خاطرة : صرخة اهتز لها المكان..

بقلم العربي أبعقيل

وطأت بقدماي الحافيتين ترابا تفوح منه رائحة الصبا ، تذكرت ضحكات الأطفال و أصوات العجائز وهن يحكين عز الماضي التليد ، إمتزج إحساس الفرحة بأنين و ألم الفراق، تقاطرت حبات دمعي و هي تنساب على وجنتاي لتتساقط على الأرض في صمت رهيب لا يكسره إلا أنفاس عاشق الأرض وهو يئن كرضيع يلتحف ثوبا ابيضا على حافة طريق في ليلة شتاء قارس ، يصرخ يصرخ لفراق حضن أمه الحنون، إنه الم فراق الأرض و الترى.

أسف جدتي لقد حلقت بعيدا في السماء فمضيت حرا دون ان تحصرني الجبال ، تهت بين الأقوام ونسيت قبرك حيث ترقدين ، هل تكفي دموعي لتغسل عاري وتطفأ جمر الشوق الذي يحرق أصابعي حتى تسلل اللهيب الى قلبي وهو يستعر بين أحشائي .

تقدمت و أنا أرتجف لهول مصابي وصرت أهدي و أتكلم و يداي تداعبان المكان من حولي ، قصدت مهرولا منزل الأجداد هناك وقفت مشدوها فلم أجد إنسا فقط صفير هواء ينساب بين فناء مرتفع تعلوه غرف من طين متراصة.

صرخت في دواخلي صرخة إهتز لها المكان من حولي فثناترت حبات الغبار من حولي وهي تتلألؤ تحت أشعة الشمس الحزينة حينها جثمت على ركبتاي و توسلت الصفح و رجوت ان أحضن ثرى الأجداد ليغسل عاري ويطفأ ألمي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد