رواية ” فتاة الرماد” للروائي عبد السلام بزيد تعري واقع خادمات البيوت…

بقلم سعيد الهياق

تطرق القاص والروائي عبد السلام بزيد من مدينة تارودانت بالمملكة المغربية لظاهرة تشغيل الخادمات بالبيوت عبر السرد العميق والحكي المثير من خلال إصداره لرواية ” فتاة الرماد” التي صدرت سنة 2020 عن دار القرويين للنشر والتوزيع بفاس؛ والتي تتكون من 25 فصل في 87 صفحة.
وقد حاول الروائي عبد السلام بزيد التطرق إلى ظاهرة تشغيل الأطفال وعلى الخصوص القاصرات القادمات من العالم القروي بحبكة أدبية فائقة لمعايشته عن قرب تداعيات هذه الظاهرة الاجتماعية بالبادية عبر مقاربات سوسيواجتماعية وسوسيواقتصادية؛ وذلك في غيابات احصائيات رسمية رقمية.
وقد أكد لنا الروائي عبد السلام بزيد واقعية أحداث الرواية عبر سرد مباشر لبطلة الرواية بحسرة شديدة لذلك الواقع الأليم والجحيم الذي لا يطاق من أجل تعرية واقع عمالة القاصرات في البيوت المغربية. وأيضاً من أجل تجاوز تلك الطابوهات البائدة في عالم العمالة المنزلية بالعالم العربي.
كما أشارت إلى ذلك الدراسة المعنونة ب ” مشروع تعزيز العمل اللائق في المغرب من خلال حماية وتنظيم العمالة المنزلية” أن التقديرات تشير إلى 200 ألف عامل وعاملة منزلية. بينما أكدت مخرجات الدراسة التي أعدها مركز الدراسات و الأبحاث في العلوم الاجتماعية بشراكة مع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فإن النساء يشكلن %90 من العمالة المنزلية بالمغرب، مبرزاً أن عدد عُقَد الشغل لا تتجاوز ضئيلة رغم صدور قانون العمالة المنزلية سنة 2016.
وعن هذه الرواية المثيرة كتب الناقد شكيب أريج: “بعد روايته الأولى أحلام مؤجلة 2019 يصدر الكاتب عبد السلام بزيد رواية فتاة الرماد وهو في هذه المرة يطرق موضوعا اجتماعيا شائكا، يتعلق الأمر بالخادمات في البيوت. فمن خلال شخصية ربيعة يطل على هذا الموضوع ويزيده تداخلا، فربيعة ليست فقط خادمة، إنما هي يتيمة تستغل من طرف خالها بعد وفاة والديها، فالحق ينتهك مرة ومرتين فهناك استغلال للطفولة، واستعباد للبشر واستغلال جنسي.
الرواية تقدم هذه القضية في جانبها الاجتماعي وتعري الاستغلال حين تبرز عروقه الجشعة الخضراء متتبعة مسار شخصية ربيعة عبر حياة مليئة بالنتوءات والعثرات ولا تخلو من عوامل مساعدة كالسيدة عايدة والعائلة اليهودية التي احتضنت ربيعة واحترمت انسانيتها.
التنقل بين فصول الرواية اقتضى التنقل عبر وضعيات مختلفة: السفر إلى أرض البياض (الخليج)- الزواج بسعيد البستاني- زواجها بزوج ابنة خالها..
وفي كل ما سبق كان الحكي مؤطرا بحوار بين ربيعة وخالد الصديق الذي يتشوق لمعرفة كل شيء عن ربيعة لكي يكتب روايتها في كتاب.
الإطار السردي كان حاضرا في جميع فصول الرواية ليشعرنا بقوة أن ربيعة هي شهرزاد وخالد هو شهريار، وليجعلنا بين الفينة والأخرى نتذكر أن حوارا حميميا يجمع بين قطبي الرواية لينساب عبره تيار السرد في روعة.”


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading