون له أبعاد أخرى غير الأبعاد المادية المرتبطة بالمداخيل المالية لترويج المخدرات. بل أبعد من ذلك بالنظر إلى كون المحيط محيط جامعة تعرف نشاطا نضاليا واحتجاجيا مستمرا، لذلك فإن ترويج المخدرات في وسط مثل هذا وفتح الباب امام استهلاكها بكل حرية يساعد، بحسب المصادر ذاتها، في تخدير هذه الفئة وبالتالي قتل تلك الروح المتمردة في مراحل من مراحل الشباب.
حسن أنفلوس / عن الاخبار .
السابق
التعليقات مغلقة.