د. عبدالله الحلوي يؤسس للاتجاه اليميني في الحركة الأمازيغية
لاحظ الأستاذ رشيد الراخا بذكاء ثاقب أن الحركة الكوردية، بانتصارها الميداني على داعش، استطاعت أن تحقق ما لم تستطع أن تحققه دول التحالف الغربي، ودول التحالف “العربي” الذي لعبت فيه العراق دورا رئيسيا، رغم الضغوطات التركية والأمريكية الكثيرة. و عزا الأستاذ الراخا هذا الإنتصار للحس القومي الكوردي القوي الذي جعل الكورد عبر التاريخ أمة متشبثة بلغتها وثقافتها وإنسانها.
انتصار ترامپ المدوّي على هيلاري كلينطون لا يمكن أن يفهم إلا في نفس السياق. قال لي عالم سوسيولساني وناشط أمريكي مؤخرا: “الأمريكيون بمجرد أن يحسوا بالخوف من المستقبل، يعرهون إلى اليمين القومي المحافظ لأنهم يرون فيه ما يضمن بقاءهم ثقافة وحضارة وإنسانا”.
مهما قيل عن أردوڭان، فإنه زعيم تركي قومي يميني، يؤمن بالدور الطليعي الذي لعبته الخلافة الإسلامية العثمانية عبر التاريخ، وبأن آنه الأوان لاسترجاع مجد هذه الدولة “الخارجة من أعماق الغيب” باستعمال التعبير المحبب عند أستاذه فتح الله ڭولن. لقد انتصر أردوڭان على الدولة المُغرِّبة (وليس العلمانية كما يُعتقد) لأن الأتراك أحسّوا بأن أردوڭان سيستعيد لهم مجدا قوميا مفقوداً و لأن أردوڭان بدأ بالفعل في تحقيق هذه الغاية.
اليمين القومي إذن كان ولا يزال هو الحل الأمثل لاسترجاع المسلوب الهوياتي وابتكار مستقبل الرّفاه للأمم. وهذا هو بالضبط جوهر قوة الحركة الأمازيغية الذي ينبغي الوعي به وترجمته إلى اختيارات سياسية ملموسة تتجاوز بها إنسية شمال إفريقيا ومن أجلها ارتكاساتها الحضارية التي عاشتها لقرون.
فما هي مقومات اليمينية القومية في الحركة الأمازيغية؟ في ما يلي مجموعة من الأطروحات التي أعتقد أنه ينبغي أن نقرأ الطبيعة اليمينية للقومية للحركة الأمازيغية في ضوئها:
الحركة الأمازيغية سديم من الأفكار والتمثلات والتصورات والمفاهيم والقيم التي تعبر عن نفسها من خلال فعاليات مدنية وسياسية تدور في فلك قضية أساسية واحدة: وهي قضية استرجاع الحقوق الهوياتية المسلوبة.
يجب أن نميز دائما بين الحركة الأمازيغية نفسها وتمثل الحركة الأمازيغية لنفسها. الحركة الأمازيغية واقع أما تمثلها لنفسها ففهم نظري قد يكون صحيحا وقد يكون خاطئا.
جزء مهم من الحركة الأمازيغية جاء من التيارات اليسارية. والإنتماء السابق لليسار أثر على فهم الحركة الأمازيغية لنفسها.
تحتاج الحركة لأفق جديد لفهم نفسها وإلى تحرر عمدي من رواسب الماضي اليساري الذي لا يقود إلا الفشل السياسي (والشخصي).
يتجلى الطابع اليميني لأموسّو في:
ــ كونها حركة هوياتية تؤمن بالتأسس التاريخي لهوية زمانية مكانية أنتروپولوجية اسمها الهوية الأمازيغية.(بينما اليسار حركة تدعي الأممية)
ــ كونها حركة تؤمن بدور الوعي الهوياتي في تغيير الإنسان. (بينما اليسار حركة تدعي أن الهوية وهم أيديولوجي يجد حقيقته في الصراع الطبقي)
ــ كونها حركة تستند إلى مجموعة من القيم التي تدافع عنها بكل شراسة. (بينما اليسار حركة تدعي أن القيم مجرد آليات للتحكم في الوعي الطبقي وتدجينه)
عناصر يمينية أخرى يمكن أن تطورها الحركة الأمازيغية في خطابها:
ــ قدرة الجماعة على ابتكار نفسها ( = الهوية الأمازيغية بمختلف تمظهراتها ابتكار للعبقرية الإنسانية لذاتها في أرض محددة وتاريخ محدد)
ــ قدرة الجماعة على ابتكار محيطها ( = المجتمع الأمازيغي قادر على التحول إلى مجتمع حاضن للثقافة الإبتكارية)
أفكار يمينية أعمق وأوسع:
ــ تامازغا إمبراطورية موحدة (وليست مجرد “اتحاد” أو كونفدرالية)
ــ حدود تامازغا هي الحدود الجنوبية لفرنسا شمالا، نهر النيجر جنوبا، واحة سيوة شرقا، وجزر الكاناري غربا.
الحركة الأمازيغية حركة يمينية قومية ولا يمكن أن تكون إلا كذلك .. وعينا بهذه الحقيقة هو الذي سيعطينا مناعة سياسية أقوى واتجاها نحو المستقبل أسرع.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.