حوار مع محمد حنداين رئيس كونفدرالية الجمعيات الامازيغية بالجنوب: انتقاء لجنة المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية خارج الدستور
1- ما رأيكم بخصوص تأسيس اللجنة المكلفة بإعداد مشروع القانون المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.؟
اولا لابد من التذكير بما اتى به الدستوري بخصوص الامازيغية وهو الجهوية الموسعة. هدا المعطى يفرض تلقائيا على الفاعلين والمهتمين بالشأن الامازيغي ان يغيروا مقاربتهم العتيقة والقديمة والمتعلقة بالتمتيلية اللسنية ( تاشلحيت ، تاريفيت، وتمزيغت) وهي التي كانت الحركة الثقافية الامازيغية تعمل بها في تأسيس اللجن، وسار عليها المعهد الملكي للثقافة الامازيغية في تشكيل المجلس الاداري للمعهد وتوزيع الجوائز والمنح. وكلما اريد ان تؤسس لجنة متعلقة بالشان الامازيغي نختار ممثل عن تاريفيت واخر عن تامزيغت واخر من تاشلحيت. وهي كما ترى عملية فلكلورية. وهكدا تكون اللجنة ممثلة للامازيغ لسنيا بغض النظر عن مكان استقرارهم ، ونظرا لان المركز هو الدي يقرر فغالبا ما تتشكل اغلب هده اللجن من مستقري الرباط والنواحي، وبالتالي فالمركو هو من يقرر في مصير الجهات. واستمرت هده المقاربة مند 2003 الى الان وما تزال.
اما بعد تأسيس الجهات فان هده المقاربة اصبحت متجاوزة وغير دستورية ، ويجب الطعن فيها فلا يكفي ان يتحدث شخص تاشلحيت حتى يمثل جهة سوس لان السوسيين يوجدون في كل جهة ويوجدون حتى في باريس وبكين ونيويورك..وبالتالي فان تأسيس هده الجهة من اشخاص يستقرون في جهة الرباط سلا امر غير مقبول اطلاقا ويعتبر استمرارا لاحتقار جهة سوس بالخصوص، لان جهة الريف ممثلة في شخص رئيس الكونفدرالية الجمعيات الامازيغية بالشمال. واستثناء كونفدرالية الجمعيات الامازيغية بالجنوب المغربي يدل غلى تمييز جهوي واضح. وأود ان اهنئ الاخوة في الريف على تنمية جهة الريف من منطلق فكرة الجهوية الامازيغية اد لا يمكن تنمية الامازيغية الا من خلال العمل الجهوي. فعلى الحركة الثقافية الامازيغية ان تعمل وفق المقاربة الامازيغية الجهوية التي تصب في الامازيغية الوطنية. وعلى الاخوة السوسيين المستقرين في جهات اخرى ان يخرطوا في العمل الامازيغي في الجهة التي يستقرون فيها ويمثلون تلك الجهة و ليس من المعقول ان يتم استنزاف نضال جهات اخرى. بعد اعتماد قانون الجهات فان اية ثمثيلية يجب ان تنطلق من الجهات.
لقد عانت جهة سوس الكبرى من احتقار و تهميش منذ الاستقلال بسبب الفكر المركزي الذي لا يساهم الا في اختلال التوازن بين الجهات. ونقول صراحة وبكل وضوح ان من يعتقد ان اللجنة المشكلة بتلك الطريقة تمثل جهة سوس لان فيها اشخاص يتحدون تاشلحيت فهم مخطئون فنحن غير ممثلون في اللحنة وبالتالي فستكون لنا الكلمة بخصوص نتائجها في حينه. لم تكن جهة سوس وفق هده المقاربة ممثلة في المجلس الاداري للمعهد الامازيغي سابقا وكدالك اللجن الاخرى.
والتهميش الدي طال ويطال جهة سوس ليس فقط على مستوى الامازيغية وإنما على مستويات اخرى فرجال الاعمال يشتكون الحصار والتهميش، فالسياحة الان في تدهور بسبب سيطرة التهميش و الحكرة، والفلاحة والصيد البحري لا تستفيد منه الجهة دون ذكر اقتصاد الريع الدي يستنزف جيوب السوسيين خاصة في النقل الحضري وان مشكل الكريمات في اكادير وسوس يعرفه القاصي والداني الى غير دالك.
كما ان الاحزاب لا تخرج عن هدا السياق فالطاقات والفعاليات السوسية لا يتم تمثيلها في في الوزارات ولا في المناصب العليا للدولة فنسبة وزراء حزب التقدم والاشتراكية مثلا توجد في المثلث المعروف، في حين ان سوس يزخر بالطاقات يشهد لها بالكفاءة وناضلت في صفوف الحزب مدة طويلة، ونفس الشيء بالنسبة لحزب العدالة والتنمية و للأحرار وغيرهم.
