د. أحمد قيلش: مواقف دول الجوار من شأنها حلحلة الملف

د. أحمد قيلش لأزول بريس : مواقف دول الجوار من شأنها حلحلة الملف
بعيد أحداث الكركرات، أعلن المعهد الدولي للتحكيم والدراسات القانونية وجمعية رابطة الجالية المغربية الاجتماعية بجمهورية مصر العربية والمركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق الأنسان وبالتعاون مع العديد من الجهات والمؤسسات الوطنية والعربية تنظيم مؤتمر الوحدة العربية المفتوح على الكثير من الأسئلة أكثرها ملحاحية ما الجدوى من الاصطفاف عربيا في الوقت الذي لا تواجه فيه القضية الوطنية الأولى المغاربة سوى الخذلان من الاخوة العرب مجازا
أزول بريس تواصل مع فضيلة الدكتور أحمد قليش استاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر اكادير ورئيس المركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق الانسان، المنسق العام للمؤتمر وكان لنا الحوار التالي.

أزول بريس- الحسين أبليح//
1- ما الغاية من استقدام متدخلين من دول الجوار للإسهام في النقاش حول الصحراء دون اللجوء الى المتدخلين من الدول المعنية مباشرة بالملف وعلى رأسها الجزائر وموريتانيا وليبيا؟

حاول المغرب انطلاقا من ديبلوماسيته الموازية الانفتاح على مختلف الفاعلين والفرقاء السياسيين بمختلف توجهاتهم سواء كانت تدعم مغربية الصحراء أو تشجع أطروحة الانفصال، بل أبان في العديد من المحطات عن حسن نيته في إشراك دول الجوار بمن فيهم المعنيون بقضية الصحراء. ليجد نفسه أمام مجموعة من الفاعلين المفعول بهم إن صح التعبير، باعتبارهم يخدمون أجندات معادية للمغرب ولا تنهج السلم المغاربي، بل يسخرون كل طاقاتهم من أجل إبقاء ملف الصحراء مثارا بأي شكل من الأشكال، حتى وأن تعدى ذلك نشر الفتنة والتشجيع على الحرب.
ومن هذا المنطلق تشبت المغرب بأصدقائه المستقدمين من دول الجوار لشفافية تصوراتهم وحياد مواقفهم وعدم الانحياز لأي مسار من شأنه أن يكون حاجزا أمام حلحلة الملف عن طريق المفاوضات واحترام القانون الدولي.
2- من أهداف المؤتمر كما ورد في أوراقه إشراك الباحثين وهيئات المجتمع المدني والاعلام والترافع حول القضية، في إطار الديبلوماسية الموازية.

لعب الإعلام بمختلف أصنافه وتجلياته دورا بارزا في تبيان شرعية المغرب وسيادته على أراضيه الصحراوي منذ استرجاعها الى حاضرة أرض الوطن، كما أن وسائل الإعلام مسموعة كانت أو مرئية أو مكتوبة داخل أرض الوطن أو خارجه، شكلت جسرا لمعرفة حجم التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية، حتى أضحت قطبا اقتصاديا يضم بالموازاة مع ذلك عواصم ديبلوماسية كالداخلة و العيون.
إن الرهان على العنصر البشري في الترافع عن القضية الوطنية ابتدأ في المغرب عن طريق مجموعة من هيئات المجتمع المدني والمنظمات المهيكلة تنظيميا، والتي تعتمد في عملها على تنظيم مجموعة من الملتقيات والتظاهرات التي تعنى بجميع تفاصيل الملف سواء من داخل المغرب أو خارجه، ولنا دليل في ذلك ما حققه مجموعة من الفاعلين والفاعلات السياسيين داخل جلسات الأمم المتحدة والمؤتمرات الصحفية العالمية المفتوحة.
3- ما المقصود بالديبلوماسية الموازية التي جاء بها المؤتمر وما هي الاجراءات الملموسة التي يعمل المؤتمر على اقتراحها لتحقيق هذا الهدف؟

إن مؤتمر الوحدة العربية لا يكرس عمق الديبلوماسية المغربية، في أبعاد تجلياتها انطلاقا من تعدد وجهات النظر المختلفة وتبادل الأفكار والتصورات التي من شأنها إضفاء دينامية جديدة توسع من دائرة معرفة قوة مقترح الحكم الذاتي، الذي قدمه المغرب كحل أنسب للنزاع المفتعل حول الصحراء، وكذا فضح ألاعيب الانفصاليين ومن يقف وراءهم نهجا في العرقلة وإبقاء الملف رهين دهاليز الأمم المتحدة.
إن الاعتماد على الديبلوماسية الموازية التي لعب فيها العديد من الفاعلين السياسيين المغاربة سواء داخل أرض الوطن أو خارجه، دورا بارزا في الإيمان بمغربية الصحراء ودحض كل الأطروحات المعادية لها، مرة أخرى هذا المؤتمر نبراس للديبلوماسية المغربية وطرق اشتغالها من داخل أرض الوطن وخارجه.
4- يحضر المؤتمر آلية تحمل اسم المنظمة العربية لدعم قضية الصحراء، ألا ترون كمنظمين أنكم تقترحون آلية منزوية في الإقليم أكثر من اللازم ولن تحون ذات جدوى في الوقت الذي حقق فيه البولساريو غايات كبرى من التحامه بالمنظمات والمؤسسات التي تبنت بقوة خطابه؟

لا يمكن الاستخفاف بمثل هذه المنظمات الديبلوماسية المهيكلة “اقتراح: المنظمة العربية لدعم قضية الصحراء” بل على العكس من ذلك يجب تشجيع مثل هذه المبادرات إقليميا والعمل على إنجاحها ودعم الفاعلين بها حتى تتجاوز محيطها الجغرافي لتصل للعالمية.
إن المغرب عن طريق السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس استطاع أن يضرب البوليساريو ومن معه في عمق إفريقيا ولنا برهان في سحب عدد من الدول لاعترافاتها بالجمهورية الوهمية، والتفوق عربيا كما حدث مع الدعم والمؤازرة التي لقيها المغرب أثناء تدخله في ملف الكركرات وافتتاح قنصليه عربية لها وزن وحضور قوي.
إن هذا الثراء الديبلوماسي الذي حققه المغرب افريقيا وعربيا له في المقابل انتصارات أخرى دولية كان آخرها إشادة مجلس الأمن بالأدوار الطلائعية للمغرب في مجال حقوق الانسان بالصحراء، عودة على بدء يجب تشجيع مثل هذا المبادرات (المنظمة العربية لدعم قضية الصحراء).

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد