رسالة إلى الأستاذ عزمي بشارة: مرحبا بكم في بلاد الأمازيغ ورجاء احترموا اختيارات مغربنا الآمن
الحسين بويعقوبي/ جامعة ابن زهر //
الأستاذ المحترم،
أستسمح سيادتكم، ونحن نستعد لاستقبالكم بين ظهرانينا في جامعتنا الأبية ابن زهر، أن نرحب بكم في المغرب، بلاد الأمازيغ، وفي أكادير، عاصمة جهة سوس-ماسة.
وبعد واجب الترحيب الذي تفرضه علينا ثقافتنا المغربية، أتصور أنكم كباحث علمي و من باب الفضول المعرفي ستتساءلون عن معنى العديد من أسماء المناطق و المدن التي ستزورونها بدءا بسوس و ماسة و أكادير مرورا بإنزكان فأيت ملول و أزرو (بالزاي المفخمة) حيث مكان محاضرتكم المنتظرة حول” جدل الجامعة و المواطنة و الديمقراطية” وربما ستستغربون كيف أن “لسان العرب” لابن منظور لم يعط أي معنى لهذه الكلمات في بلد تعتبرونه عربيا. فهل نسي ابن منظور زيارة المغرب ؟
لا تتعبوا أنفسكم، سيدي المحترم. إنها ببساطة كلمات تنتمي للأمازيغية لغة شعب عاش و يعيش في شمال إفريقيا مند آلاف السنين وعرفه ابن خلدون (1332-1406) ب”حليقي الرؤوس آكلي الكسكس و لابسي البرنس” وهي اللغة التي ترفضون وبدون أي سند علمي تسميتها باللغة بل واعتبرتموها في إحدى تصريحاتكم المتلفزة “صنيعة فرنسية”. فأي منطق علمي هذا الذي يجعل شعبا موجودا قبل وجود فرنسا على الخريطة “صنيعة فرنسية” ؟ وأي موقف علمي هذا الذي يعترف للحشرات بامتلاك لغة (لغة النحل مثلا) ويتلكأ في إعطاء هذه الصفة لأداة تواصل شعب بأكمله فيها الدال و المدلول حسب قول اللسنيين مند أكثر من ثلاثة وثلاثين قرنا؟ ثم لماذا يريد أستاذنا المحترم أن يدخل الأمازيغية ضمن الثقافة العربية ؟ ألا يحق لها أن تتواجد لنفسها و تتفاعل مع باقي الثقافات دون منطق الهيمنة و الاحتواء ؟ إنه العمى الإيديولوجي الذي يجعل الباحث ينسلخ من دوره التنويري و يصبح أداة لخدمة الإيديولوجية.
الأستاذ المحترم،
إننا نحترم حقكم في التعبير عن آرائكم رغم اختلافنا معها ونحترم اختياراتكم الهوياتية والسياسية بما في ذلك انتماؤكم للكنيست الإسرائيلي وفي نفس الوقت دفاعكم عن الحق الفلسطيني لكن رجاء دع عنكم مغربنا الآمن واختياراته الاستراتيجية. فقد طلق بلدي دون رجعة “القومية العربية” التي لم يجن من ورائها إلا الويلات دون أن يطلق الشرق بمفهومه العام وفق مصالح مشتركة كما أنه لا يسعى لينتمي للغرب رغم أنكم تموقعونه فيه. انه ببساطة “بلاد مراكش” لا شرقية ولا غربية ولكنها أولا وأخيرا إفريقية ومتوسطية. فقد إختار المغرب أن يعود لذاته ويعتز بتاريخه الممتد لأكثر من ثلاثين قرنا و بهويته المتعددة والمنفتحة ويعترف باللغة الأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011 إلى جانب اللغة العربية التي نعتز بتعلمها.
فرجاء لا تنسوا حين تخاطبون معشر الأساتذة والطلبة الجامعيين أن الحق في اللغة من أبسط الحقوق الإنسانية وأن في جامعتنا شعبة للدراسات الأمازيغية أنشأت بقرار جرئ من مسؤوليها ونابع من قناعاتهم العميقة ودون إملاءات من أحد ورجاء لا تسقط على بلدنا مشاكل منطقتكم التي أتمنى صادقا أن تجدوا لها حلولا ولا تنكس علينا اختياراتنا فلن نقبل عن الديمقراطية بديلا ودعنا نعيش تعددنا واختلافنا في أمان فنحن نحسن تدبيره ولا نحتاج لدروس من أحد.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.