رمضان لعمامرة وإعادة تدوير النفايات
أزول بريس - يوسف الغريب
إنّ النّزاعات الموجودة بالمنطقة.. أعنى الصحراء الغربية والأزمة الليبية تؤثران على الوحدة المغاربية المنشودة”
هو تصريح لوزير خارجية لجمهورية العسكر الجزائري السيد رمضان لعمامرة الذي تمّ إعادة تدويره في الحكومة الجديدة هناك..
وحتّى قبل أن يجفّ مداد تعيينه يضع خارطة طريق لأولويات سياسته وفي مقدمتها الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية والقمة العربية…
هي العناوين التي حاول إعلام الثكنة العسكرية أن ينفخ فيها بشكل مرضي وهيسيري جعلت من الوجه القديم.. الرجل الذي سيعيد الجزائر إلى الساحة العالمية كدولة مؤثرة وذات مصداقية.. بل ذهب أحدهم إلى القول وبوقاحة ” إن عودة لعمامرة يخيف المخزن المغربي”… وغيرها من بكائيات على الجزائر مكة الثوار..
في الحقيقة لقد ذهب أغلبية المتتبعين في قراءتهم للتشكلة الجديدة بكونها لا تعدوا أن تكون انقلابا حقيقيا وفعليا على حراك 2019.. وأن ما وقع ما هو إلا تدوير لوجوه ساهمت في الإفلاس الشامل التي تعرفه البلاد وعلى جميع المستويات..
ورغم ذلك نودّ أن نثير انتباه هذا السوبرمان العائد بحقيبة الخارجية هناك.. إلى أن النزاع في الصحراء الغربية كما سميته كان إحدى ملفاتك الأساسية التي اشتغلت حولها منذ 2012 وإلى جانب بوتفليقة.. وانتم في وضعية وبحبوحة اقتصادية مريحة.. تقدر ب 1000مليار كما يرددها الحراك اليوم.. وبشبكة علاقات قارية ودولية اختلط فيها الشاري بالبائع..من بين صورها الكاريكاتورية إهداء طائرة نفاثة لرئيس دولة من أجل استصدار موقف ضد المغرب.. وأغربها محو الديون على دول أخرى من أجل نفس الموقف..
نعم كنت عرّاباً لكل هذه المعارك والمكائد بل وثعلب الدبلوماسية الجزائرية كما تصفك صحافة بلدك..
تسع سنوات من العمل من أجل هذا النزاع كلّها فشل مرعب ورهيب..
ما الجديد في حقبيتك.. بعد هذا الغياب غير أن زعيم البوليساريو أصبح جزائريا تحت اسم بن بطوش من جهة.. و اعتراف أمريكا بالصحراء على أنّها مغربية بعد إماطة الأذى بمعبر الكركرات ووأد حلم الإطلالة على المحيط الأطلسي و تمديد الحزام الأمني إلى نقطة المحبس التي شهدت مناورات الأسد الإفريقي 21 بمشاركة فعلية وحضورية لأكثر من 31دولة بما فيها الاتحاد الافريقي كملاحظ..
نعم الاتحاد الافريقي مقرك الدائم لكل المناورات وبأساليب مافيوزية أحيانا ضد وحدتنا الترابية خلال العشرية الأخيرة..
ما الجديد عندك.. والوقائع والأحداث تجاوزتك بسنوات ضوئية وتغيرت ملامح اللعبة بشكل جدري.. في المحيطين الإقليمي والقاري.. و تغيّر معها أسلوب التعامل مع دول ذات مصداقية وعزّة وكرامة كبلدنا المغرب المؤثر الفعلى والحقيقي – وفي صمت – في محيطه الجيواستراتيجي.. من خلال وضعه الاعتباري المحترم وسط الإخوة الليبيين.. أو داخل المجتمع الفلسطيني بكل فرقائه السياسيين.. ولعلك سمعت بزيارة السيد اسماعيل هنيية زعيم حركة حماس للمغرب وإشادته بدور عاهل البلاد والشعب المغربي في مناصرة القضية الفلسطينية.. ولعلك عرفت أيضاً أن طائرته مرّت فوق أجواء جمهورية العسكر الجزائري..
لذلك حين أعود إلى تصريحك وما يحمل من تهمة مبطنة لبلدنا من عرقلة الفضاء المغاربي بسبب نزاع الصحراء.. أجدك وضعيتك كذاك الإنسان الذي استيقظ للتّو بعد سبات عميق لمدة سنتين.. وأعتقد أن الوضع كماتركه ولا شيء تغيّر..
أو أنّك من هواة ومحبّي الفشل في حياته..
أو أنّك غبيّ وبليذ حين قبلت بالعودة على ملف الصحراء المغربية من جديد بعد مسيرة فشل سابقة..
في الحقيقة أنت كل هذا وذاك.. وموعدنا الإتحاد الافريقي قريباً لإماطة الأذى في رِجل هذا المؤسسة القارية كي تسارع الخطوات نحو الاندماج كأنبوب الحياة / أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا..
لقد أعادوا تدويرك كي تكون شاهداً على طرد ملحقتكم البطوشية هناك.. كاستمرارية طبيعية لطردكم كمبعوث أممي بليبيا قبل سنتين..ما أتعس العمر حين ينتهي بالخيبات..
التعليقات مغلقة.