دماء على ستار الكعبة

 

بقلم / أمانى الوشاحى- من مصر

تابعت _ كما تابع العالم أجمع _ حادث تدافع الحجيج فى الطريق من مشعر منى إلى مشعر عرفات، والذي أسفر عن مئات القتلى والمصابين والمفقودين. والحقيقة إن الحادث يشوبه الكثير من الغموض، فالطريق من مشعر منى إلى مشعر عرفات عبارة عن شارع طويل يشبه شارع صلاح سالم بالقاهرة، فعندما يقع أى حادث فى هذا الطريق يكون الضحايا ما بين قتيل ومصاب، لا أفهم معنى وجود مفقودين فى هذا الحادث، ما معنى مفقودين؟ أين ذهبوا؟ هل إنشقت الأرض وإبتلعتهم؟ ..

كما أن هناك حجاج مصابين بفقدان الذاكرة، وهناك قتلى بدون أى إصابات على أجسادهم، مما يؤكد أن التدافع ليس هو السبب الوحيد وراء الحادث. أعلن آل سعود عن إجراء تحقيق فى الحادث، رغم أنهم المتهم رقم واحد، ولا أفهم كيف يقوم أحد المتهمين بإجراء التحقيق؟ كيف يكون المتهم حكما؟ لهذا أطالب بلجنة دولية لتقصى الحقائق، خاصة بعد تبادل الإتهامات بين إيران والسعودية، كل منهما تتهم الآخرى بالسبب فى الحادث. أحترم وأقدر موقف حكومة “الجمهورية الإسلامية فى إيران” والتى أصرت على عودة جثامين جميع مواطنيها، لدرجة أنه هددت بقصف المملكة العربية السعودية إذا لم تعود هذه الجثامين، وأرى أنه تصرف طبيعى جدا لحكومة تحترم شعبها .. وعلى الجانب الآخر أرى أن الحكومة المصرية لم تقم بواجبها تجاه مواطنيها على الوجه الأكمل.

أنتقد بشدة موقف الأزهر الشريف، والذى أعلن فى بيان له براءة آل سعود من تهمة قتل الحجيج، وبرر الحادث بأنه قضاء وقدر، ومعنى بيان الأزهر أن آل سعود لم يقتلوا الحجيج ولكن الله هو الذى قتلهم، لقد أدان الأزهر الله ليبرئ آل سعود. أتسائل عن المسؤلية الجنائية التى تتحملها “إدارة الحج” بالسعودية عن الحادث؟ بإعتبارها المسؤلة عن إجراءات سلامة الحجيج، فعلى الرغم من تحصل آل سعود على المليارات فى موسم الحج سنويا، من أموال الحجيج الذين يتكلفون الكثير، فإن إجراءات السلامة ليست على المستوى المطلوب، هناك إهمال واضح فى إجراءات سلامة الحجيج، لهذا أقترح تدويل المناطق المقدسة على غرار الفاتيكان، بحيث تشرف عليها هيئة تمثل جميع الطوائف والفرق الإسلامية.

خلاصة القول : المسلمون يتكلفون مبالغ طائلة فى موسم الحج سنويا، تذهب إلى جيوب آل سعود، تلك العائلة التى إستولت على منطقة “الحجاز” التى تضم الأماكن المقدسة فى مطلع القرن ال20 بالقوة المسلحة، وأطلقت اسمها عليها (أول مرة فى حياتى أرى دولة باسم عائلة) لقد آن الآوان لتحرير “الحجاز” فجميع المسلمين أوصياء على مقدساتهم، ولا يصح أن نترك مقدساتنا لأى عائلة مهما كانت، حتى لو كانت بنى هاشم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد