رسالة البرلمان الجزائري لنظيره المغربي.

ذ.الحسن زهور
ما هي الرسالة التي يريد البرلمان الجزائري توجيهها الى نظيره المغربي بخصوص الهوية الوطنية؟ و كيف تعامل معها كلا البرلمانين؟
الرسالة المبطنة التي يريد البرلمان الجزائري توجيها الى نظيره المغربي ترتبط بموقف عنصري لنائبين برلمانيين: اولهما لنائبة برلمانية جزائرية ابانت عن موقف عنصري اتجاه جزء من شعبها، و الثاني لنائب برلماني مغربي صدر عنه نفس الموقف .
بالنسبة للبرلمانية الجزائرية، يتعلق الامر برئيسة حزب العدل و البيان السيدة نعيمة صالحي التي ظهرت في فيديو لها ( نشر في اليوتوب) تتهكم فيه من اللغة الامازيغية بالجزائر بطريقة عنصرية بلغت حد الوقاحة حين اخبرت محدثها بانها ستقتل ابنتها لو تحدثت هذه بالامازيغية. هذا الحدث العنصري من نائبة برلمانية لم يمر دون ان يثير زوبعة في مجلس الشعب الجزائري، حيث طالبت مجموعة من النواب من رئيس المجلس باتخاذ موقف حازم ضد هذه النائبة على تصريحها العنصري هذا انطلاقا من أنها ليست امرأة عادية و انما هي نائبة تمثل الشعب الجزائري، و صدور هذا الموقف منها هي اهانة للشعب الجزائري .
هذا عن موقف البرلمان الجزائري الذي انتفض دفاعا عن وطنية و كرامة شعبه.
أما موقف البرلمان المغربي من حالة شبيهة لما قامت به النائبة الجزائرية في المغرب فهو موقف سلبي يعكس لا مبالاة هذا المجلس ازاء كرامة السعب المغرب الذي يمثله. 
فالنكتة العنصرية و السمجة للسيد النا ئب البرلماني عن حزب العدالة و التنمية السيد المقرى ابي زيد التي اضحكدك بها اسياده الخليجيين مرت مرور الكرام و نزلت عليه بردا و سلاما رغم احتجاجات الحركة الثقافية الامازيغية و تنديدها بهذا الموقف العنصري للسيد النائب.
ففي محاضرة له بالكويت قام النائب المغربي المقرئ ابي زيد باستراحة ضحك مازوشية و سادية لاضحاك الحاضرين فلم يجد الا الامازيغ المغاربة موضوعا لنكتته العنصرية لاضحاك أسياده الخليجيين، فسرد عليهم نكتة سمجة تصف تجار وطنه الامازيغ بانتمائهم أولا الى ” عرق معين” ليصفهم بالبخل و البلادة : ” عندنا في المغرب تجار من عرق معين..” و هو يعني التجار “السواسة ” ( الفيديو منشور في اليوتوب). 
هذه الموقف العنصري للسيد النائب أثار ضجة كبيرة بالمغرب، و حاولت كتائب حزبه التهوين من الامر و الدفاع عنه بل وصلت بها الوقاحة الى تكريمه في إحدى المدن المغربية، لكن الغريب ان هذا الموقف العنصري لم يثر حفيظة نواب البرلمان المغربي باعتبار ان السيد المقرى برلماني يمثل ضمير الامة المغربيةالتي تهكم منها هذا النائب بعنصرية و فرق فيها بين مكوناتها من منطلق عرقي و عنصري” عندنا في المغرب تجار من عرق معين…”.
فنفس الموقف العنصري الذي عبرت عنه النائبة البرلمانية الجزائرية اثار ضجة في البرلمان الجزائري لان تصريحها يمس توابث الامة الجزائرية، في حين ان نفس الموقف للنائب البرلماني المغربي لم يثر اي رد فعل من النواب المغاربة و كأن السادة النواب المغاربة لا تهمهم كرامة و لا شرف شعبهم و لا هيبته و مكانته بين الشعوب. فمرت نكتة النائب البرلماني عادية و هو الذي يفرض عليه وضعه السياسي و الوطني ان يدافع عن وطنه لا ان يتهكم منه، و كأن الشعب المغربي عند هؤلاء شعب لقيط يتقبل كل الاهانات التي توجه له؟ نكتة عنصرية اطلقها النائب المغربي امام غرباء و اجانب ضحكوا بملء افواههم استهزاء من مكون من الشعب المغربي، و سكت عنها البرلمان المغربي في حين ثار البرلمان الجزائري ضد نائبته التي عبرت عن موقف عنصري ضد مكون من الشعب.
لنعد الى السؤال الاول: ما هي الرسالة التي يريد البرلمان الجزائري توجيهها الى نظيره المغربي في موقفه الحازم ضد النائبة الجزائرية؟ نترك الجواب للقراء.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد