(حوار) عبد الله بوشطارت لأزول بريس: العلماء والباحثون في العلوم الانسانية واللسانيات، سبقونا بما يزيد عن 160 سنة في البحث عن تاريخ وخصوصيات المجال والإنسان في منظومة عيش الطوارق

        بوشطارت عبد الله بوشطارت لأزول بريس:

العلماء والباحثون في العلوم الانسانية واللسانيات، سبقونا بما يزيد عن 160 سنة في البحث عن تاريخ وخصوصيات المجال والإنسان في منظومة عيش الطوارق

    صدر مؤخرا للباحث الشاب عبد الله بوشطارت، مؤلف يحمل عنوان “الطوارق، المجال . السلطة. المقاومة” وهو بحث في الثنايا التاريخية والانثربولوجية لمجال الطوارق، كما يريد الباحث لمؤلفه أن يتبوأ مكانة الكتاب / المفتاح فهم الرهانات الجيو-ستراتيجية الإقليمية والدولية في الصحراء الكبرى،

حاوره: الحسين أبليح

1- لماذا الكتابة عن الطوارق ؟

الكتاب عبارة عن دراسة جامعية و بحث أكاديمي لنيل شهادة الماستر في التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط، في وحدة المجتمعات الإسلامية المتوسطية والحداثة. اختيار الموضوع له عدة أسباب أولها ذاتي مرتبط باهتمامي الشخصي بامازيغ الصحراء، سواء تعلق الامر بصنهاجة حيث ننتمي نحن اغلب التجمعات في سوس وجزولة والواحات، أو تعلق الامر بالطوارق.   والثاني له صلة بما هو موضوعي، حيث تنعدم الدراسات العلمية والتاريخية والانثروبولوجية حول مجتمعات الطوارق ليس لأنهم نتقاسم وإياهم اللغة والثقافة والتاريخ فحسب، وإنما الضرورة العلمية، والحاجة في فهم الرهانات الجيو-ستراتيجية الإقليمية والدولية في الصحراء الكبرى، يقتضي منا دراسة واستيعاب خصوصية مجتمعات امازيغ الصحراء وتاريخهم، والطوارق تحديدا.. ونشير إلى أن الاجانب وخاصة العلماء والباحثين في العلوم الانساينة واللسانيات، سبقونا بما يزيد عن 160 سنة في البحث عن تاريخ وخصوصيات المجال والإنسان في منظومة عيش الطوارق، وهذا له علاقة بالسياسة العامة وبعض من القيود الايديلوجية التي كان البعض يفرضها ويوجه بها البحث في الثقافة والتاريخ والفكر عموما داخل الجامعات المغربية، ولكن مؤخرا بدأت هذه النظرة الضيقة تتفكك وتتلاشى…..

2- اخترتم مدخل المجال والسلطة والمقاومة…..لماذا هذه المدخلات لمقاربة مجموع الطوارق؟

لانها مهمة واساسية لفهم خصوصية مجتمعات الطوارق، وهذا البحث هو جدير بمهمة اساسية هي مسألة التوطين، توطين المجال المفاهيم والسلطة وقضايا أخرى، وما هو الهدف من البحث أصلا؟ هو دراسة قضية أساسية ومهمة هي “التحول”. لان البحث يدرس تحولات مجمعات الطوارق خلال النصف الثاني من القرن التسع عشر والنصف الاول من العشرين، بمعنى يغطي فترة التدخل الاستعماري في الصحراء الكبرى، وبلاد الطوارق تحديدا، وهذا يعني بالضرورة دراسة انعكاسات هذا التدخل في تقسيم واعادة ترتتيب- تقطيع المجال اولا، ثم تفكيك نظيمة السلطة والحكم وممارستها للمجتمع وخلق نظام بديل يتماشى مع اهداف الاستعمار لتسهيل الاستغلال وبسط الهيمنة والتحكم في الموارد، وهذا لا يمكن بطبيعة الحال أن تصل إليه فرنسا التي استعمرت مجموع الصحراء الكبرى دون مقاومة الطوارق…إذن هذه هي خطاطة البحث، الذي انطلق من فرضية مرجعية وهي، إلى إي حد يمكن تطويع مجتمعات الطوارق الذي التي تتحرك في مجال غير محدود ولا يؤمن أصلا بالحدود- منظومة الترحال- على جغرافية الصحراء في دول وطنية – قطرية؟ كما أن البحث أتى بأفكار جديدة وغاية في الأهمية حول أشكال ممارسة السلطة وعلاقتها بالقرابة وفي المقاومة وحتى في مقاربة مفهوم القبيلة…نترك القارئ الكريم لاستكشافها في الكتاب.

3- الا يمكن اعتبار موضوعة الطوارق طريقا ثقافية لمشكل الصحراء؟

بالطبع هي طريق ثقافية وتاريخية وحتى سياسية، حينما قلت أن البحث يدرس قضية التحول الذي خلقه الاستعمار في الصحراء الامازيغية فهو يعتبر مدخلا لفهم المشكل أولا، ثم حين نتحدث عن توطين المجال والمجتمع في الصحراء، فإننا تقصد بذلك مسألة الحدود المستحدثة. فالطوارق أي امازيغ الصحراء يغطون مساحات كبيرة ومهمة في جنوب الجزائر وشمال مالي إلى تخوم موريتانيا إلى النيجير ثم ليبيا، وحين نتحدث عن تينبوكتو وهي عاصمة ثقافية وروحية وسياسية لجزء مهم من الطوارق وامازيغ الصحراء الذين يتحركون إلى تخوم الواحات والهوامش في مناطق درعة وتافيلات وغيرها..فهم قضية الصحراء في المغرب يقتضي دراسة وفهم تاريخ الصحراء الكبرى، وضرورة استحضار دور امازيغ الصحراء في هذا التاريخ وبناء المجال، فلا يعقل مثلا النظر الى الصحراء من وادنون الى نهر السينغال كأنها ارض للبيضان هذا تقزيم للتاريخ واقصاء واضح لتاريخ طويل من التثاقف والتمازج الحاصل في الصحراء….وعدم استحضار رؤية ودور أمازيغ الصحراء في الترافع الدولي وتهميش عامل الثقافة والروابط التاريخية البينية، يبقى غير مفهوم إلى حد الآن….

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد