درب مولى الشريف…. الى مولاي المدنى ادكروم

يوسف غريب….

 لا يحتاج هدا الدرب الى تعريف فلقد استطاعت الكتابات السردية التى عالجت موضوع الاعتفال السياسي بالمغرب ان تجعل منه شخصية محورية تستقطب كل الاحداث التى وشمت مرحلة مفصلية فى الصراع السياسى بالمغرب…بل تحول الي مرجع نقيس به منسوب الحريات الفردية والجماعية ببلادنا….بل وذاكرة جماعية تتطلب منا جميعا كاطارات سياسية ومدنية ان نبقيها داكرة حية  نجدد من خلالها الوفاء لكل المناضلين الدين نسجوا خيوط هذا الذاكرة يوما ما… وفى هذا الاطار تدخل مبادرة الاتحاد الاشتراكى للقوات الشعبية حين حول تاريخ 29 اكتوبر الى يوم الوفاء لشهداء الحزب فحسب بل والى كل شهداء الحركة الديقراطية بالوطن.

idkaroum yaklabas

ان يوم الوفاء بهذا الافق الواسع يجعلنا نستحضر ايضا المحيط العائلى  لكل المعتقلين السياسيين  وخصوصا الامهات منهن بكل المعاناة التى رافقت لظة الاختطاف والغياب القسرى  وهو استاذي مولى المدنى ادكروم ان ينقله لنا باسلب حكائى شيق وهو يستحضر معاناة لل حبيبة وهى تبحث عن ابنها مولى حسن ادكروم المعتقل بدرب مولى الشريف

لقد اصبت استاذى حين اثرت هذا الموضوع لكى نوسع النقاش حول مفهوم المعتقل السياسي  هل هو حالة فردية ام جماعية…وهل هو عقاب فردى ام جماعى…كيف نفسر نضاالات عائلة الشهيد المهدى بنبركة والى الان حول حقيقة اختفائه..وعائلة  المانوزى ايضا وغيرهم…..مثلك استاذى المدنى ادكروم  واستسمحك وانا احرج تواضعك كى اتحدث عن اعتقالك وانت خارج درب مولى الشريف تقوم  بعملية التنسيق بين التنظيم والمعتقلين بكل ما يرافق ذالك من ترهيب وخوف وحذر ..

هى صورة واحدة فى نظري بين من فى داخل درب مولى الشريف اوخارجه لكنها صورة/بذرة اينعت هذا الهامش الكبير من الديقراطية والحرية جعل ربيعهم العربي يبقى قزما امام نضالات كل زوار درب مولى الشريف   وليس صدفة ان يسمى بهذا الاسم لانه لا يستقبل الا الشرفاء ولا تلدهم الا الحرائر ولا يذكرهم الا الاوفياء

الخاطرة التي استفزت الزميل يوسف غريب 
أمي و…درب موﻻي الشريف.
الى حدود بداية صيف 1975 لم تكن امي ﻻﻻحبيبة تعرف شيئا اسمه درب موﻻي الشريف وﻻسمعت به ،،هي التي ﻻتعرف اصلا شيئا غير حمام الحي وبيت زوجها كما يقال ،،ولكن وبداية من هذا التاريخ صارت تؤرخ بهذا المكان رغم قبحه وسوء سيرته ﻻنبعاث ابنهاولو من جحيم وفي جحيم،بعد أن كانت متأكدة من موته المحقق كما أكد أكبر عراف في سوس ،،وكما رأت من آخر صورة كان عليها ابنها ،،وكما تعرف عائلة زوجها في زاوية تازروالت من خلال العراف…
كيف ؟
كلما ذكرمعتقل درب موﻻي الشريف امام امي للاحبيبة رحمها الله إلا وأعادت قصة ماتذكرته من حكايتها الغريبة مع هذا المكان الهول ،،والذي كان ﻻيذكر الا همسا بين عوائل واسر مراكش التي اختطف ابناؤها ذات يوم اوشهر اوسنة..قالت أمي كان الزمن بداية صيف حين نقل المختطفون من ابنائنا من كوميسارية جامع الفنا بعد ان عرف مكانهم من طرف عائلاتهم ،الى مكان مجهول،،وقالت ان ابنهاكان آخر من رحل من المدينة ﻻنه كان في حالة سيئةنزل على اثرها مكانا محروسا في مستشفى المامونية،وكان آخر عهدها به وهو في حالة أقرب الى الميت منه الى الحي: هيكلا عظميا ذا رأس كبيرة،وصدر مثقوب يسيل خنزا ،وﻻ من طبيب يطلب تحليلا لم خلفه التعذيب والاهمال،في انحناءة من يبلغ السبعين ،،لم يبق من ابنها سوى عينيه المتوقدتين واللتين كانتا مشعتين كما ستتذكر دوما حين سيغيبونه ،،هكذا قالت…طار من غير انذار ،،ﻻ لم يطر أخذوه في قفص ،،اختفى كالاخرين ،،كما رفاقه كما يحب ان يسميهم ..فانزوت الى رفيقاتها الممتحنات لينسجن بكاء جماعيا صامتا عل المحنة تلين،،،
في الايام التوالي قررت أمي ﻻﻻحبيبة زيارة بلدة زوجها في اقصى سوس هناك في تازروالت حيث اعمام ابنها،لترى سبب انقطاع سؤالهم ،في الوقت الذي هي في حاجة الى دعمهم وقد عاهدتهم كراما،،فهالها ماوجدت ،،ما ان وطئت رجلاها البلدة وعلمت العائلة الكبيرة وصولها حتى امتلا البيت نساء وتصاعد العويل والبكاء وكلمات الفجع،،وانزاحت للا حبيبة في راحة البكاء الى ان افاقها ما تقول النساء من كلمات العزاء والصبر على الفقد والبركة في الباقي ،،،فاستفسرت حول حقيقة كلمات التعزية والفقد ،فوجدت ماافقدها الرشد واعجز اللسان عن التفوه ،،قالت،قالت النسوة أن عم ابنها اخبرهن ان ابنها في الدار الاخرى وانه ،واشار بيده قاطعا عنقه ،،وباصبعه السبابةالى فيه،، ان الكلام في هذا الموضوع من اليوم فيه خراب للعائلة، وان عليهن الصمت والصمت والصمت،،فلما استفسرت عن مصدر الكلام قالت زوجة العم كبير القوم ..أن العم وهو في طريقه الى مراكش بات باكادير في” بنسركاو “كعادته عند الشريف الزنزوم وهو عراف ابكم معروف بشعبيته الكاسحة في معرفة واستشراف الغيب،،فلما علم مقصد العم اومأ اليه أن ﻻ يكمل مسعاه وان يعود الى بلدته،وان المقصود بالزيارة هالك ومرر يده المفتوحة على عنقه،،كما اومأ اليه بعدم الحديث في الموضوع الى اي كان ووضع سبابته على شفتيه،، ﻻن الامر يمس،،، ووضع يده فوق عينيه ،،قاصدا المخزن ،،،والمعلوم ان العم شيخ القبيلة وقد يمسه سوء إن أكمل الرحلة…انهارت أمي ﻻﻻحبيبة ،،فالزنزون ماسبق أن كذب كما قيل لها،وعلامات جسد ابنها تؤكد…مانامت امي تلك الليلة كما قالت ،يتقادفها صوتان في كل مرة يغلب أحدهما الاخر ؛صوت الموت، وصوت الحياة ،صوت هذه العلامات الظاهرة تتقدمها اخرصورة أخذتها له رغم العينين المتقدتين ،وصوت دواخلها المتشبت بالشوق والحياة…مع اولى خيوط النور تسللت راجعة ،،،اريد رؤيته حيا او ميتا،،، هكذا قررت وليكن مايكون ،،،
