حماد أوطالب المزوضي: هرم آخر من أهرامات فن الروايس

  • الطيب أمگرود //

 

نْلاَّ غْ أوشّْبارْ نْبيدّْ أورْ نوفي لمْعاوْنْتْ
أرْ أوكانْ گيسْ نْحّْرْگْ أورْ نْلْكْمْ غيلِّي ريغْ
نْمَّاغْ إيغْ نوفَا أدْ دْ نْبانْ تشْلْحيتْ نَّاغْ
ها يِّي سْمونْغْ تاگَّاتْ ريغْ أدْ تْنْتْ أسيغْ
أدْ دْ أوكانْ إيبانْ رْبِّي لْمْعاوْنْتْ نَّاغْ
(…)

هذه الأبيات مطلع لنص شعري مكون من أربعة وتسعين بيتا لأغنية تعد الانطلاقة الفعلية لأحد مشاهير فن الروايس اليوم نحو عالم الشهرة، يواصل من خلاله فنان من أونژوضت إثارة ملف الحقوق اللغوية والثقافية والاقتصادية للأمازيغ والأمازيغية، مكملا رسالة فقيد الأغنية الأمازيغية الملتزمة الرايس محمد ألبنسير.

في أحد أيام خريف سنة 1990 سيزمجر صوت مرددا كلمات أغنية نْلاَّ غْ أوشّْبار، ويرتفع عبر مكبرات الصوت، التي كانت تشهرها محلات بيع الكاسيط في كل المناطق الناطقة بتشلحيت، معلنا بداية مسيرة فنية حافلة للفنان الرايس حماد أوالطالب المزوضي، وارث مشعل الأغنية الملتزمة من محمد ألبنسير.

رأى أوطالب النور سنة 1955 بدوار توخريبين بقبيلة أونزوضت بإقليم شيشاوة ولاية مراكش، وترعرع وسط عائلة تعشق الفن، إذ كان أفراد عائلته مولعين بفن أحواش، فانجذب للفن رغم إلحاح والدته على استكمال دراسته في الكتاب.

وكان الرايس حماد يتردد على الدار البيضاء في إطار الزيارات العائلية، ولأنه كان من محبي الفنان الكبير الرايس لحسن بوميا والمتأثرين به، ستقوده الصدفة وهو معه سنة 1978 إلى الاشتغال بجنبه ضمن فرقة الرايسة رقية الدمسيرية كممتهن إيقاع ناقرا على البندير، إلا أن الكبيرة تالبنسيرت ستكتشف أن مكان أوطالب ليس وسط محترفي الإيقاع، كيف لا وقد أبدى مهارة في ارتجال كلمات الأغاني، بل تعلم آلة وترية تؤهله لأداء أغانيه بنفسه، فتوج بنصيحة منها نحو تعلم العزف على آلة لوطار مدخله إلى البانجو، ليصدر أول عمل غنائي له سنة 1979 تحت عنوان مْرا إيسْ أَ تْنْزَّاتْ أَ أيًّورْ.

إلا أن شهرة أوطالب لن تتحق إلا نهاية سنة 1990، فقد اشتغل إلى جانب أغلب كبار الروايس، ولن يرسم معالم مسيرته الفنية الناجحة إلا كبيرهم محمد ألبنسير، إذ مرافقا له عاملا ضمن مجموعته سيكتشف أنه من استطاع أن يرسم مسيرة فريدة، وشهرة كبيرة، ويلج قلوب الناس بالمواضيع التي يتناولها في أغانيه، مما أكسبه حبا لدى الجمهور منقطع النظير.

سيفجع الأمازيغ أواخر 1989 بوفاة الناطق باسمهم، وأول من أثار قضيتهم غناء، ويودعون رمزا من رموزهم، فاختار أوطالب أن يحمل المشعل ويواصل المسيرة، فأبدع ما يناهز ستمائة عمل غنائي يحتل موضوع الهوية ضمن تيماتها الحيز الكبير.

يتمتع الرايس حماد أوطالب المزوضي بملكات كتابة نصوصه الغنائية بنفسه، تلحينها وأدائها، بل أسهم في بروز أسماء فنية كثيرة ووصولها للجمهور، كما يتميز أوطالب بعفويته وبساطته في الحديث، مما جعله يتمتع بجماهيرية كبيرة في كل المناطق الناطقة ب”تشلحيت”.

  • وهذه أغنيته بعنوان  “نلا غ أوشبار”:

خ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد