//حسناء أكرام//
لا يختلف اثنان على أن عمالة إنزكان أيت ملول شهدت في السنتين الأخيرتين تطورا كبيرا وتحديثا مس جميع القطاعات والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبني التحتية … ، تطور لمسه العامة قبل الخاصة منذ مقدم العامل الجديد السيد “حميد الشنوري” رجل الميدان والصرامة في العمل والواقعية والحكامة الجيدة في التدبير والذي رسخ لرؤية إصلاحية شمولية جعلته فاعلا أساسيا لاينكر فضله إلا جاحد.
هذا العمل الدؤوب حرك أعشاش الدبابير التي ألفت الصيد في المياه العكرة من لوبيات فساد وقوى ممانعة للإصلاح، وكذا قوى سياسية ورقية أصلا عاجزة وأغلبها دون قواعد يرون في تحركات السيد العامل منافسة لهم وأنه حل محلهم في التنمية المحلية والتي عجزوا عنها أصلا.
معطى آخر لا يجب إغفاله وهو بدأ العد العكسي لاجراء الانتخابات الجماعية وما تشهده المدن من حركات تسخينية تجعلها ساحة لجميع أنواع الحروب ومنا استغلال الجمعيات لحسابات سياسوية ضيقة الأفق مستغلين غياب الوعي بماهية العمل الجمعوي وقيمه وكون أغلب الجمعيات أصلا ولا نعمم مجرد أدرع وأوراق ودكاكين انتخابية يتم استغلالها في مثل هذه الأوقات بريموت كونترول عن بعد لخلق زوابع في فناجين لصرف نظر المواطنين عن حاجاتهم الحقيقية والآنية.
مناسبة هذا الكلام هو ما أقدمت عليه 17 “جمعية” بحي آزرو أيت ملول باتهام السيد عامل صاحب الجلالة بعمالة إنزكان أيت ملول بالتقصير في واجبه في محاربة ظاهرة الباعة المتجولين.
وقبل الخوض فيما وراء هذا الخبر ودوافعه وأبعاده، تستفزني بعض الأسئلة البديهية التي وجب طرحها:
– لماذا تم الانتقال مباشرة للشكوى على العامل في إغفال تام للمجلس البلدي لايت ملول؟
– ما السر وراء اختيار هذا التوقيت بالضبط؟
– كيف يجمع موضوع الباعة المتجولون 17 جمعية في رمشة عين فيما عجز الموضوع البيئي والعطالة والتعمير والشواهد الإدارية بكله وكلكله في جمعها؟
– من يكون بوحسين بوجنحين هذا، ومحمد الفرس قطبي الرحى في هذه الشكاية؟
كلها وغيرها أسئلة مشروعة لكل مواطن بسيط سئم مثل هذه الخرجات والحركات التي تخبط خبط عشواء في كل موسم انتخابي، ومل من كون المواطن البسيط مجرد ورقة انتخابية ورقم لعجنه بين أيديهم ليخبزو به خبزتهم ودائما لغاية في نفس يعقوب ليتكرر المشهد كل حين.
إن ظاهرة الباعة المتجولين مشكل واقع يستدعي مقاربة شمولية وموضوعية بعيدا عن المقاربة الأمنية، ألم تتساءل هذه الجمعيات عن ماذا فعل المجلس البلدي للحد من هذه الظاهرة؟ وماهي استراتيجية المخطط الجماعي للتنمية في تشغيل هؤلاء وإدماجهم وتنظيمهم وهيكلتهم كما هو الحال في مشروع سوق أطلس والأسواق النموذجية بإنزكان والمشاريع المدرة للدخل بالنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟
وما هو دور المجلس البلدي أساسا إن لم يستطع حل مشاكل ساكنة المدينة التي أتت بهم إلى الكراسي الوثيرة، أم أن رصانة السلطة المحلية وتفضيلها التأني والتفكير في حلول جوهرية للمشكل عوض التدخل بالعصي والسحل في الشوارع والقوة كما يطمح لذلك البعض خصوصا من فشلوا في حل مشاكل المواطنين وإيمانهم بعقلية تصدير الأزمات عوض التحلي بالشجاعة والمسؤولية لحلها وكذا المصالح الشخصية لبعض الجمعيات (جمعيات الشكارة) هي التي عجلت بهذا الخيار الغير واقعي والمفروش.
ما يحز في النفس أنه وبعد فشل جهابدة العلم السياسي الفارغ والمتوسدين الكراسي لأعوام في تجديد النخب داخل الأجهزة الحزبية المحلية والديموقراطية الداخلية بتكوين شبيبات حزبية قوية، لاحظنا ومنذ فترة ليت بالقصيرة توجه هذه النخب للاستثمار في تفريخ الجمعيات لتحل محل الشبيبات الحزبية أولا لضمان أن يعمرو ألف سنة في المناصب وماهو بمزحزحه من العذاب أن يعمر واستغلال هذه الجمعيات كأدرع بدون التزام لخوض حروب بالنيابة، لكن مثل هذه التوجهات ورغم مكرها إلا أن نتائجها كارثية على المستويات الداخلية للأحزاب ولكم في التاريخ عبر.
ثم نقول جميعا كفانا ضحكا على الذقون، فمن منا لايعرف (ب.ب) التقدمي مع وقف التنفيذ، والذي يعرف القاصي والداني من يكون وأجندة من يعمل وكذا تعودنا أن ذكر (و.ع) عن حزب الكتاب يكون دائما مقرونا بافتعال أنصاف القضايا في كل موسم انتخابي.
ومن منا لايعرف (م.ف) الاشتراكي مع وقف التنفيذ والذي لا يخفى من يكون ولي نعمته غير (ح.أ) الذي يصدر أزمته خشية الحصلة.
يقول المثل الأمازيغي “أمان ياضنين أياد” بمعنى هذا زمن آخر، زمن أصبح فيه المواطن ناضجا واعيا ليميز الخبيث من الطيب، والشباب قادرا على النقد والتمييز، وينسى أو يتناسى هؤلاء تجار الحروب الانتخابية ن ذاكرتنا قوية وأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
لدى عمتم مساءا وأنتم وكل موسم انتخابي بخير.
التعليقات مغلقة.