هدا مع العلم ان جهة سوس كانت لها ادوار في التاريخ المغربي ومنها انطلقت مختلف الدول المغربية كالمرابطين والموحدين والسعديين وانطلقت منها مقاومات ضد الاستعمار لملحمة ايت باعمران وايت عبدالله. ولا احد ينكر ان حزب الاتحاد الاشتراكي انطلق ايضا من جهة سوس دون ان تستفيد جهة سوس من كل دالك الرصيد التاريخي. لدالك ندعو الى التخلي عن فكر التمثيل المركزي وإعطاء للجهات الجغرافية وليس الثقافية حقها في التمثيل ليس فقط في اللجن المتعلقة بالشأن الامازيغي ولكن في تقسيم الثروة والسلطة بهدف تكافئ الفرص بين الجهات.
- هل يعني ذلك انكم سترفضون التعامل مع اللجنة؟
تاسيس اللجنة حديث ونحن اصدرنا بيانا بخصوص طريقة اختيار اعضاء اللجنة وسنتدراس في مكتب الكونفدرالية الموقف الذي سنتخده بخصوص التعامل مع عمل اللجنة . ولكننا نرفض عمل تمثيل جهة سوس ونرفض الاستمرار في هده المقاربة المركزية والمغالطة الكبيرة بان كل من يتحدث تاشلحيت فهو يمثل جهة سوس. لا نحن مع تطبيق الدستور الجديد القاضي بالجهوية الموسعة. فالمرحلة الراهنة هي الامازيغية الجهوية والجهة الجغرافية وبما ان الامازيغية مسوؤلية وطنية فيجب ان تكون مسوؤلية كل الجهات. فلا يعقل ان يتحول نضال المناضلين الامازيغ والذين يعملون باستمرار وعلى الارض وباحتكاك مع السكان ان يمثله اشخاص في الرباط قابعون في مكاتبهم، فقط لانهم يعرفون التحدث بتشلحيت هدا اصبح مرفوض. فعليهم ان ينشطوا الامازيغة في جهتم لنحقق التكامل وشعار الامازيغية مسوؤلية وطنية. ونحن سنساعدهم بكل اخلاص وتفان. وادعو مناضلي الاحزاب الى التفكير في نفس المقاربة. عليهم ان لا ينتطروا نضال جهة سوس لينسبوه الى انفسهم، فانه يضر كثيرا الامازيغية ، فشعارنا اليوم الامازيغية الجهوية في افق الامازيغية الوطنية
وهدا ينطبق على جميع الجهات والجهة القريبة الينا هي جهة الصحراء فلا يمكن ان يمثلها الا من يسكن ويقطن في رمال الصحراء ويعرف شعابها. واعتقد ان المقاربة المركزية ستؤدي الى كثير من المشاكل منها الشعور بالحكرة والشعور بمزيد من التهميش.
- هل هنالك خطوات ستقومون بها امام ما تسميه تهميش جهة سوس؟
تم تاسيس لجنة المباردة وعملنا وفق توازن الجهات في اي عمل ووقعنا على ميثاق رغم تحفظنا على بعض الفقرات التي لم تشمل المقاربة الجهوية ونحن واعون بان المقاربة الامازيغية الجهوية الجغرافية هي جديدة جاءت وفق الدستور الجديد ولاقتناعنا بان الامازيغية لا يمكن تنميتها الاجهويا وفق الجهوية الموسعة في افق الكونفدرالية مثل الدول المتقدمة التي تريد ان تحافظ على التنوع الجغرافي والثقافي واللسني واريد ان نعطي مثالا رائعا في التدبير السياسي للتنوع اللغوي هو مثال الهند فلابد من الاطلاع عليه لنتعرف كيف استطاع هدا البلد دي مليارنسمة و200 لغة وفسيفساء من الديانات والمعتقدات وكيف تمكن من الحفاظ على الاستنناء الحقيقي. اما في المغرب فلدينا نفس المقومات التاريخية فالمغرب بلد عريق كون شخصيته منذ 3000 قم غيرو ليس مند 14 قرن كما يقال، اننا ارتبطنا بالنظام الفرنسي الجكوبيني المركزي. لابد من التفكير جديا في فك هدا الارتباط.
فالخطوات العملية التي نود القيام بها تتلخص اولا
- في التعريف بالمقاربة الجديدة “العمل جهويا والتفكير وطنيا“
- التعريف بتهميش جهة سوس ثقافيا وثمثيليا واقتصاديا وسياسيا
- الاتصال باعضاء الجهة وتحسيسهم بهدا الوضع
- الاتصال بالنواب البرلمانيين بالجهة لتفسير موقفنا من هدا التهميش ومن اعمال اللجنة
هده فقط بعض المقترحات الشخصية التي ساقدمها للمكتب الكونفدرالي بعض انتهاء مؤتمر COP21 في باريس التي نشارك فيه. وهدا العمل ليس مرتبطا فقط بتاسيس اللجنة ولكن هدا عمل جديد نؤسسه لبناء جهة قوية لان التاريخ علمنا انه بقدرما تتقوي الجهات بقدرما يتقوى المغرب
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.