رئيس للبيع في المزاد العلني ..فهل من مشتري؟
" بمعنى آخر، كل من المغرب وإسبانيا وضعا أمام المجتمع الدولي إرادتهما ورغبتهما الخالصتين في مجال الصداقة وحسن الجوار وحسن النية في التعامل والعلاقات وطرد الازدواجية في التعامل والخطاب…"
مقتطف من معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة بالرباط في 21 من ذي الحجة 1411 الموافق ل(4 يوليو 1991) بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية والمنشورة بالجريدة الرسمية .ظهير شريف رقم 1.93.96 صادر في فاتح رمضان 1432 (2 أغسطس 2011)
أزول بريس – يوسف الغريب //
” بمعنى آخر، كل من المغرب وإسبانيا وضعا أمام المجتمع الدولي إرادتهما ورغبتهما الخالصتين في مجال الصداقة وحسن الجوار وحسن النية في التعامل والعلاقات وطرد الازدواجية في التعامل والخطاب…”
مقتطف من معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة بالرباط في 21 من ذي الحجة 1411 الموافق ل(4 يوليو 1991) بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية والمنشورة بالجريدة الرسمية .ظهير شريف رقم 1.93.96 صادر في فاتح رمضان 1432 (2 أغسطس 2011)
بيننا وبين إسبانيا المقطع أعلاه وغيره من بنود المعاهدة الموقعة بين المملكتين.. وخاصّة تلك الجملة البليغة التي تلزم الطرفين بطرد الإزدواجية في التعامل والخطاب..
وهو بالضبط ما سقطت فيه جارتنا الشمالية باستقبالها زعيم البوليزاريو المعادى لوحدتنا الترابية وبهوية مزوّرة وتواطئ مكشوف مع العصابة بالجزائر..
وأيّاً كانت مخرجات هذه الفضيحة إن في اتجاه محاكمة هذا الإرهابي انصافاً للعدالة ولضحاياه.. أو العكس..
فذلك لن يمحو بالمرّة أثر الفضيحة على دولة كانت إلى حدود البارحة ترافع وبقوة حول القيم الإنسانية والكونية.. بل ومارست الوصاية على شعوب المنطقة ودولها إلى حدود البارحة..لنهار كل هذه المنظومة أمام اختفاء مجرم حرب هارب من العدالة مخالقة بذلك كل من القانون الدولي والاعراف الدبلوماسية في احترامها للمعاهدات والمواثيق بين الدول..
هي فضيحة أخلاقية أصابت في العمق الضمير الجماعي لهذه الدولة و مكانتها وسط الاتحاد الأوروبي والعالم..
هي فضيحة أبرزت أن المغرب بلد القيم الكبرى وثقافة احترام معاهداته مع الدول.. كموقفه من إقليم كاتالونيا مثلاً.. لا خوفاً من أحد.. ولا طمعا في موقف.. بل انتصاراً لقيمه الحضارية.. التي دفعت بوزير خارجيتنا القول بأنه ما زال ينتظر أجوبة من إسبانيا الأوربية..
وهل المتلبس بالفضيحة يملك أجوبة…!؟
أم أنّه يسارع الزمن للتخلص من شخص بهوييتن أحلاها مرُُّ..
ولعلّ من ايجابيات هذه الواقعة أنّ لجوء زعيم الانفصاليين إلى إسبانيا لتلقي العلاج، مُستعملاً هوية مُزيفة وأوراق سفر مزورة، يعكس بشكل جلي أن قيادات البوليساريو من أعلى هرمها إلى أسفله، تؤمن أن “الجمهورية” التي يُنادون بإقامتها في الصحراء المغربية ما هي إلا وهم وزيف للحقيقة والتاريخ
ولو افترضنا جدلاً، أن هذا الرجل الذي يدعي أنه يرأس جمهورية، ويُدافع عن استقلالها، فلماذا سيدخل دولة أخرى مُتخفياً بهوية مُزورة؟ ولماذا لم يدخل بهويته الحقيقية وبالصفة التي تدعي البوليساريو ومحتضنها بالجارة الشرقية
ألا يسائل هذا التصرف ويدفع بأعضاء الاتحاد الافريقي إلى مراجعة وضعية هذا الجسم الغريب داخل هذه المنظمة.. فهي مناسبة لفتح الملف من جديد وتصحيح الوضع المختل أثناء فترة التأسيس.. فمن الإساءة بمكان للاتحاد الإفريقي أن يتقبل بين ظهرانيه ( رئيسا) هو الآن مجهول الهوية.. ومعرض للبيع..
أمّا إسبانيا.. فكما قال رئيس الدبلوماسية المغربية في آخر استجواب له…
” لن تمرّ هذه الواقعة مرور الكرام)
فقد انتهى زمن استعراض العضلات والقوة كما وقع بجزيرة ليلى ذات فخ سابق..
وانتهى زمن التبجح بالقيم وحقوق الإنسان والديقراطية واستقلالية القضاء..
فالدولة التى لا تحترم معاهداتها لاتستحقّ الاحترام..
انتهى الكلام.. وطويت الصحف
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.