تقول امي أن ما قامت به هو من بنت أفكارها ،،وان مافعلته كان بدون استشارة احد ،بدون ان تنكر انها كانت تتحرى ،،ومن تحريها علمت ان ماستقوم به كان خطرا ،وسيعرضها للمجهول ولكل مكروه،،وليكن مايكون،،فهي مولعة بابيها تستشهد دوما بامثاله “العمر ماكتقتلو الزعاما”هكذا كان يردد امامها وهي صغيرة،،هكذا قالت،،
هذه هي ساحة “بنجديا” هكذا أخبرها سائق الحافلة ،مضيفا” احظي راسك راه الدار البيضا واعرة”،،باتت عند احداهن ،،هنا لاتحب اللاحبيبة أن تسمي ،،فقد بدأت امي تكتشف وتتورط في شبكة سرية من الامهات والاخوات والزوجات على طول الوطن واحدة ترميها للاخرى في أمان تام..(مأأعظم هؤلاء النسوة حين يتعبأن تحث خمار قضية نبيلة )..قالت أمي ب فخر ،،في الصباح التالي قلت لسائق الطاكسي من فضلك كوميسارية درب مولاي الشريف ،،في لمح البصر كنت امامهم ؛اريد ابني ،،ابني عندكم ،،ان كان في السماء هو عندكم ،،وان كان على في الارض فهو عندكم،،فداروا بي وادخلوني مكتبا أغلقوه وانهالت الاسئلة ،،بالتعنيف مرة وبالترغيب مرة ،،والسؤال الابرز قالت امي :من أخبرك انهم ،،أنه هنا،،من ارسلك.،وانا كذلك بين الراغبة والمشتكية والباكية ،،في الاخير قال لي الذي اعتقدت انه كبيرهم ،،الخير الذي نفعله بك ان نتركك تعودين من حيث اتيت ثم اختفى لتنهال علي كل انواع السباب والشتم والتعنيف ،،شي مقزز لن يقبله اي عقل شيء لم اره في حياتي لكنه زادني تحديا واصرارا “العمر ماكتقتلوا الزعامة “هكذا قال ابي ،،وصحت فيهم اريده حيا اوميتا ،،،اريد ان اراه،،ولم اشعر حتى وانا مدفوعة ومرمية في الشارع نعم في عرض الشارع …في الغد من بعيد رمقوني ثم منعت من الدخول ،فاخترت حائطا مقابلا جلست تحته ،،وفي كل مرة يأتي من يستخبرني من كل الانواع والاشكال ،،،وهكذا وانا تعب مني التعب ،،،في اليوم الرابع او الخامس من هذه الحالة اقترب مني شرطي بلباسه العسكري وسلم ولما رددت السلام استفسر عن مرادي وانا متيقنة انها اسئلة العارف لكني اعدت الاجوبة بحماس ودقة ،،في الاول نصحني واخبرني باني أخاطر بنفسي وباهلي وبابني،،،عندما ذكر ابني ارتعدت فرائسي،،،انصحك بالتعقل والرجوع الى اهلك حتى يكون ماشاء الله ،،في الاخير نطقت وقلت اريد فقط ان اعرف إن كان حيا ام ميتا؟ ،،،هل هذا ماتريدينه فقط؟ ام” تتباهلين “علي وعلى نفسك ،،،،أقسمت أن ذاك مرادي،،،صمت قليلا ثم اردف بشرط ،،،قفزت أن ماهو ؟،،،،أن تعديني بترك المكان حالا،،،،قلت أعدك،،،،طلب أن أذكره بالاسم !!!فاختفى ماشاء الله….بعد”ماشاء الله” وقف بجنبي رجل فوق دراجة نارية يلبس لباسا مدنيا ،،،قال ابنك سيدتي يرزق وعلى صدره اثار جروح قبيحة لم تندمل بعد ،،وفرهت فاي ليدخله دخان الدراجة المختفية ،،وفمي ﻻزال مشرعا في بله فرحة من نوع خاص،،فرحة كانت كفرح لحظة ازدياده،،،في هذا الدرب،،درب موﻻي الشريف أحيا رجل شرطة عاد ماقتله عراف بنسركاو الابكم …
ومن يومها أتخذ نضال امي مسار آخر مع رفيقاتها من النساء الاخريات ،،لقين فيه من الاهانات والصعاب ربما مقارنة بوعيهن البسيط والعميق أشد مما قاساه الابناء انفسهم ،،بدون رغبة ﻻفي نفع مادي اوم

الصورة:  المدني ادكروم واخيه  حسن ادكروم ( 10 سنوات اعتقال )‎‎.‎

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد