زيارة وفد حماس : هل يقود المغرب مباحثات بين حماس والحكومة الإسرائيلية الجديدة؟
أزول بريس - الحسن زهور
زيارة وفد حماس للمغرب في الظرف الراهل لا يخلو من امكانيات فتح المباحثات بين حماس والحكومة الإسرائيلية الجديدة، الدلائل تشير الى ذلك منها:
– رسالة التهنئة التي أرسلها المغرب للحكومة الإسرائيلية الجديدة.
– تعليق رئيس وزراء اسرائيل السيد بينيت على رسالة التهنئة بأن: “إسرائيل ترى المغرب كدولة صديقة وشريك مهم في جهود السلام والأمن في المنطقة”.
– دعوة حزب العدالة والتنمية للقيادة العليا في حماس لزيارة المغرب وعلى رأسهم السيد هنية، وحزب العدالة والتنمية هنا فقط كغطاء للزيارة، اي بموافقة من السلطات العليا، لذلك فزيارة مسؤولو حماس للمغرب هي اكبر من حزب العدالة والتنمية.
– أول زيارة للسيد هنية للمغرب منذ توليه مهام القيادة في حماس، والزيارة تأتي والمغرب مرتبط بعلاقاته مع اسرائيل.
نقول للمداويخ المغاربة الذين صدعوا رؤوسنا بضجيجهم:
أين صخبكم واين ضجيجكم واين حماقاتكم وأين هيجانكم الايديولوجي عندما صببتكم كل امراضكم النفسية على بلدكم بعد أن اعاد علاقاته مع اسرائيل وفي نفس الوقت ربح اقدس قضية بالنسبة لنا كشعب مغربي وهي الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء، فماذا ستقولون الآن وسيدكم السيد هنية زعيم حماس يزور الآن المغرب بموافقة من السلطات العليا، اي يزور البلد الذي أعاد علاقاته بإسرائيل. فالمغرب الذي شتمتموه ونعتتموه بالتطبيع وبشتى النعوت ارضاء لحماس هو نفس المغرب الذي يزوره السيد هنية، فها هم زعماء حماس الآن في المغرب في نفس الوقت التي أرسلت فيه برقية التهنئة الى الحكومة الإسرائيلية.
فبماذا تفسر هذه الزيارة؟؟
الجواب بسيط لا يحتاج الى تأويل:
– أولا ان بلدكم يثق به طرفا الصراع الفلسطيني والاسرائيلي الثقة الكاملة اكثر من ثقته بباقي الدول التي لها علاقات قوية مع اسرائيل ومع الفلسطينيين ومنها مصر.
– ثانيا، وبما أن الصلح بين اسرائيل ومصر انطلق من المغرب، فإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ستنطلق من المغرب لأنه محل ثقة من الجانبين.
-ثالثا ان بلدكم ( قيادته طبعا وليس الاحزاب) لم تستغل مآسي الفلسطينيين كما استغلها البعض دولار واحزاب استغلالا سياسيا وايديولوجيا. وهنا لا بد من التذكير بالموقف الرسمي للمغرب اثناء احتلال الكويت حين أدان هذا الاحتلال وطلب من صدام الانسحاب من الكويت في وقت هيجت فيه الاحزاب المغربية الشارع لصالح صدام حسين، وانقطعت انذاك الدراسة بالمغرب لأكثر من 15 يوما نتيجة هذا التهييج السياسي للشارع المغربي من طرف الاحزاب المغربية الموالية لصدام، فماذا كانت النتيجة؟ صواب القرار المغربي و فداحة خطأ دعاة التهييج.
– ان بلدكم قوة إقليمية بعيدة عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لكنها تقيس الامور بمقياس العقل والسياسة الواقعية بدلا من الديماغوجيا الخاوية المهيجة للعواطف، وهنا مكمن الثقة خصوصا وان أكثر من 20٪ من الإسرائيليين لهم روابط تاريخية وثقافة ببلدهم المغرب.
فليكف حزب العدالة والتنمية من استغلال الزيارة سياسيا فليس الحزب الا غطاء لهذه الزيارة. وليرجع اصحاب التهييج الى بلدهم المغربي فغزة بحماسها هي من جاءت إلى المغرب الرسمي تطلب تدخله ومشورته وتوسطه وليس المغرب هو من يستجدي غزة كما تفعلون.
فالمغرب قوة وكرامة وتاريخ وثقافة متميزة بأمازيغيتها، والامازيغي هو الانسان الحر بكرامته وأنفته.
الحسن زهور
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.