دار الشعر بمراكش تحتفي بالشعراء والحكواتيين في ليلة استثنائية
حضور استثنائي شهدته ليلة “شعراء وحكواتيون” لدار الشعر بمراكش، الجمعة الماضية، في اختتام فعاليات الدورة السادسة ل “ليالي الشعر الرمضانية”، حين امتدت فضاءات القصيد والفرجة الى خارج مقر الدار وجنباته. هي برمجة تحتفي بحوار خلاق دائم بين الشعر، ومجالات فنون أنماط القول والأداء، كما هي فضاء لالتقاء شعراء وفنانين (في مجالات المسرح والسينما والتشكيل والموسيقى…) في دار الشعر والشعراء والفنانين بمراكش.
برنامج “شعراء وحكواتيون” نقطة من فيض برمجة غنية لدار الشعر بمراكش، منذ تأسيسها (سنة 2017)، حيث استطاعت من خلال استراتيجيتها إعادة تدبير أفق المؤسسة الثقافية في انخراطها ضمن النسيج المجتمعي: “شعراء تشكيليون”، “شعراء إعلاميون”، “شعراء مسرحيون”، “نزاهة شعرية”، ذاكرة شعرية”، “تجارب شعرية”، “مؤانسات شعرية”، “نوافذ شعرية”، “الإقامة في القصيدة”، “حدائق الأبجدية”، “الكلام المرصع”، “أصوات نسائية”، “أصوات معاصرة”، “ضفاف شعرية”، “أنظام”، “سحر الغنا”، “الشاعر ومترجمه”، “شعراء بيننا” و”نقاد بيننا”، “الدرس الافتتاحي”، “صالون الدار الشعري”، … والعديد من الفقرات المتنوعة والتي تستل من معين التجربة الشعرية المغربية المتعددة، بتعددها اللساني وتنوعها الثقافي وتعدد أجيالها وتجاربها وحساسياتها.
قدم الحكواتي عبدالرحيم الأزلية “قصيدة مراكش”، والتي كانت كتابة سيرة ساحة “جامع الفنا” من خلال تعريف لوجوه الفرجة وروادها، الأزلية أحد أبرز وجوه مدرسة الحكواتيين، وهو مدرسة قائمة بذاتها في مراكش في فن الحكي والحفاظ على التراث الذي استقى نبعه من ساحة جامع الفنا الكونية. والى جانبه شارك المسرحي والشاعر عبدالسلام بنفينة، في عرض شعري وفني حي. لوحة شعرية تعتمد قالبا فنيا مفتوحا، ومساءلة للذات، وباعتماد على النص الشعري بلغتيه (الفصيح والعامية).
الشاعر الجزار الأنيق، قدم قصيدتين أهداهما للمرأة ولقيم رأب الصدع بين الشعبين الشقيقين، يقول في إحداها: “لا تنكري أني/ أذبت الجليد/ لا تنكري/ أني أعدت لك الأنثى/ يا سيدتي من بعيد/ وأضفت الى عينيك الشفافة/ كحلا بلوريا/ ولونا جديدا/ يا ذات الأصابع المعترفة/ لا تتظاهري حين تحدثينني / إني رجل خشبي/ وبأنك امرأة من حديد”. وقرأت الشاعر المراكشية، إلهام زويريق القادمة من مدرسة الأدب والحياة، انتماء لعائلة تقاسمت محبة الشعر والأدب، قصائد في “شعرية الانجراحات”، تقول في نص وجع الشوق: “يتعقب الشوق كل التفاصيل،/ وتبقى أيامي بعد الغياب/ فارغة،/ إلا منك./ الليل نبض حنيني،/ وأنت ليلي./ أنا العالقة بك،/ مذ تناسلت حروفي عشقا،/ فمتى يحين/ فطامي!!!/ أرسم الخطى / على طريق مسكونة باللعنات،/ وحيده/ كنخلة شارده، / ضائعة في مهامه ليل وارف،/ أبحث عن باب/ يعبر بي، / نحو صباحات الألم/ كل الأشياء لم تعد تشبهني،/ أحلامي لم تعد تتسع لي./ في حضرة الشوق،/ وأدت قلبي،/ فكيف أشتاق إليك بعد!”
وانفتحت دار الشعر بمراكش، على تجربة متميزة في المشهد الثقافي المراكشي، تجربة الصالون الأدبي رباعية الأنس (تأسس سنة 2014)، والذي شارك في برنامج “شعراء وحكواتيون” بحضور نخبة من الشعراء والأدباء والفنانين من أعضائه، وقدم الأستاذ رشيد أبلال والشاعر عبدالرشيد عمهوم جديد أشعارهما، فيما خصصت فقرة “نداء الأرواح” الموسيقية للفنانة فاطمة الزهراء الحشابي والفنانة آمال بنعلية، أحد الأصوات الفنية الجديدة في مراكش، مقاطع موسيقية روحانية، في سعي لإعطاء مساحات لحوار بين أنماط فنون القول.
ليلة شعراء وحكواتيون سفر شعري وفني روحاني، ضمن ليالي الشعر الرمضانية في دورتها السادسة، والتي شهدت تنظيم العشرات من اللقاءات منذ انطلاقتها، في حفاظ على استراتيجية الدار بإعطاء ميسم خاص لبرامجها، وأيضا في مواصلة لسفر شعري بين أجيال تمثل بعضا من إخصاب جمالي وإبداعي لشجرة الشعر المغربي الوارفة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.