ردا على ملف جريدة الأيام 24 وعلى المدعو ويحمان في إتهامه المجاني للحركة الأمازيغية

 

بقلم: سمير وعلي “ماسينيسا”، وكيم الزياني، اكلدون أزكاغ، زاهد محمد //

بداية نسجل أن الرد على هرطقات ويحمان المنشورة بجريدة الأيام 24 الأسبوعية في عدد 780_9_15 نونبر 2017، يستند على معطيات ومرجعية قانونية وعلمية لا تقوم على الشذوذ الايديولوجي والفكري كما هو حال خرافات المدعو “ويحمان”. ثانيا، وبالرجوع للاتهامات الخطيرة التي وردت بالملف المشار اليه أعلاه والموصوفة بجريمتا القذف والسب والتي تعتبر من الجرائم الماسة بالشرف والاعتبار، وباعتبار أن القانون يحمي شرف الأفراد واعتبارهم دون تمييز بينهم فإن القانون المغربي وعلى غرار باقي الدول قد سن عقوبات على هذه الجرائم حيث ينص قانون الصحافة في الفصل 44 على مايلي: الفصل 44 (غير بمقتضى الظهير رقم 1.02.207 الصادر في 25 رجب 1423 (3 أكتوبر 2002) بتنفيذ القانون رقم 77.00 – المادة 2-) يعد قذفا ادعاء واقعة أو نسبتها إلى شخص أو هيئة إذا كانت هذه الواقعة تمس شرف أو اعتبار الشخص أو الهيئة التي نسبت إليها. ويعد سبا كل تعبير شائن أو مشين أو عبارة تحقير حاطة من الكرامة أو قدح لا يتضمن نسبة أية واقعة معينة. ويعاقب على نشر هذا القذف أو السب سواء كان هذا النشر بطريقة مباشرة أو بطريقة النقل حتى ولو أفرغ ذلك في صيغة الشك والارتياب أو كان يشار في النشر إلى شخص أو هيئة لم تعين بكيفية صريحة ولكن يمكن إدراكه من خلال عبارات الخطب أو الصياح أو التهديدات أو المكتوبات أو المطبوعات أو الملصقات أو الإعلانات المجرمة “، وهو التعريف الذي أحال عليه القانون الجنائي في الفصل 442 منه حين نص ” القذف والسب العلني يعاقب عليها وفقا للظهير رقم 378-58-1 المؤرخ في « 3 جمادى الأولى 1378 موافق 15 نونبر 1958 المعتبر بمثابة قانون الصحافة”، فإننا نحتفظ بحقنا في سلك الإجراءات القانونية ضد هذه الخرجة الإعلامية المليئة بالافتراء والبهتان، خصوصا وأن صاحب المقال قام بشكل واضح بقذف الحركة الأمازيغية ككل بهيئاتها وجمعياتها وذواتها الحرة، بل قادته الوقاحة لنشر صور لأشخاص ممارسا كل أشكال القذف والبهتان في حقهم كما هو الشأن بالنسبة للمناضل الأمازيغي “رشيد زناي”، لكن قبل ذلك سنقوم بالرد على ما جاء في المقال المذكور، كل نقطة على حدى، حتى نوضح للرأي العام الحقيقة التي يحاول المدعو “ويحمان” ومن يدور في فلكه تكذيبه في مقابل نشر سمومه دون الاعتماد على تحليل علمي منطقي وهي الآليات التي يفتقد لها وذلك على الشكل التالي:

  • أولا : العلم الأمازيغي وهلوسات ويحمان:

لسنا بحاجة للتذكير بدلالات العلم الأمازيغي فصاحب المقال الذي قد يكون ويحمان أو جهة ما موقع بإسم أحمد ويحمان لا يهم، فالمقال قام بالتفصيل في هذا الجانب حين أقر أن مناضلي الحركة الأمازيغية يعتبرون “أشنيال أمازيغ/ العلم الأمازيغي” رمز من رموز هويتهم الثقافية والحضارية والتاريخية، وهو علم يرمز إلى المجال الجغرافي ل “تامازغا” أي من دلتا النيل إلى جزر الكناري ومن البحر المتوسط شمالا إلى تخوم الصحراء جنوبا، وأن اللون الأزرق يرمز للبحر والأخضر للجبال والغابات والسهول والأصفر للصحراء يتوسطه حرف الزاي الأمازيغي باللون الأحمر لون المقاومة، صحيح أن تلك حقيقة لا غبار عليها ونستغرب كيف لصاحب المقال أن يعترف بكون الحركة الأمازيغية تؤمن في خطابها بهذه الدلالات وهذا التحليل ثم ينتقل إلى سرد مجموعة من الأكاذيب والافتراءات من صنع خياله. فإذا كانت الحركة الأمازيغية نفسها وكما جاء على لسانه وبخط يده كونها تعطي لعلمها هذا التفسير؟؟؟!!! وفي المقابل يؤول حسب هواه وامراضه المزمنة في محاولة يائسة منه لتشويه الحركة الأمازيغية ونضالاتها من أجل هذا الشعب، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الحقد الدفين لكل ما هو أمازيغي ضد “الدستور المغربي” الذي جعل الأمازيغية إلى جانب العربية وضد إرادة “الدولة المغربية” وضد الشعب الأمازيغي ليس في المغرب فحسب بل في دول شمال إفريقيا والعالم ككل، وهو ما يؤشر على أنه يعاني من مرض ليس بعده مرض..

لكن دعونا نرد على هلوساته فيما يخص تاريخ ظهور العلم الأمازيغي وحيثيات تصميمه، ولا ضرر أن نذكر الرأي العام بتاريخ ظهور العلم الأمازيغي أول مرة، ونتحدى ويحمان وأمثاله أن يأتينا بدليل واحد أو حتى صورة واحدة للعلم الأمازيغي قبل تاريخ شهر غشت 1997، لكننا بالمقابل نملك ما يكفي من الأدلة بخصوص ظهور العلم الأمازيغي الذي ظهر بالمغرب لأول مرة في نشاط إحدى الجمعيات الأمازيغية سنة 1998 أي أشهر بعد مؤتمر جزر الكناري ،وما دام صاحب المقال أقحم إسم الأستاذ المحامي أحمد الدغرني في مقاله المهزلة لا بأس أن نشير إلى شهادة الأستاذ الدغرني حول هذه النقطة بالذات في مقال نشر له يوم 13 نونبر 2017 كردا على هرطقات صاحب المقال حيث سرد تاريخ ظهور العلم الأمازيغي مستدلا بشهود لا زالوا أحياء وبالأسماء حيث أورد الأستاذ وهذا ما جاء في مقاله بالحرف “.. وكنا  حوالي ثمانين مندوبا من المغرب، حضروا بقاعة مؤتمر تافرا Tafira من مجموع حوالي 300 مندوب، ومندوبة من جميع أنحاء العالم مع مدعوين وملاحظين وفنانين وفنانات يصل عددهم تقريبا ال600 شخص، ويمكن نشر اللائحة الرسمية الكاملة  لمن حضر .

وذكرنا هذا لتفنيد منهجية صفحات جريدة الأيام التي تجهل كل شيء عن مؤتمر الأمازيغ، الذي صادق على العلم الأمازيغي الحالي، وهو من ابداع اللجنة المختصة في استراتيجية الأمازيغ، ولا علاقة له بكل الكذب الذي ورد في الأيام، الذي هاجم الأمازيغ بالرجوع الى نصوص مبعثرة نشرت في عهد حكم فرنسا لشمال افريقيا، ومنقولة مع تشويه ترجمتها بقصد تشويه الحقائق، فقبل سنة 1997 لم يكن العلم الحالي موجودا، بفرنسا ولا بغيرها، والحقيقية أن جمعية الأكاديمية البربرية بفرنسا كان لها علم خاص، نشرته المجلة التي تصدرها هذه الجمعية، وهو علم تتوسطه صورة الملكة دهيا “تهيا” التي يسميها العرب ب”الكاهنة البربرية”، والعلم الأمازيغي الحالي معروف في جميع أنحاء العالم، ولم تمنعه أية دولة في شمال افريقيا والساحل، وفي كثير من بيوت الشباب الأمازيغي بما في ذلك المغرب، رغم وجود عنصريين يحاربون هذا العلم، وهم فاشلون”. إنتهى كلام الأستاذ الدغرني. 

من جهة أخرى حاول صاحب المقال ربط العلم الأمازيغي “أشنيال أمازيغ ” تارة بإسرائيل وتارة أخرى بكردستان وتارة أخرى بجنوب السودان، كما ربطه بالمثلية (علما أن علم المثلية الجنسية يشبه علم قوس قزح) والإفطار الجماعي لرمضان وبين وقفة القبل ومهرجان موازين .. إلى غير ذلك من الإتهامات المفتقرة للسند الواقعي والبحث الأكاديمي، لكن ليس ذلك بغريب عن مثل هؤلاء .. صراحة لا ندري هل ربط العلم الأمازيغي بمهرجان موازين كان مقصودا أو سقط سهوا أو أن صاحب المقال يجهل الراعي الرسمي لمهرجان إيقاعات العالم “موازين” وهو بالمناسبة ينظم تحت الرعاية السامية لملك البلاد محمد السادس ؟؟؟!!!، أما بخصوص وقفة القبل التي نظمت أمام البرلمان بالرباط فالكل يعرف الجهة المنظمة وهي حركة “مالي” المتكونة من مجموعة من الشباب المغربي الرافض للوصاية وهي حركة لا علاقة لها بالحركة الأمازيغية لا من قريب ولا من بعيد !!! أما ربط صاحب المقال عفوا صاحب المهزلة العلم الأمازيغي بإسرائيل أو جنوب السودان التي ساهم المغرب في بنائها، فتلك حكاية أخرى وهي اتهامات أخرى رافقت الحركة الأمازيغية منذ سنوات دون أن يأتوا ولو بدليل وحيد يؤكد إتهاماتهم المجانية وهي تهم الغرض منها الإساءة لصور مناضلي الحركة الأمازيغية لأهداف أيديولوجية يعرفها جيدا أصحاب العقليات المريضة التي تعيش بالاتجار في القضايا الإنسانية، فليس بجديد على الحركة الأمازيغية مثل هذه الاتهامات فقد اتهموها سابقا بالالحاد والعمالة لأمريكا وفرنسا وغيرها من الأكاذيب التي أظهرت السنوات زيفها … وبخصوص موقف الحركة الأمازيغية من إسرائيل والقضية الفلسطينية فهي مواقف واضحة ويكفي الرجوع لأدبيات وبيانات ومواقف الحركة ومناضليها بهذا الخصوص المتمثل في التضامن مع جميع الشعوب المضطهدة دون قيد أو شرط وبغض النظر عن الانتماء أو العرق أو الجنس أو اللغة أو المعتقد.. 

واستمرارا فيما يمكن تسميته ب “حمقات” ويحمان فقط ربط العلم الأمازيغي بالأكاديمية البربرية والإسرائيلي “جاك جنيت”؟؟!! لكن ولحسم هذا الجدل العقيم نحيل كل مهتمين بالموضوع على كتاب أحد مؤسسي الأكاديمية البربرية أعراب محند بوسعود تحت عنوان:

  • De Petites Gens Pour Une Grande Cause Ou L’Histoire De L’Academie Berbere 1966 1978  ”  الذي تحدث وسرد تاريخ الأكاديمية من تاريخ 1966 إلى 1978، حيث أنه ليست هناك أدنى إشارة إلى وجود العلم الأمازيغي من تصميم الأكاديمية، والكتاب متوفر بالمكتبات لمن يود البحث، بل كانت هناك راية أشار إليها السيد الدغرني عند استدلاله عن تاريخ ظهور العلم الأمازيغ سنة 1997 من تصميم مجموعة من المؤتمرين الأمازيغ بجزر الكناري، وقد يكون الأمر اختلط على بعضى النشطاء والمهتمين وقاموا بربط العلم الأمازيغي الحالي بعلم الأكاديمية.

ومادام صاحب المقال تحدث مطولا عن الاكاديمية البربرية وهو حديث عن جهل وهذه حقيقية تأسيس (اكراو ايمازغن) أو ما سُمي بالأكاديمية البربرية، إذ أن لا علاقة لفرنسا الرسمية بتأسيس الأكاديمية البربرية، بل ان مجموعة من الفعاليات الﻻمازيغية الجزائرية هي التي أسست هذه المؤسسة حيث قدموا ملف الإعتماد في 10 غشت 1967 والمؤسسون هم : عبد القادر رحماني رئيسا ، خليفاتي محمد أمقران، ناروم أعمر، محمد السعيد حنوز، توابا ، أما الكاتب العام فهو أولحبيب جعفر، وأمين المال هو بسعود محمد أعراب ، هذا الأخير حاول ويحمان أن يشوه صورته عند عامة القراء لكننا نحيل صاحب المقال الى كتاب :

  • Jacques Bénet Mohand Arav Bessaoud, histoire d’une amitié”, écrit par Marc

والكتاب ألفه (مارك بينيت) إبن (جاك بينيت)، وضّح فيه مسار الصداقة بين جاك بينيت والمناضل الكبير محند  أعراب، هذا التوضيح ليس دفاعا عن بسعود فتاريخه أولى بالدفاع عنه، لكن فقط لتوضيح بعض المغالطات.

وبالتالي فإن أي محاولة لربط العلم الأمازيغي بجهة أو دولة ما فهو ضرب من الجنون ومحاولة للتلاعب بالحقائق لأجل أغراض مرضية ليس إلا، فالعلم الأمازيغي الذي عرف إنتشارا واسعا بدول المعمور خصوصا منذ 2011 هو علم هوياتي يرمز إلى المجال الجغرافي لدول تامازغا وهو علم ثقافي لكل الأمازيغ ولا علاقة له بكيان دولة ما، وهو العلم الذي صنف من طرف مجلة أمريكية كثالث علم محبوب من طرف شعبه بعد العلم الأمريكي والكندي.

وكخلاصة لهذه الفقرة فالعلم الأمازيغي إذن هو علم يوحد دول شمال إفريقيا وليس العكس مادام يرمز لدول شمال إفريقيا ككل ولا يفرق، فالعلم الامازيغي هو الذي يجمع بين امازيغ المغرب من مختلف المناطق وبين أمازيغ جميع دول تامازغا والعالم، يمكن رفعه إلى جانب العلم الوطني لهذه الدول كما هو الشأن مثلا بعلم إحدى الدول الأوروبية

فقط نشير قبل ختم هذه النقطة أن صاحب المقال وفي معرض حديثه عن واقعة يعلمها هو وحده وهي ما أسماها “واقعة حاسي البيض” استدل بصورة مدعيا أنها مأخوذة من كرنفال زفاف المثلي ودليله ثلاث فتيات يحملن العلم الأمازيغي، لكن ولذكائه نسي أن بجانب العلم الأمازيغي هناك علم الدولة المغربية مرفوع إلى جانب العلم الهوياتي الثقافي للامازيغ ،فهل هي رسالة ياترى من صاحب المقال أن العلم السياسي للدولة المغربية هو رمز أيضا للمثلية  (المرجو الرجوع للعدد 780 من جريدة الايام الأسبوعية ل 15-9 نونبر 2017 )، مما يحتم على الجهات القضائية المعنية فتح تحقيق مع المدعو ويحمان حول هذا التصرف والافتراء الذي يشوه صورة الدولة المغربية وعلمها الأحمر الذي تتوسطه نجمة خضراء نظرا لخطورة التعليق المرفق بالصورة وما يشكل ذلك من إيحاءات ربما مقصودة من صاحب المقال .

  • ثانيا: أبجدية تيفيناغ وخرافة ربط الحرف الامازيغي “الزاي” بالسحلية وبرقصة قبائل البوغون البوركينابية:

في البداية لابد من شرح معنى تيفيناغ في لسان الأمازيغ فهي كلمة مركبة من “تيفي” أي إكتشاف و “ناغ” التي تفيد الملكية وبالدارجة المغربية (ديالنا ) ، وبالتالي فالتيفيناغ تعني ” اكتشافنا ” أو إختراعنا وهي أقدم أبجدية للكتابة على الإطلاق  يعود تاريخ ظهورها إلى 8000 سنة ما قبل الميلاد كما تؤكد العلامات الطوبونيمية وقبل التوسع في تاريخ الحروف الأبجدية تيفيناغ التي أعتمدها “المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية” كحرف لتدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس المغربية، سنساير المدعو ويحمان في خرافاته التي لا تنتهي ولنفترض جدلا صحة ما قاله أن حرف ” الزاي ” مستوحي من السحلية؟؟؟ لأنها لها أرجل وذيل ورأس على شكل الحرف “ياز” وبهذا المنطق فكل الحيوانات وبعض الزواحف تشبه الحرف، لكن إذا كان الحرف ياز مستوحى من السحلية فمن أين جاء الأمازيغ بباقي الحروف الأخرى يا ترى ؟!! هل من باقي الحيوانات ام من ماذا؟! فهل هناك أكثر من هذا الهديان!   ولتأكيد حمقه أرفق المقال بصورة لأشخاص أفارقة يرقصون واحدهم يحمل الحرف “ياز”، وهو في الحقيقة حجة ضد أهدافه إذ أن ذلك دليل على أمازيغية البوركينابي واعتزازه بهويته الأمازيغية التي حافظ عليه طوال هذه القرون .. 

وبالعودة إلى حروف تيفيناغ واعتمادا على أبحاث وحفريات ومراجع علمية وأكاديمية متهمة وبالاستناد إلى علماء اللسانيات أمازيغ وأجانب مهتمين ودارسين للغة الأمازيغية وبالاعتماد على المناهج العلمية والأبحاث الأكاديمية، نجد أن جل الباحثون يعتبرون أن تطوير الكتابة كان في البداية عن طريق بروز ظاهرة الرسوم والنقش على الصخور والعظام والفخار وكما باقي الشعوب فإن أجدادنا الأمازيغ سكان شمال أفريقيا فقد نقشوا هم أيضا حروف كتابتهم “تيفيناغ” على الصخور والكهوف او العظام او الفخار وباقي المعادن بل وان “تمغارت ” أو “تامطوط ” تمازيغت أي المرأة الأمازيغية نقشت حروف تيفيناغ على جسدها ” إحدجامن ” أي الوشم ، وجعلت من تيفيناغ رموز للنسج ” أسطا ” أو ” أزطا “، ويرى الباحث الطاهر باكري في مقال نشر له سنة 2010 بالحوار المتمدن باعتماده على مجموعة من المراجع التاريخية أشار إليها في مراجع بحثه أن ” .. يساير انتشار الكتابة الأمازيغية التوزيع الجغرافي لمواقع النقوش الصخرية في بلاد الأمازيغ، ففي المغرب تتوزع انطلاقا من “فكيك” “شرقا” إلى “أوسرد” بالصحراء المغربية جنوبا مرورا بمواقع الأطلس الكبير ومنطقة درعة والأطلس الصغير ومنطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب، وأكبر تجمع لهذه الكتابات الأمازيغية يوجد بموقع تيزولين وفم الشنا بمنطقة “درعة”. ويرى الباحثون أن أقدم الكتابات بالمغرب هي كتاب “غريب ن ئيكيس” التي تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد على أقل تقدير. 

وقد تمكنت الباحثة والأركيولوجية الجزائرية “مليكة حشيد” من العثور على لوحات كتب عليها بالتيفيناغ ومن بينها لوحة حاملة لحروف تيفيناغ مرافقة لعربات حصان، وهذا النوع من العربات ظهر في العصر ما بين ألف سنة قبل الميلاد أو خمسمائة سنة قبل الميلاد، وهو ما جعل البعض يرجح أن تكون تيفيناغ هي أقدم الكتابات الصوتية التي عرفها الإنسان”. وقد أثبت دارسو تيفيناغ (Faidherbe, 1870 ; Chabot, 1933 ; Marcy, 1936 ; Galand, 1966 ; Camps, 1996 ; etc.)  واتفقوا على وحدة تيفيناغ كنظام للكتابة خاص باللغة الامازيغية.

فقد ثبتت الأدلة أن حروف تيفيناغ موجودة من سيوا بمصر إلى جزر كاناريا ومن البحر الأبيض المتوسط إلى نهر السنغال، وفي هذا الصدد نشير إلى بعض النقوش لتأكيد ما نقول:

نقائش الفن الصخري Les inscriptions rupestres المتواجدة بجنوب المغرب والصحراء وجزر كاناريا، والتي من أقدمها نقيشة “عزيب نيكيس” التي قد تعود إلى ما بين القرن الثاني عشر والسادس قبل الميلاد حسب تقديرات الباحثين. 

نقائش النصب الجنائزية والإهداءات Les inscriptions libyques، والتي تتركز فيتونس والجزائر، وفي المغرب بدرجة أقل، وتبرز هذه النقائش أن الكتابة بحروف تيفيناغ كانت عمودية تتجه من أسفل إلى أعلى، وهي نماذج من النقائش اكتشفت منذ بداية القرن الماضي وما زالت قيد الدرس من طرف المختصين لمعرفة دلالاتها وفك رموزها.

  • النقائش المزدوجة والتي كتبت بلغتين متقابلتين، مثل نقيشة دوكا Thugga التي تعود إلى 138 قبل الميلاد، والتي تتضمن نصين متقابلين أحدهما بتيفيناغ Libyque والآخر بالحرف البونيقي القرطاجي

ومنها أيضا النقائش الأمازيغية اللاتينية libyco – latine والتي كتبت بالحرفين الأمازيغي واللاتيني.

ولا حاجة لنا بالتذكير باكتشاف أقدم إنسان عاقل على وجه البسيطة وهو انسان “إغود” المكتشف بالمغرب مؤخرا ، ووجود انسان عاقل يعني أن له لغة خاصة به يتواصل بها مع محيطه وحروف يكتب بها إلى غير ذلك، فدراسة تاريخ الأمازيغ أثبتت بما لا يدع معه مجال للشك أن الإنسان الأمازيغي هنا وجد بشمال إفريقيا له لغته الخاصة ونمط عيشه وثقافته وحروف كتابته ومن بين الدارسين العالم الإنسي الفرنسي كابرييل كامب الذي وقف على هذه الحقيقة وهو الذي عاد في بحثه الذي كرس حياته له إلى القرن الحجري الأعلى أي 500000 سنة قبل الميلاد. 

وبالتالي فصاحب المقال تناول أبجدية تيفيناغ وحرفها “الزاي” من زاوية أيديولوجية برغماتية ضيقة وليس من منطلق علمي تاريخي اكاديمي ونحن مستعدون لارشاده لمراجع وأبحاث علمية لمحاربة أميته في هذا المجال ان أراد طبعا ذلك ولكي لا يجعل من السب والقذف سياسة مقارعته من يعتبرهم خصومه.

وبعد الوقوف على أهم النقط التي جاءت في المقال والتفاعل معها منطقيا لا بد أن نذكر صاحب المقال ومعه كل الذين يجهلون فلسفة وأسس الحركة الأمازيغية وخطابها العقلاني وذلك في الفقرة الثالثة . 

  • ثالثا : إمازيغن.. خطاب واقعي أصيل وعقلاني حداثي يقبل التعايش وينبذ العنف

راكم الخطاب الأمازيغي تجربة مهمة على امتداد ثلاث عقود الماضية رغم حداثة بروزه ونشأته، وسجل منعطفات كبرى على مستوى “التمثيل الذاتي” و”الترافع الثقافي-السياسي” والاحتجاجي الميداني، وبواقعيته فرض طروحاته المختلفة في فضاء النقاش الثقافي والسياسي العمومي بشكل عقلاني داحضا جميع الخطابات الإستلابية والإستئصالية والنظريات الإسقاطية فيما يخص أسئلة نبض المجتمع وإشكالاته السوسيوثقافية والهوياتية والتاريخية والفكرية كما قدم ويقدم دائما رؤية متميزة في جميع جوانب قضايا حقوق الإنسان بشكل عام، إلى جانب إنتاجاته العلمية والفكرية الوطنية في جوانب بحثية مختلفة، أعادت الإعتبار “للإنسان المغربي” وخصوصياته الثقافية والتاريخية وأوضحت تميزه عن باقي شعوب العالم.

فرغم سياسات التضييق والمنع والقتل والاعتقالات والاختطافات الذي تعامل بها المخزن مع امازيغن وحقوقهم الثقافية  والسياسية والهوياتية، استطاع العمل الأمازيغي بخطابه الفكري الثقافي والسياسي أن يفرض نفسه بقوة حججه في مجال “التدافع السياسي” مكتسبا بذلك مشروعيته وشرعيته وعدالته من خلال قوته التي تتمثل في أصالته وحداثته. أما أصالته –الخطاب- فتتجلى في كونه انتاج وطني محلي لم يستورد من الخارج كما الخطابات الايديولوجية القومية والاسلاموية التي وجدت كل شيء جاهز من أطروحات فكرية وتجارب تنطيمية، والتي لا تتماشى والبنيات الاجتماعية والاقتصادية الوطنية مما كانت محكومة دائما بالفشل من حيث استعصاءها في تقديم حلولا علمية لقضايا ومعضلات الشعب المغربي. 

وخطاب حداثي كونه يتبنى الحداثة كأفق كوني للفكر البشري والتجارب الانسانية من خلال أسسه الفكرية والمرجعية التي ينهل منها أفكاره ومبادئه، وكذا باعتماد المرجعية الكونية لحقوق الانسان والنضال من أجل الديمقراطية والمواطنة الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية دون أي تمييز بين أبناء الشعب المغربي على أساس النسب أوالعرق أو الدين. 

وفي الختم نستحضر المثال القائل “اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة” وهو مثال ينطبق على المدعو ويحمان، هذا الأخير وإن أردنا ان نسلك نفس المنهج التهجمي فإننا كنا سندقق كثيرا في حياة المدعو ويحمان الذي كان موظفا شبحا بإحدى الجماعات القروية بالرشيدية، وتم توقيفه وإختفى بعدها لمدة سنوات، ليظهر مجددا بمدينة الرباط مع عرابه المحامي  خالد السفياني وهذه المرحلة كانت مهمة بالنسبة اليه بحيث مكنته من زيارة مجموعة من البلدان ذات الحس القومي (العراق، سوريا…) وكان يستفيد من فنادق بغداد الفاخرة على حساب قوت الشعب العراقي الرازح تحت الحصار آنذاك. واستفاد كذلك من مبلغ كبير بإقحام ملف طرده من العمل بملفات “هيئة الانصاف والمصالحة” وتحصل على التعويض.  

أحمد ويحمان المتحمس للفكر القومي العروبي، والمجنون بنظرية المؤامرة سبق له وان اعتبر محاولة استقلال منطقة كاطالونيا على انها (مؤامرة صهيونية) هذا الهوس الذي يسكن ويحمان ومن يدعمونه يظهر بجلاء تخبطهم الكبير وتيههم الأيدلوجي الصارخ على حساب شعوب مسالمة كالشعب الامازيغي المغربي المحب لوطنه، والذي رأيناه بجميع المحطات الوطنية السياسية والرياضية والاقتصادية، ونحلم بيوم يصبح فيه المغرب للمغاربة فقط بدون التسربات المريبة لبعض الايديولوجيات البعيدة عن ثقافة ووجدان الشعب المغربي، فلم نرى يوما المدعو ويحمان ومن معه يخرجون للشارع من اجل قضايا المغاربة الملحة حتى انه صرح يوما ان قضية فلسطين اهم لديه من القضية الاولى للمغاربة وهي (قضية الصحراء)، بل يخرج فقط نصرة لقضايا اخرى تستغل التعاطف الكبير للمغاربة وإنسانيتهم وتسامحهم للقفز عليها. وختاما نتمنى أن يعود المدعو “ويحمان” إلى رشده، ويتخلى عن شذوذه الفكري.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading